الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

السكّر يشكّل خطراً على دماغ الطفل... والتحلية ضرورية له بشروط

كارين اليان
كارين اليان
السكّر يشكّل خطراً على دماغ الطفل... والتحلية ضرورية له بشروط
السكّر يشكّل خطراً على دماغ الطفل... والتحلية ضرورية له بشروط
A+ A-

ما إن يعتَد الطفل على مذاق الأطعمة الحلوة، حتى يصبح حرمانه منها صعباً، رغم الآثار السلبية على صحته عامة. وتزداد المشكلة سوءاً إذا كان الطفل يعاني زيادة في الوزن، إذ ليس سهلاً أن نحرم طفلاً من السكاكر التي يعشق تناولها في أي وقت من الأوقات. توضح اختصاصية التغذية مايا شقرا أن السكر لا يؤثر سلباً على الرشاقة فحسب، بل يتسبب بأضرار عديدة على المستويين الصحي والنفسي. من هنا تبرز أهمية ضبط الكميات التي يتناولها الطفل منه دون حرمانه من مصادر صحية ومغذية متوافرة بكثرة صيفاً.

إضافةً إلى النتائج السلبية المترتبة على تناول السكر على صحة الأسنان والقلب ودوره في زيادة الوزن تدريجاً، أظهرت دراسات عديدة أن ارتفاع معدلات السكر التي يحصل عليها الطفل تؤثر سلباً على دماغ الطفل من النواحي الإدراكية والنفسية. وتوضح شقرا تفصيلاً كافة الآثار المترتبة على تناول الطفل معدلات زائدة من السكر من مختلف مصادره:- يؤدي ارتفاع معدلات السكر في الغذاء إلى زيادة في مقاومة الأنسولين التي تعتبر من الهرمونات الحيوية لوظائف الدماغ. 

- يؤثر تناول الطفل السكر بمعدلات كبيرة على عملية ضبط المزاج والحفاظ على التوازن، ما قد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق المرضي لدى الأطفال.

- يؤثر ارتفاع معدلات السكر في الغذاء على أحد مواضع الدماغ المسؤولة عن تنظيم وتخزين المعلومات في الذاكرة وفي ربط المشاعر والإحساس بهذه المعلومات. كما قد يؤدي ذلك إلى قلة التركيز.

"يتسبب الإفراط في تناول السكر بحالة من الإدمان لدى الطفل كما لدى الراشد لاعتباره يزوّد الدماغ بهرمون الدوبامين المسؤول عن الإحساس بالسعادة والارتياح".الكمية المسموح بها

تنصح الجمعية الأميركية لصحة القلب بأن يتناول الطفل 12 غراماً أو 3 ملاعق من السكر في اليوم كحد أقصى، أي ما يوازي نسبة 10 في المئة من الحاجة اليومية من الوحدات الحرارية. في المقابل تنصح منظمة الصحة العالمية بألا تتخطى نسبة السكر التي يتم الحصول عليها يومياً الـ 5 في المئة من مجموع الكمية اليومية من الوحدات الحرارية.

بحسب شقرا، من الضروري اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من مصادر السكر في غذاء الطفل حتى لا يؤثر ذلك سلباً على صحته، ويشكل خطراً عليها، ويتسبب بأمراض خطيرة عديدة. ويرتب ذلك على الأهل مسؤولية في تحقيق هذا الأمر رغم أن هذه الخطوات لا تتطلب الكثير من الوقت والجهد. فليس ضرورياً حرمان الطفل من كافة الأطعمة التي يحبها، لكن يبقى التنظيم ضرورياً لحمايته. وتشير شقرا إلى وجود 5 مجموعات غذائية يحصل من خلالها الطفل يومياً على معدلات زائدة من السكر ومن المهم الحد من تناولها:

-المشروبات الغازية

-العصير

-الحلويات  من نوع الكيك والـcookies

-اللبن المحلّى ومشتقاته من أنواع التحلية التي تحتوي على الحليب ومشتقاته

-السكاكراقتراحات للحد من مصادر السكر 

في المقابل تقترح شقرا 5 خطوات يمكن اتباعها للحد من معدلات السكر في غذاء الطفل وحمايته من المشاكل الصحية:

-الحد من المشروبات الغنية بالسكر في غذائه أو إلغاؤها تماماً بما فيها الليموناضة والمشروبات الغازية وعصير الفاكهة. فكلّها تحتوي على كميات زائدة من السكر وهذا يتعلّق كذلك بعصير الفاكهة الطبيعي الذي يحتوي على على 40 ملغ من السكر في كل 350 ملل منه، سواء بالنسبة إلى عصير البرتقال أو عصير التفاح.

نصيحة: يجب أن يعتاد الطفل التركيز على شرب الماء والحليب. كما أنه من الأفضل أن يتناول الفاكهة الطازجة

-التركيز على تناول الخضر والفاكهة: يجب ان يتناول الطفل، كما الراشد، 5 إلى 9 حصص من الخضر والفاكهة يومياً كالتفاح والجزر والبروكولي والموز والفليفلة. إذ تحتوي الخضر والفاكهة على نسب عالية من الماء والألياف، ما يؤمن للطفل الإحساس بالشبع.

-اعتماد الفاكهة كأساس للتحلية: بدلاً من أن يتناول الطفل الآيس كريم يومياً أو مخفوق الحليب أو السكاكر والكيك الغني بالسكر، يمكن التركيز على الفاكهة في التحلية التي تقدّم له كالمثلجات بالفاكهة وسلطة الفاكهة وشرائح الإجاص بالقرفة.-الأطعمة كاملة الغذاء غير المصنعة: يكفي تناول الأطعمة غير المصنعة للحد من كمية السكر في الغذاء. علماً أنه يمكن الحصول على السكر من مصادر مختلفة قد لا يكون وجوده واضحاً فيها. كما أن له أشكالاً مختلفة.

-الطعام المنزلي: بقدر ما يعتاد الطفل تناول الطعام المنزلي تتحسن نوعية الغذاء الذي يتناوله. فغالباً ما تضيف المطاعم الكثير من السكر والملح والدهون إلى الأطعمة التي تقدمها لتحسين مذاقها.

-وجبات صغيرة محضّرة مسبقاً: عند الخروج مع الأطفال، من الأفضل تحضير وجبات صحية مسبقاً لهم بدلاً من شراء تلك الغنية بالسكر. وثمة خيارات عديدة كالمكسرات والفاكهة المجففة والخضر والفاكهة.

ويجب ألا ننسى، بحسب شقرا أن الأهل يشكلون دوماً مثالاً لأطفالهم في نمط حياتهم، ومن ضمنه النظام الغذائي المتّبع. ولكي يحدّ الطفل من تناول السكر، على والديه أن يفعلا ذلك. فكيف يمكن أن نطلب من أطفالنا الامتناع عن تناول السكر إذا كنّا نتناوله بكثرة؟ كما أن عدم حفظه في المنزل يخفف من فرص تناوله.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم