الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

من يهدد "تيار المستقبل"؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

العزف على وتر الأمن لا يُطربُ المستقبليين، تماماً كما حال اللبنانيين مع جرعة تهديد "زيادة". أداة الشر تمكنت من تكبيد "حزب الله" الكثير من الخسائر، رسمت بشاعتها بتفجيرات عدة في قلب الضاحية الجنوبية، أما "تيار المستقبل" فنال حصته بتفجيري طرابلس وستاركو، ورغم ذلك فهو يعتبر أنه مهدد أكثر من "حزب الله"، لماذا؟


لا ينفي أحد المسؤولين المستقلبيين وصول تهديدات إلى موقع الأمين العام للتيار أحمد الحريري، ويجيب عن مدى صحة الخبر بأن "كل تيار المستقبل مهدد".


جهة واحدة تهدد "حزب الله" فيما يتخوف "المستقبل" من أعمال جهتين، الأولى: تكفيرية أطلق عليها اسم "الانفعالية الدينية" تكرست بفعل التموضع المذهبي والطائفي منذ الثمانينات، وزاد تموضعها بعد حرب "تموز 2006"، حينما حصر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله المقاومة بـ"أشرف الناس" وخصها بطائفة دون غيرها، لتبدأ هذه الجهة بترجمة انفعالاتها بعد تدخل "حزب الله" بالقتال في سوريا. ويتوقف المسؤول المستقبلي عند قضيتين في هذا الشأن، "صيدواية وطرابلسية"، ملمحاً إلى حملة الشيخ أحمد الأسير المستمرة من أجل تشويه "المستقبل" بأنه ضعيف في الدفاع عن السنةّ وأنه شارك في ذبحهم، إذ يتناول الأسير الأمور من الناحية المذهبية بعكس العدسة التي يحتكم إليها "المستقبل" والمبنية على النظرة الوطنية لا المذهبية والتمسك بالدولة وترك أمور إلى القضاء. أما الناحية الطرابلسية، فتتعلق بما ظهر أخيراً في شريط "فيديو" لشبان يهددون الرئيس سعد الحريري ومراكز "المستقبل" في طرابلس، لكنه في رأيه هجمة "هزلية" وأقل من مستوى الهدف الذي يراد تحقيقه من "الفيديو"، ولا تخدم سوى الفريق الآخر الذي يريد تعميق الانقسام.


الثانية: جهة مخابراتية، و"المستقبل" في حذر منها أكثر من الأولى. ووفق المسؤول المستقبلي فإن هذه الجهة ترتبط بـ"مخابرات النظام السوري وحلفائه وعلى رأسهم إيران التي أرادت أن يكون لبنان جزءاً من اللعبة الاقليمية لجذب المجتمع الدولي إليه. ولا يستبعد أي عمليات عبثية من "حزب الله"، لأنه يعتبره الأداة لهذه الجهة المخابراتية، لكنه أيضاً لا يرى أي مؤشر لسيناريو "7 أيار" جديد، ويستند في رؤيته إلى الواقع الاقليمي، خصوصاً المتعلق بإيران التي قدمت تنازلات عبر "حزب الله" في شأن الحكومة لتدخل "جنيف -2" لكن ما ان استبعدت مشاركتها تعقد التأليف، ورغم ذلك فهي لا تريد دفع لبنان نحو جهنم بل تناور، وأي "7 ايار" جديد يعني الانتحار واقفال أي حوار مع الأفرقاء المحليين والمجتمع الدولي.


اللافت في البيئة "المستقبلية" الهدوء الذي يعم "الطريق الجديدة" خزان التيار البشري الذي كان يقوم بردات فعل غاضبة مع كل حادث أمني، فحتى عرسال ورغم الغارات التي قتلت عدداً من ابنائها لا تزال تضبط نفسها. هي سياسة يعتمدها "المستقبل" حتى لا يستفز الآخرين. الانفعال موجود لكن جمهور "المستقبل" يفهم سريعاً ان قيادته مصرة على ارتداء الثوب الوطني "لبنان أولاً".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم