الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

إيران اختبار لولاء جونسون: هل يختار الولايات المتّحدة أم أوروبا؟

المصدر: "أ ف ب"
إيران اختبار لولاء جونسون: هل يختار الولايات المتّحدة أم أوروبا؟
إيران اختبار لولاء جونسون: هل يختار الولايات المتّحدة أم أوروبا؟
A+ A-

يشكل احتجاز #ايران ناقلة النفط التي تحمل العلم البريطاني، اختبارا لولاء رئيس الوزراء البريطاني الجديد #بوريس_جونسون، إذ أن عليه أن يختار بين المشاركة في تشكيل قوة تقودها أوروبا لمرافقة الناقلات في مياه الخليج، وبين الانضمام إلى تحالف تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيله.

وسواء مال جونسون إلى هذا الخيار أو ذاك، فإنه سيواجه أجندة معقدة تتضمن الخروج من الاتحاد الأوروبي وإبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.

كذلك، يمكن أن يعني هذا الخيار استمرار أو نهاية الجهود الأوروبية للإبقاء على الاتفاق النووي الهادف إلى خفض تطلعات إيران النووية، والذي انسحبت منه واشنطن العام الماضي.

ويرى عدد من المحللين الأميركيين أن هذه لحظة حاسمة بالنسبة الى مصير السياسة الأوروبية تجاه إيران ككل.

وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في مقالها الافتتاحي: "يمكن أن يعلن جونسون، بكل بساطة، أن بريطانيا ستنضم إلى حملة ممارسة اقصى الضغوط (على إيران)، ويدعو إلى التوصل إلى اتفاق جديد معها".

واضافت: "وبالتالي، من المرجح ألا يبقى أمام باقي دول أوروبا من خيار سوى الانضمام إلى الشريكين، بريطانيا والولايات المتحدة، لتشكيل جبهة موحدة في نهاية المطاف".

انبثقت فكرة تشكيل قوة بقيادة أوروبية في مياه الخليج من اجتماع ترأسته رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي هذا الأسبوع.

واقترحت بريطانيا أن يشارك الشركاء الأوروبيون في تشكيل "قوة حماية بحرية" لضمان مرور السفن التجارية بسلام في مياه الخليج.

لكن مثل هذه القوة يمكن أن تكشف الاعتماد المستمر لبريطانيا على حلفائها في الاتحاد الأوروبي، في وقت يسعى جونسون إلى إخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي بأية طريقة في 31 تشرين الأول.

والخيار الآخر لجونسون هو إشراك بريطانيا في تحالف تقوده الولايات المتحدة، طرحته إدارة دونالد ترامب في اجتماع حلف شمال الأطلسي الشهر الماضي.

وفي حال اختار جونسون التحالف الأميركي، فيمكن أن يعزز ذلك فرص لندن في إحياء الجهود المتوقفة للتوصل إلى اتفاق تجارة مع الولايات المتحدة لفترة ما بعد بريكست.

لكن ذلك يمكن أن يخلق خطرا على السفن العسكرية البريطانية، إذ يمكن أن تصبح مضطرة إلى التزام قواعد الاشتباك الأميركية الأكثر عدوانية، والتي لا تدعمها لندن حاليا.

وأشاد كل من جونسون وترامب بالصداقة بينهما خلال المنافسة على زعامة حزب المحافظين البريطاني، وبالتالي رئاسة الوزراء.

ورحب ترامب باختيار جونسون. ووصفه بأنه "ترامب بريطانيا". وذكر مصدر مقرب من جونسون لصحيفة "دايلي ميل" أن الوقت حان "لاعادة هيكلة" العلاقات الأميركية البريطانية.

لكن ذلك قد يقضي على الجهود البريطانية لإنقاذ ما تبقى من اتفاق 2015 مع إيران، والذي انسحب منه ترامب العام الماضي.

ونشرت صحيفة "رسالة" الايرانية المحافظة رسما كاريكاتوريا الأربعاء يصور جونسون على أنه خادم بريطاني يربت ترامب على رأسه في المكتب البيضاوي.

أما صحيفة "سازانديغي" الإصلاحية، فعنونت: "ترامب البريطاني".

ولم يدل جونسون بعد بأي تصريح بشأن استيلاء جنود ايرانيين يرتدون الأقنعة على الناقلة "ستينا امبيرو" في مضيق هرمز المؤدي إلى مياه الخليج. لكن يتوقع أن يفعل ذلك الآن.

بعد لحظات من إعلان تعيينه الأربعاء، صرّح وزير الخارجية الجديد دومينيك راب أن هذه القضية "حساسة جدا بالتأكيد"، وسيتم اطلاعه بالكامل على تفاصيلها.

لكن حتى لو قرر جونسون المضي قدما في الجهود الأوروبية لتأمين مضيق هرمز الذي يعتبر من أكثر الممرات المائية ازدحاما بناقلات النفط، فلا يزال يتعين عليه التنسيق مع القوات الأميركية الموجودة في المنطقة المحيطة بإيران.

وقال إيان بوند، مدير السياسة الخارجية في "مركز الاصلاح الأوروبي"، ان جونسون قد يكسب ود ترامب من خلال مرافقة القوات البحرية الأوروبية للسفن في مياه الخليج.

وصرح لوكالة "فرانس برس": "نظراً الى أن ترامب يشتكي دائما من قلة مساهمة الأوروبيين في الدفاع عن انفسهم، يجب أن يفكر أن اتخاذ الأوروبيين خطوات بهذا الشأن هو أمر جيد". وأضاف: "لكن من الصعب معرفة ما إذا كان هذا سيكون رد فعل ترامب".

ورأى أن جونسون قد يعمد الى ضمّ عدد من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل النروج في "التحالف الدولي". واشار الى ان ذلك سيكون تطبيقا عمليا لما قالته تيريزا ماي، وهو "سنخرج من الاتحاد الأوروبي، وليس من أوروبا".

إلا أن سانام فاكيل، الباحث في "كاثام هاوس"، نصح زعيم بريطانيا الجديد بـ"تجنب اغراء التحالف في شكل تام مع واشنطن في ما يتعلق بإيران".

وكتب: "بدلاً من دمج السفن والأزمة النووية، يمكن المفاوضات الثنائية بين المملكة المتحدة وإيران بشأن الناقلات أن توفر للجانبين نتيجة لحفظ ماء الوجه". وأضاف: "يمكن أن تجعل بريطانيا من نفسها جسرا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته تعزز مكانتها بعد بريكست".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم