الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

حين يتحوّل مجاهدو "حزب الله" الى اسطورة (فيديو)\r\n

المصدر: "النهار"
A+ A-

لا نعرف الوظيفة الفعلية لبث شريط وصية الشاب مهدي ياغي الذي سقط في سوريا، الأرجح ان للحيّز الدعائي دوراً اساسياً في هذه الوظيفة، علماً ان "حزب الله" لم يعمد الى بث وصايا مقاتليه الذين يسقطون في سوريا، بخلاف ما كان يحصل خلال قتال اسرائيل.


لأيام عدة، تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذا الفيديو الذي يروّج للبعد الانساني عند مقاتل "حزب الله"، فاذا بالمشاهد امام مهدي، الشاب الوسيم الذي يمازح ويضحك ولديه روح النكتة، والذي يعترف بانه يخجل احيانا من تقبيل  والدته واحتضانها رغم رغبته بذلك، مهدي الذي لا يجيد الإعراب اللغوي ويلعب الـ"اونو" مع رفاقه...
يُراد لمن يشاهد الشريط ان ينسى في لحظات ان الاخير سقط في مواجهة مقاتلين شباب، يشبه كثير منهم مهدي في بساطة حياتهم وتلقائيتهم، شباب يختلفون عنه بالعقيدة وبحلم التخلص من حكم مستبد استشرس في دفاعه عن الكرسي مستخدماً أعتى الاسلحة في مواجهة شعبه، فقتل دون تمييز بين طفل وامرأة ومسن.


هل براءة مهدي الظاهرة في الشريط تتفق مع ممارسات النظام السوري في حق المدنيين؟. لوهلة، يتمنى المشاهد ان تجيب البراءة المتهافتة في الشريط على السؤال المذكور، يتمنى لو ان مناظرة ممكنة بين مهدي وبين باسل شحادة، وحمزة الخطيب، وغيرهما..
وجه مهدي الوسيم وعفويته لا يحجبان الحقيقة البشعة، ولا عبثية الحروب التي يزج فيها شبان لبنانيون خارج الحدود، كان يمكن ان يكون لحياتهم معنى آخر، بأية حال هذه نقطة خلاف عقيدية ولمهدي ورفاقه حرية الخيار. ما يعني في التعليق على هذا الشريط هو التوقف عند ظاهرة "اسطرة الشهيد" الذي قاتل الى جانب نظام بشار الاسد عند جمهور كبير، وهو امر لا يمكن الا ان يؤسس لمزيد من الشروخ السياسية والثقافية، لا سيما أنه يترافق مع فعل تضليل لبقية المشهد المأساوي. وهي شروخ يدل مشترك "البراءة" الاولى والحياة البسيطة لمهدي، ولشبان لبنانيين آخرين من عكار والبقاع وغيرهما ذهبوا لقتال نظام الاسد في سوريا، على مدى دور لعب الامم واجنداتها في افتعالها. في شريط وصيته، يردد مهدي عبارة "الشحار والتعتير طالينا"..لا شك ان لهذه الكلمات معنى عميقاً وقاهراً. 


 


 


[[video source=youtube id=9zQogxUgBg0]]


 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم