الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

عسيري: دار الفتوى يجب ان تكون صوت الاعتدال السنّي

A+ A-

لفت السفير السعودي علي عواض عسيري، الى "ان سبب غيابه عن لبنان يعود الى الاوضاع الامنية غير المطمئنة"، نافياً ان يكون قد تلقى اي تهديد منعه من العودة.


وقال، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، ردا على سؤال عن حصول تطورات سلبية مستقبلية: "تفاءلنا جدا الاسبوع الماضي بتشكيل حكومة تحاول اعادة تنظيم الوضع في لبنان وتقوية مؤسسات الدولة وتحافظ على امن لبنان واللبنانيين، وبالتالي ينفرج الوضع اقتصاديا، ولكن يا للاسف، نرى ان لبنان في تراجع، ونأمل الا يكون هذا التراجع قويا. نحن نرى ان لبنان في حاجة الى حكومة ويجب ان تكون هذه التطورات نقطة تحول لمصلحة هذا البلد".


واعرب عسيري "عن امله في ان تسود الوحدة واللحمة بين كل القوى السياسية، لانها تحمي لبنان وتبعد التطرف منه"، مؤكدا "ان كل ما نراه من تطرف في الشمال او في الجنوب لا يطمئن".


ورأى "إن التطرف مستورد من تنظيمات معروفة، وعانينا منه نحن في المملكة"، واصفا "اعلان ابو سياف الانصاري من طرابلس ان لبنان ارض جهاد ضد حزب الله"، بالتطور "السلبي جدا".


ودعا وسائل الاعلام "الى تسخير جهودها لتهدئة الوضع"، معتبرا "ان ذلك قد يساهم في معالجة التطرف الحاصل".


وانتقد آداء دار الفتوى الحالي، مؤكدا "ان دار الفتوى يجب ان تكون صوت الاعتدال السّني"، سائلاً: "اين هي دار الفتوى؟ ومن الذي افسد هذه الدار بعدما كانت تعتبر الصوت المعتدل في لبنان؟


وقال: "إن الخطاب الديني مهم، والفكر الضال لا يحارب الا بفكر نير، لذلك نقول إن اضعاف دار الفتوى لن يخدم لبنان، ونحن نعرف من هو المتآمر على آداء دار الفتوى، وحاول ان يؤثر على آدائها الديني والروحي، ويجب ان يعادل أداء دار الفتوى بآداء بكركي، ويكون أداء حضاريا سنياً، ونحن نعرف ان أداء دار الفتوى اليوم لم يعد كما كان في السابق".


وحمل عسيري "اطرافا خارجية غير لبنانية مسؤولية ما يجري في دار الفتوى"، وقال: "ان المفتي جيد ومؤهل، ولكن يجب الا يكون هناك اي صبغة على مؤسسة دار الفتوى عينها، ويجب المحافظة على مؤسسات الدولة للحفاظ على الدولة. ونحن نطالب بصوت معتدل لمواجهة التطرف".


وعن الاتهامات التي توجه الى السعودية بأنها مغذية للمنظمات الارهابية، اكد ان "هذا المفهوم خاطئ 100 في المئة لأن المملكة عانت كثيرا من هذه المنظمات الارهابية، والتطرف ليس له اي علاقة بالاسلام والمسلمين، والاسلام براء منه"، لافتا الى ان "المملكة استخدمت استراتيجية حضارية لمكافحة الارهاب والتطرف ونجحت باعتراف العالم بأجمعه".


كما اكد "ضرورة ترك سوريا للسوريين"، معربا عن امله "في ان تحقق جنيف 2 بداية حل لسوريا، وان تصبح سوريا بلدا حرا ديموقراطيا بقيادة السوريين انفسهم".


وعن سبب رفض السعودية مشاركة ايران، لفت عسيري الى ان "ايران ليس لها موقع في سوريا وهي بلد غير عربي".


وعن ارتباط تشكيل الحكومة اللبنانية بالتقارب السوري- الايراني وبنتائج "جنيف 2"، قال: "لم تنتظر المملكة يوما اي حوار مع احد لتبارك خطوات يتخذها اللبنانيون بالتراضي والاجماع ليصلوا الى حكومة تساعد البلد، وتنقذه من الوضع الذي وصل اليه، ان كان على الصعيد الامني او الاقتصادي او الاجتماعي او غيره، فالمملكة منذ اللحظة الاولى تبارك اي اجماع لبناني لتشكيل حكومة لبنانية تحظى بالاجماع وترى ان لا شأن لها في تشكيل الحكومة لا هي ولا ايران ولا اي بلد آخر، بل هو شأن لبناني يتعلق باللبنانيين في الدرجة الاولى وبالتالي ان المسؤولية تقع على عاتقهم هم فقط".


اضاف: "نحن ندعم ونشجع اي توافق لبناني- لبناني يحفظ لبنان ويوصل الى تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن".


وعن مساعي سعودية لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، اكد ان "المملكة لا تود التدخل في الشأن الداخلي اللبناني، بل هي تشجع جميع الافرقاء على الحوار والوحدة"، معربا عن امله في "ان تكون صناعة الحكومة لبنانية 100 في المئة كي تستمر، لانه اذا وجد الحل من الداخل عندها سيتمكن اللبنانيون من الانتقال الى استحقاقات اخرى كالاستحقاق الرئاسي".


وختم بدعوة القيادات السياسية اللبنانية "الى توحيد الصف وايجاد اللحمة الوطنية والى الحوار البناء العاجل لحماية لبنان من اي صوت ديني متطرف غير معتدل".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم