الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - نزاع الطائف وطوائف النزاع!

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - نزاع الطائف وطوائف النزاع!
أرشيف "النهار" - نزاع الطائف وطوائف النزاع!
A+ A-
نستعيد في #نهار_من_الأرشيف مقالاً كتبه الياس أبو غصن في "النهار" بتاريخ 3 كانون الأوّل 1996، حمل عنوان "نزاع الطائف وطوائف النزاع!".ليس من المستغرب اليوم في لبنان، ان ينكفئ السياسيون المؤيدون لاتفاق الطائف بعد ان ادّى هذا الاتفاق قسطه للعلى، حتى اعلن البعض منهم التحضير لطائف ثان ينتشل الطائف الاول مما اوقع فيه لبنان واللبنانيين في هذا الهرج والمرج من الفلتان والضياع السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ونقول ليس بالمستغرب، وذلك لان هذا الاتفاق المعروفة مقاصده منذ بدء التحضير له حتى انجازه، لم يكن يستهدف معالجة محنة داخلية على مستوى المحنة في لبنان بمقدار ما كان يستهدف وضع هذه المحنة في ثلاجة الانتظار والانطلاق في صورة خفية ومدروسة لمعالجة المحنة الكبرى على صعيد المنطقة. لا بل من المستغرب ان لا يشهد لبنان ما يشهده اليوم من احوال متردية في الوقت الذي لم يكن "الطائف" الدواء لهذا الداء المستعصي، بمقدار ما كان وما زال "ازالة لحركة اعتراضية" حاولت ان تخربط المسار المرسوم والنهج المعلوم في لبنان والمحيط. فهل يعالج قوم شؤونهم بغير ارادتهم؟ وهل ينجح حل لازمة ما في بلد معين من دون ان يكون هذا الحل من اختيار ابنائه وشعبه وقيادييه؟ فما بال "الطائف" وقد صوّروه لنا هذا "الانجاز التاريخي" يزحط على قشرة خلافات في الرأي والتفسير في بنوده او التعليل لاهدافه ونتائجه. وما زال هذا الانجاز يطلع علينا بجملة "انجازات" وبدع وتقليعات لا يمكن ان تكون بمستوى تضحيات سني الحرب وما تكبده اللبنانيون على مدار مراحل ازمتهم من خسائر بشرية ومادية. وما النفع من هذا الاتفاق باستثناء انتفاع الخارج الاقليمي والدولي - عندما لم يستطع ان يحمل في طياته او بمجرد وجوده وهيبته، حلاً لاية ازمة عالقة منذ زمن او طرأت في معرض تنفيذ مراحله وبنوده؟ فيبقى التحدي ان يتجرأ اي مسؤول او اي قيادي او اي مؤيد "للطائف" ان يبين للرأي العام مدى ما حققه وما انجزه هذا الاتفاق للبنانيين حتى الساعة. وحتى اعلان القبول بهذا التحدي، لا يكفي ان يظهر هذا المسؤول او ذاك القيادي او المؤيد ويعلن: لقد اوقفنا لكم المدفع، واسكتنا لكم الرصاص، وفتحنا لكم الطرقات، ونشرنا الجيش وقوى الامن فهذه الامور اصبح معلوماً للقاضي والداني انها لم تكن يوماً سبباً للخلاف او النزاع واندلاع الفتن، كما انها لم تكن ولن تكون صنيعة القيمين على شؤون البلاد وشجونها منذ زمن. الوفاق و"ثمرة التوافق" بكل بساطة يقف اليوم المواطن اللبناني المسلم والمسيحي مشدوهاً ومذهولاً عندما يرى ان هناك ازمات "جانبية" انوجدت لاجل تطبيق "ثمرة التوافق" كان الاجدر بالمتوافقين عندما كانوا في الطائف ان يتوافقوا عليها لانها في نظره تدخل في صميم "الوفاق الداخلي اللبناني" ومن شأنها ان لا تقل اهمية عن البرنامج المرحلي لتنفيذ "وثيقة الوفاق" المتجلي في تشكيل حكومة وفاق وطني حقيقي بين من يمثلون اللبنانيين فعلياً على الارض، حتى من خارج او من فوق سقف الطائف، والذين انضووا "تحت سقف الطائف". والا فوفاق من مع من وما هو المغزى من كلمة وفاق في حال اقتصر على فئة واحدة او دفة من دفتيه، او توسيع حكومة الوفاق الوطني "المنشود" المطالب به اليوم وفق اقتراحات ومعايير "استنسابية" ومن "اهل الطائف" بالذات وصولاً الى وضع رؤية مشتركة لتنفيذ القرار 425 بين "المتوافقين" و"التوافق" على آلية قابلة للتنفيذ تقضي باعادة انتشار الجيش السوري على الاقل وفق استحقاقه المنصوص عليه في اتفاق الطائف، لان هذه البنود كما ثبت وكما سوف يثبت لاحقاً تدخل في صميم صلاحيات "الوفاق الخارجي" لحل الازمة في لبنان بينما البنود "الجانبية" هي اساسية لترسيخ فكرة الوفاق...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم