الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الخَلْق والحرّيّة

المطران كيرلس بسترس
المطران كيرلس بسترس
Bookmark
الخَلْق والحرّيّة
الخَلْق والحرّيّة
A+ A-
"نؤمن بإله واحد آب ضابط الكلّ خالق السماء والأرض وكلّ ما يرى وما لا يرى". هكذا يبدأ قانون الإيمان المسيحيّ وفيه إعلان أنّ الله واحد، وأنّ هذا الإله الواحد هو الذي خلق الكون بأسره، بما في ذلك الإنسان. ويروي سفر التكوين أنّ الله خلق الإنسان "على صورته ومثاله". والحرّيّة هي من الصفات الإلهيّة. ولذلك هي أيضًا من مكوّنات طبيعة الإنسان. ويميّز آباء الكنيسة بين الصورة والمثال: فصورة الله في الإنسان تتضمّن الحياة والعقل والإرادة الحرّة. فالإنسان يتمتّع إذن بالحريّة في عمق كيانه. وعلى الإنسان أن يعمل بإرادته الحرّة على تحقيق المثال الإلهيّ في سلوكه، فيحيا على مثال الله في القداسة والمحبّة والرحمة. يرى بعض الفلاسفة الملحدين أن لا وجود لحرّيّة الإنسان بوجود الله : فإمّا الله وإمّا الإنسان. إنّ عقيدة الخَلْق، بتأكيدها خَلْق الإنسان "على صورة الله ومثاله"، تُعلِن أن لا تناقض بين وجود الله وحرّيّة الإنسان.وهذا ما يتبيّن من طريقة رواية خلق الإنسان في سفر التكوين. يقول النصّ إنّ الله خلق الإنسان وخلق له جنّة ليغرسها ويعمل فيها. وهذه الجنّة تعني أنّ الكون لم يكتملْ بالخلق، بل يكتمل بعمل الإنسان الحرّ. وكذلك القول إنّ الله...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم