الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ريشة فاطمة السيد تؤمن بالذات، بالحرية و... بالآخر

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل
ريشة فاطمة السيد تؤمن بالذات، بالحرية و... بالآخر
ريشة فاطمة السيد تؤمن بالذات، بالحرية و... بالآخر
A+ A-
من ساحة النور في المدينة "العاشقة" للحرية وتحديداً في طرابلس، ترسل لنا الفنانة التشكيلية فاطمة السيد بعض لوحاتها، التي ترسخ عبرها قصصاً من تاريخ طرابلس عموماً ولبنان خصوصاً. ما هي هذه الخيارات؟ تستشف من أجوبة السيد "أنها تؤمن بلغة الرسم، كامتداد واسع الأفق يلف الوطن بأكمله".

وجهان للوطن




في أعمالها، الوطن في وجه الفينيق المحلق والآخر يعيدنا الى ما نحن عليه. تحاكي الألوان القوية الوجهين من الألم والرجاء وهما محطتان في بناء الأوطان وتكوين الإنسان الحر ونضاله من أجل نضاله".

تتكلم السيد قليلاً عن نفسها. تترك لك حرية التفكير والبحث عن الذات. كل شيء في اللوحة، التي تقفها السيد إلى جانبها، يشير إلى علاقة مميزة مع الكمان، الى نوتات تراقص الجو العام للوحة، للبحث عن الذات....

النساء ...وجوه

أرادت أن ترسم النساء فاجتمعت في هذه اللوحة نساء عدة، كل واحدة لها قصة، كل أثنى تمثل في هذه اللوحة مرحلة من حياتها كشابة ومتزوجة وصولاً إلى مرحلة منتصف عمرها وصولاً إلى الشيخوخة.

في كل محطة، ملامح غير واضحة لمجموعة وجوه نسائية "قابعات" في تلك اللوحة، والسبب أن الألوان تتموج في جملة وجوه، تكون فيها ملامح متشابهة في وجه كل واحدة، كل أنثى منا في كل من هذه المراحل.

فاطمة السيد، أنثى تثور عبر الفن، تؤمن بالحرية "الممزوجة" بالحبر، وهذا ما جعلها تبادر إلى رسم دقيق ومفصل جداً بقلم حبر اسود بورتريه لكل من عميد "النهار" الراحل غسان تويني ورئيسة تحرير "النهار" نايلة تويني في وقفة مع الذات، مع الكلمة، مع الآخر، محاولة أن تعيش وحدة مع ذاته ...مع قدر الأحرار.

بين السيد والرسم وحدة في الروح وربما في الجسد. هي فنانة بالفطرة وتطورت تدريجياً في عالم الرسم، وتعمقت في لغة الألوان والخطوط، وتمكن من تحويل الرسم إلى مادة في تعليم الفنون بكل مكوناتها. "نجحت السيد في تحويل الرسم إلى علاقة تعبيرية لكل من مجموعة من تلامذتها ومنهم ذوو الاحتياجات الخاصة.

ورسخت أهمية هذا الدمج من خلال تنظيم معرض لتلامذتي بعنوان "لمعة نور" في العام 2017، وهو مبادرة جامعة أعطت مردودها القيم على معنويات تلامذتي عموماً وعلى شخصي خصوصاً".

وشددت على أن "الإعلامي مالك مكتبي استضافني وأحد تلامذتي من المحترف وذلك في برنامجه "أحمر بالخط العريض" وبادر إلى الإحاطة بالجهود المبذولة للدمج في المحترف".

من قلب المدينة

ترسم السيد آثار طرابلس وقلعتها وأسواقها بألوان "نابضة" جداً، وفي أروقة خان الخياطين لوحة بريشة السيد كأنك فعلياً تزور المكان، قناطر في السقف في وجه تموج ألوان صارخة كأنها ما زالت قابعة في ذاكرة هذا المكان وكل مجرياته، كل ماضيه وحاضره.

في إحدى اللوحات، سماء في لوحات يخرقها الأفق أو أكثر من أفق يقارب الحنين إلى لقاء الذات، إلى لقاء الآخر، إلى معانقة التموجات الفنية بيد ممدودة هناك.

وآثارها

قد يكون من معالم طرابلس الأثرية تلك الزاوية في لوحة من قلب مدخل ذلك الجامع المنصوري الكبير بلفتة رائعة، يجسد فيها المؤمن رهبة الخالق وعظمته وجبروته.

بعد جولة على أعمالها، تكمل السيد حديثها مشيرة إلى أن "من يمتهن الرسم أو تعليمه قد يصطدم بصعاب حياتية قد تفرض تنازلات، ولاسيما إذا كان الفنان السند الأساسي لإعالة أهله".

وتوقفت عند المتنفس الأساسي والمتجسد خارج بلدها من خلال تلبية دعوة الاتحاد السويسري، والتي سهرت رئيسته كاتيا دميان في حينها على جمعنا في فاعليات فنية شاركت فيها مجموعة كبيرة من الفنانين اللبنانيين".

ضريبة الفن

عاشت السيد علاقة وطيدة مع الرسم وعالمه وهي كما تقول "تستهدف الحياة في أعمالها الفنية بوجوهها وبملامحها كلها حتى الأكثر صعوبة، التي تمس مرحلة الشيخوخة وسواها من قصص هذه الحياة".

مسيرة الحياة للرسام التشكيلي فيها مطبات صعبة في بلد مثل لبنان. رغم ذلك، ما زالت تحلم بالكثير وتصبو إلى العيش في بصمات بقيت خالدة في مشوار حياتها الفنية ومنها في ملتقى خاص للفنون في كل من جونيه، جزين، بشمزين وطرابلس، المنية وجبيل، والتي شاركت فيها مع مجموعة من فنانين عرب ولبنانيين من أجل التعبير في أعمالنا عن ذاتنا والآخرين.

[email protected]

Twitter:@rosettefadel


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم