السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

رئاسيّات البرازيل: المعلومات المضلّلة "نجمة" المناظرات الانتخابيّة

المصدر: "النهار"
الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو خلال إطلاق خطة الحصاد 2022/23 في قصر بلانالتو، برازيليا (29 حزيران 2022 - أ ف ب).
الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو خلال إطلاق خطة الحصاد 2022/23 في قصر بلانالتو، برازيليا (29 حزيران 2022 - أ ف ب).
A+ A-
قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية في البرازيل، يزداد تأثير المعلومات المضللة المرتبطة بالمرشحين البارزين الرئيس الحالي جايير بولسونارو والسابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. وبات التحقّق من صحة المعلومات أكثر صعوبة نظراً للكمّ الهائل من الأخبار الكاذبة وتأسيس منصات تواصل اجتماعي جديدة وازدياد المضمون تعقيداً. 
 
أكّدت وكالة "فرانس برس" أنّ كمّيّة المضمون الذي تضطّر للتحقّق من صحّته ازدادت أكثر من أربعة أضعاف بين كانون الثاني وحزيران، مشيرة إلى أنّ مروّجي الأخبار الكاذبة المرتبطة بالانتخابات اكتسبوا خبرتهم في هذا الصدد من أزمة كوفيد-19.
 
يقال سرجيو لوتكي، منسّق مجموعة "كومبروفة" للتحقّق من المعلومات، والتي تضمّ 42 وسيلة إعلاميّة بينها "فرانس برس"، إنّ "المضمون المرتبط بالانتخابات بات يشغل الحيّز" الذي كان وباء كوفيد-19 يهيمن عليه سابقاً. ويضيف أنّ "الوباء كان على الأرجح فترة اختبار بالنسبة لهذه المجموعات" المنتجة للأخبار الكاذبة، مشيراً إلى أنّ الأمر تحوّل بعد ذلك إلى "مناسبة سياسيّة".
 
ومع اقتراب موعد انتخابات تشرين الأول، بات التحقّق من صحّة المعلومات "أكثر تعقيداً بكثير" ممّا كان عليه الحال قبل أربع سنوات.
 
في الإطار، قالت الخبيرة في الاتصال الرقمي لدى جامعة ساو باولو، جويس سوزا، إنّ المعلومات المضلّلة بشأن كوفيد-19 "اتّخذت شكلاً جديداً تغلغل في السياسة والاقتصاد والعلم".
 
وبعد المنشورات المشكّكة في مدى سلامة اللقاحات، بات الشكل الرئيسيّ للمعلومات المضلّلة اليوم يتمحور حول عدم الثقة في النظام الانتخابيّ سواء كان ذلك في استطلاعات الرأي أو التصويت الإلكترونيّ.
 
وكان التصويت الإلكترونيّ مطبّقاً في الأساس في أنحاء البلاد في انتخابات العام 2000 لمواجهة التزوير، لكنّ بولسونارو شكّك في هذا الأسلوب مطالباً بالتصويت الورقيّ وعدّ الأصوات علناً.
 
 
"إثارة الشكوك"
شهدت آخر انتخابات عام 2018 كميّات كبيرة من المعلومات الزائفة والمضلّلة خصوصاً على تطبيق "واتسآب"، لكنّ تحديدها كان أسهل.
 
وقال لوتكي: "المضمون الذي نراه الآن ليس كاذباً في ذاته، لكنّه يؤدّي إلى تفسيرات مضلّلة"، وهو ما حصل في أيار، في تغريدة شكّكت باستطلاع للرأي شمل عيّنة من ألف شخص "فقط". فقد كان العدد صحيحاً، لكنّ الإشارة إلى أنّه غير كافٍ افتقدت إلى الدقّة. وقال خبراء لـ"فرانس برس" إنّه يكفي لوضع توقّعٍ طالما أنّ العيّنة ممثّلة بدقّة للتنوّع السكانيّ.
 
بدورها، أفادت المتخصّصة في الاتصال التي تنسّق تقصّي الحقائق لدى جامعة PUC الكاثوليكية، بوليانا فيراري بأنّ "من بين استراتيجيات سيناريو المعلومات المضلّلة المعقّدة، إثارة الشكوك بالنسبة لمستخدم وسائل التواصل الاجتماعيّ، وخلط الأمور كثيراً إلى حدّ أنّ (المستخدم) لن يعرف بمن يثق".
 
يعزف هذا النوع من الاستراتيجيات على وتر المشاعر، بحسب سوزا، ما يشوّه أكثر الحقائق ويسهّل الانتقال السريع. 
 
ومنذ انتخابات 2018، ازدادت شعبيّة منصات تواصل اجتماعيّ مثل "تلغرام" و"تيك توك" و"كواي" تسمح بنشر المضمون سريعاً والتلاعب فيه.
 
 
"ناقل لمعلومات مضلّلة"
وضعت الاستطلاعات الأخيرة الأسبوع الماضي لولا في الصدارة مع 47 في المئة من نوايا التصويت لانتخابات 2 تشرين الأول، مقارنة بـ28 في المئة لبولسونارو. لكنّ بعض المحتوى استهدف هذه الاستطلاعات في محاولة لخفض الثقة في استطلاعات الرأي.
 
وبدأ مؤخراً تداول تسجيل مصوّر يظهر مشجّعي نادٍ برازيليّ لكرة القدم يهتف "لولا سارق!" في ملعب مكتظّ، وحصل على أكثر من مئة ألف مشاهدة على منصّة واحدة إلى جانب السؤال: "هل هذا قائد استطلاع الرأي؟". لكن غُيّر الصوت باستخدام أداة متوافرة على "تيك توك".
 
بالنسبة لفيراري، يرمز "تيك توك" لوجه المعلومات المضلّلة الذي يُعدّ أكثر ديناميكيّة وحتى مضحكاً. وقالت: "مثل الفيروس، يلوّث المزور السمع ويشوّه الرؤية ويترسّخ في التفكير ويختبئ خلف صورة فكاهيّة". وأضافت أنّها بكونها "غير مؤذية، تُصبح ناقلة للمعلومات المضلّلة".
 
في وثيقة نُشرت مؤخّراً، ذكرت المحكمة الانتخابيّة العليا أنّ "المعلومات الكاذبة أو الخارجة عن المضمون تؤثّر على الأحكام التقييميّة، ما يجعل الناس يقرّرون على أساس تصوّرات مسبقة مغلوطة".
 
وتعتقد سوزا أنّ هذا المضمون "يدمّر النقاش العقلانيّ في المجتمع ويؤدّي إلى هيمنة الكراهية على النقاش العام".
 
بدوره، اعتبر لوتكي أنّ المشكلة تكمن في أنّ المعلومات المضلّلة المتطوّرة تدوم "وتبقى في أوساط بعض فئات المجتمع".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم