الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

عليهم!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
عليهم!
عليهم!
A+ A-

لطالما كان مُشاركاً فعّالاً في الاحتجاجات الشعبيّة المُطالِبة بالعدل (وإلا!)، والمُلتهبة برائحة الصبا ونبض التغيير "المزماريّ" بقدرته على القرع برفق على سطح الضمير والعزف على آلة نكرانه. "ما كان يفوّت" الفرصة للتعبير بشتى السُبُل عن كل ما يُقلقه ويجعله ينتفض من الداخل، "إنّو لا! ما منقبل". اليوم هو بعيد عن البلد. غادرها مُباشرةً بعد اعتصامات العام 2015 التاريخيّة.

انتقل إلى المملكة المتحدة للعمل. ولكنه عندما شاهد الفيديو الذي انتشر بسرعة البرق على نطاق واسع، لم يتمالك نفسه. كان لا بد له من إلقاء التحيّة لهذه الشُجاعة التي هتفت بأعلى صوتها الفتيّ، "قوّصني"! ولم يفكر مرتين قبل أن يتوسّل بالفن والإبداع لتجسيد اللحظة، وإن كان بعيداً. الجميلات بالفعل هن الثائرات. صبيّة جامحة، مُتمرّدة، لا تخاف الموت أو السلاح المُهدِّد.

تواجِه حارس أحد الوزراء من دون أن يرفّ لها جفن. تركله من دون أن تأخذ بالاعتبار السلاح الذي يحضنه. ملاك علوية، "أيقونة الثورة" التي أدلت بتصريح واحد ومن بعدها رفضت بتهذيب المقابلات، على اعتبار أنها مُنهمكة "تحت بالساحة"، وليس همّها أن تحصد الشهرة. المُصمّم الغرافيكي رامي قانصو شعر "دغري" أن واجبه يقضي أن يُلقي التحيّة على هذه المُتمرّدة التي ارتدت ثوب القوّة والشجاعة، والتحيّة أيضاً للآلاف الذين حوّلوا الساحات والشوارع ملاذهم الآمن الذي سيضمن لهم حقّهم بين دفّتي القمع والطغيان. والطريقة الفضلى هي من خلال ما يحب أن يقوم به. وهو التصميم والفن.

فكانت الرسمة التوضيحيّة الشهيرة "عليهم". رامي قانصو اعتذر عن تأخّره في الإجابة عن سؤالنا عبر الفايسبوك مؤكداً أن السوشيال ميديا أربكته في الأيام الماضية. معه حق. كم هائل من الصور والمعلومات والتصريحات والآراء.


أما ملاك علوية، فهي في مكان ما في الساحة، وبالها ليس في التسويق لنفسها ولعملها الشجاع. تصرّفها كان تلقائياً، ورائعاً. "بوستاتها" على صفحتها الخاصة على فايسبوك مُتاحة أمام الجميع. أخذنا الحريّة في اختيار بعض صور منها ليتعرّف الجميع إلى الاقتحاميّة المعجوقة بالساحة. و"يلّا، عليهم!".

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم