الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

انتفاضة الغضب تدخل أسبوعها الثاني: بروفة لفتح الطرق واختبار لحجم الصدام مع الجيش

عباس الصباغ
انتفاضة الغضب تدخل أسبوعها الثاني: بروفة لفتح الطرق واختبار لحجم الصدام مع الجيش
انتفاضة الغضب تدخل أسبوعها الثاني: بروفة لفتح الطرق واختبار لحجم الصدام مع الجيش
A+ A-

دخلت انتفاضة الغضب اللبنانية أسبوعها الثاني من دون أن يتراجع تصميم المشاركين فيها على التراجع، وسط جرعات دعم وصلت للمنتفضين من أعلى المرجعيات الروحية. فكيف بدت ساحات الاعتصامات في بيروت أمس؟.

استفاق المحتجون على السياسات الاقتصادية والداعون الى رحيل الطبقة السياسية على اصوات آليات الجيش في مناطق عدة، ولا سيما في جل الديب حيث أبلغ ضابط من الجيش المعتصمين بضرورة فتح الطريق والتراجع من وسط المسلك الغربي للاوتوستراد تسهيلا لحركة المواطنين.

إلا أن رفض المعتصمين دفع عناصر الجيش الى إبعادهم من خلال تأليف سلاسل بشرية، وبعد هرج ومرج نجح الجيش في فتح مسرب للسيارات على المسلك الشرقي للاوتوستراد، وسط استياء المحتجين الذين حاولوا افتراش الارض لمنع تقدم عناصر الجيش، ولكن الجولة الاولى انتهت من دون تسجيل نقاط لأي من الطرفين بشكل كامل.

هدأت المواجهة بين الطرفين بعد إصابة عدد من المعتصمين، ثم انضمام النائب سامي الجميل الى المحتجين وافتراشه الارض، وتراجع الجيش عن فتح الطريق بالقوة، علما أنه كان استقدم جرافة الى جل الديب.

أما على المسلك الغربي فكان المعتصمون قد ركنوا عشرات السيارات، مما جعل اعادة فتحه أمرا مستحيلا. وسُجلت خلال البروفة غير المشجعة أمس لقطات مؤثرة، منها انهمار دموع احد الجنود، واعتلاء صبية إحدى الآليات التابعة للجيش، ومن ثم إصرارها على تقبيل الجنود فردا فردا، وسط تصفيق الجميع.

اعتصام مصرف لبنان

ولليوم الثاني، استمر المئات في تنظيم وقفات احتجاجية أمام مصرف لبنان في الحمرا، ولوحظ ان الاعتصام الذي غلب عليه الطابع اليساري، انضم اليه عشرات من سكان الضاحية الجنوبية حملوا لافتات ضد الحاكم رياض سلامة، فيما عمد شبّان إلى تعليق لافتات صغيرة على الجدار الاسمنتي الذي يفصل وزارة الداخلية عن الشارع الرئيسي في الحمرا. المعتصمون الذين يواصلون تحركهم امام مصرف لبنان لم يصطدموا بالقوى الامنية التي قللت من انتشارها في مكان الاعتصام بشكل لافت، حيث لم يسجل أي حضور لفرقة مكافحة الشغب. كذلك عمدت عناصر من الشرطة الى قطع الطريق على تقاطع كليمنصو- الحمرا وحولت السير الى الطرق الفرعية. واستمر الاعتصام حتى ساعات متقدمة من المساء، ووعد المعتصمون باستئناف تحركهم قبل ظهر اليوم أمام المصرف، وكذلك سينظمون وقفة احتجاجية قرب الواجهة البحرية للمطالبة باستعادة الاملاك البحرية للدولة.

وسط بيروت حشود لا تتعب

لم يتغير المشهد في وسط بيروت مع دخول انتفاضة الغضب أسبوعها الثاني، وحافظت التحركات الاحتجاجية على وتيرتها التصاعدية.

صباحا، كانت الأعداد قليلة جدا في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وكان بعض الشبان الذين أمضوا ليلتهم في الساحتين قد استهلوا اليوم السابع للتحرك بتنظيفهما، ولوحظ غياب القوى الامنية بشكل شبه كامل. واللافت أنه حتى عندما رفع عدد من المعتصمين الاسلاك الشائكة لإزالة بعض الاوراق وعبوات المياه الفارغة، لم تتحرك القوى الامنية، وظلت من دون أي ردة فعل، وكأن شيئا لم يكن، فيما اكتفت عناصر من قوى الامن الداخلي بالدردشة مع المعتصمين وسط أجواء هادئة.

وبدأت أعداد المتظاهرين في وسط بيروت بالارتفاع ظهرا، الى ان امتلأت الساحتان مساء وسط تصميم المحتجين على عدم التراجع عن مطالبهم برحيل الطبقة السياسية واجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وكان اللافت أمس التفاعل الايجابي مع مواقف المرجعيات الدينية بعد إشادة كل من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والمفتي عبد اللطيف دريان بانتفاضة اللبنانيين ودعوتهما الحكومة الى الاستجابة للمطالب. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم