"ياهو!" تتكبد مزيدا من الخسائر... و"ليس لدينا ما نعلنه حاليا"

في حين ينتظر المستثمرون على أحر من الجمر نتائج المفاوضات بِشأن احتمال تخلي "ياهو!" عن جزء من نشاطاتها، اكتفت المجموعة الأميركية بالقول اليوم إنها تحرز "تقدما" في هذا الخصوص، مع الإعلان عن خسارة صافية جديدة.

وقالت المديرة العامة للمجموعة ماريسا ماير في بيان قدمت فيه نتائج الربع الثاني من سنة 2016: "أحرز مجلس الإدارة تقدما ملحوظا في ما يخص الخيارات الاستراتيجية". وهذه التصريحات قريبة جدا من تلك التي أدلت بها خلال إعلان نتائج ربعية سابقة. وباتت المجموعة في المرحلة الأخيرة من خطة أطلقتها قبل أشهر عدة تتركز على احتمال تخليها عن أجزاء كاملة من نشاطاتها، بما فيها تلك الأساسية.

ووفقا لوسائل الإعلام، كان من المفترض تقديم العروض النهائية هذا الاثنين. وكان المحللون يأملون في الحصول على بعض التفاصيل، مع تعميم النتائج الربعية. وأوضحت ماير خلال مؤتمر بالفيديو مع المحللين: "ليس لدينا ما نعلنه حاليا، لكننا في خضم عملية دراسة الاقتراحات"، متعهدة "بإعلام المساهمين حالما يتعين فعل ذلك من باب الحذر".

وأعربت المديرة العامة للشركة عن فخرها بالتغييرات التي أجريت على المجموعة منذ تبوئها الإدارة قبل نحو أربعة اعوام. وتزداد الضغوط على ماير لحضها على تحسين وضع المجموعة التي كانت من الشركات الرائدة في مجال الانترنت. وحاولت ماير كسب الوقت من خلال إعلان خطة إعادة هيكلة تقضي بخفض عدد الموظفين بنسبة 15%، ومراجعة الاقتراحات الاستراتيجية المعروضة على الشركة، بما فيها تخليها عن بعض الأنشطة.

وكشفت وسائل الإعلام الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة عن عروض تراوح من 3,5 الى 5 مليارات دولار للنشاطات الأساسية للمجموعة ألا وهي الخدمات الإلكترونية. ومن أبرز المرشحين في هذا المجال، عملاق الاتصالات الأميركي "فيرايزن" الذي يملك مجموعة "ايه او ال" للانترنت، والذي لم يخف اهتمامه بهذه المسألة، من دون أن يؤكد إذا ما كان قد تقدم بعرض في هذا السياق.

كذلك، تداولت وسائل الإعلام معلومات عن صندوق "تي بي جي" ومجموعة استثمارية يديرها دان جيلبرت، مؤسس "كويكن لونز" الذي أعرب رجل الأعمال وارين بافت عن استعداده لتقديم دعم مالي اليه. وأوضح مجلس إدارة "ياهو!" من البداية أنه قد لا يقبل بالضرورة بيع الأصول المطروحة على طاولة البيع. وتوقعت مجموعة "آر بي سي كابيتال ماركتس" المصرفية أن تحسم هذه المسألة "بحلول نهاية الصيف".
وفي انتظار حسم المسألة، كشفت "ياهو!" اليوم عن خسائر صافية بقيمة 440 مليون دولار تكبدتها في الربع الثاني من سنة 2016، في مقابل 22 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. أما الأرباح على وحدة الأصول، من دون العناصر الاستثنائية، والتي تعد مرجعا في الولايات المتحدة، فلم تتخط 9 سنتات، في حين كان المستثمرون يتوقعون 10 سنتات في المعدل.

في المقابل، ارتفع رقم الأعمال بنسبة 5% إلى 1,3 مليار دولار. غير أن المبلغ المعتمد عادة لتقييم نمو "ياهو!"، وهو العائدات المتبقية بعد حسم المبالغ المقدمة الى الشركاء، انخفض بنسبة 19% خلال سنة. وفي ما يخص الربع الحالي الذي يبدأ في تموز، توقعت المجموعة أن يراوح رقم أعمالها الإجمالي من 1,275 الى 1,325 مليار دولار، في مقابل 840 إلى 889 مليون دولار للعائدات التي حسمت منها مبالغ الشركاء.