الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

يستحقون أكثر من لفتة وتكريم في عيدهم اليوم

المصدر: "النهار"
نيكول طعمة
يستحقون أكثر من لفتة وتكريم في عيدهم اليوم
يستحقون أكثر من لفتة وتكريم في عيدهم اليوم
A+ A-

"هم يللي ربوا ولادهم وأحفادهم وجيل المستقبل... يستأهلون أكثر من لفتة وتكريم"... تقول إحدى المسؤولات في مركز للمسنّين بمناسبة عيد الجد والجدة الذي يُصادف اليوم. ففي 30 حزيران من كل سنة، تجري العادة أن تحتفل الجمعيات ودور العجزة بهذا العيد وتتذكر المسنّين باحتفال تكريمي مرة في السنة. إلا أن مركز الخدمات الإنمائية في طريق الجديدة التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية يتميز عن كثير من المراكز والجمعيات، أنه يولي هذه الفئة من المجتمع حيزاً مهماً في الرعاية والاهتمام طوال السنة.
أقل ما يُقال عنها أنها امرأة ديناميكية، نشيطة وحيوية تتذّكر المسنّين 365 يوماً من أصل 365 في السنة، وتحضّر لهم جدولاً بالنشاطات والبرامج على مختلف المستويات. إنها سناء الكردي، مديرة مركز الخدمات الإنمائية في طريق الجديدة، الشغوفة في الاعتناء بالمسنّين في حياتها الشخصية والعملية... تنشغل بهم أينما كانت، يستحوذون على تفكيرها طوال الوقت من أجل تحضير برامج ترسم الفرح على وجوههم.
تقول الكردي في حديث لـ"النهار"، أنها تسلّمت إدارة مركز الخدمات الإنمائية في طريق الجديدة منذ 2002، بعدما توقفت عن مهنة التعليم في مدرسة روضة (High School). حازت شهادة في علم النفس وتعمّقت تحديداً في اختصاص "تخلّف ومعوقين".
تخبرنا أنها تهوى السفر "الذي اكسبني الكثير من ثقافات الدول في الخارج وعاداتها، الأمر الذي جعلني ألمس لمس اليد كم نستطيع أن نعمل مع كل فئات المجتمع من دون استثناء". لا تهدأ الكردي في تحضير وتنظيم نشاطات مركزها، وتوضح: "عندما توليت مهمات مركز طريق الجديدة لم أكن أملك أي فكرة عن دور مراكز الخدمات، إذ تعرّفت إليها تدريجاً من طريق الوزارة ومن خلال زياراتي الميدانية إلى مديري مراكز سابقين لديهم الخبرة الكافية من الخدمة في الحقل الاجتماعي بين 30 أو 40 سنة ".
لا تترك الكردي محلاً أو تجمعاً في منطقة طريقة الجديدة إلا وتحتك فيه مع الناس، منهم من تلتقيهم في الشارع، أو في المقاهي، ومحلات الخضر والفاكهة، والأمكنة التي يتواجد فيها أشخاص من مختلف الفئات العمرية... تتحدّث معهم وتعرفهم إلى مركزها والخدمات التي يقدمها لأبناء المنطقة والجوار.
أقسام المركز متنوعة
ثمة أقسام في المركز يتردد إليها كثيرون من أهالي طريق الجديدة والجوار، وتؤَمّن تلك الأقسام الخدمة على أكثر من صعيد، أما القسمان الرئيسيان فيه فهما الصحي والإجتماعي. وتقول: "بعد زيارة المريض المسنّ القسم الصحي، نعمل على إدخاله إلى مجتمعنا من خلال توجيهه إلى برامج مختلفة للإفادة من الخدمات التي نقدمها".
تتواصل الكردي مع الفئات العمرية كافة، ويستهويها الاهتمام بكبار السن والعمل معهم في شكل متواصل ضمن برنامج المسنّين المعتمد من قبل الوزارة، "لا سيما من يتردد منهم إلى المركز باستمرار" تفيد، "لأنهم في حاجة إلى مكان آمن يرتاحون فيه نفسياً، ويجدون فيه من يستمع إلى همومهم ومشكلاتهم في الحياة، وهذا ما وجدوه ضمن فريقنا في المركز الذي يصغي إلى المسنّين بحب لا محدود".
تعتبر الكردي أن المسن، هو الذي كرّس حياته من أجل أولاده وأحفاده، خاصة عندما نسمعه يقول: "ما أعز من الولد إلا ولد الولد"، مشيرة إلى أن المسنّ لا يزال في عز خبرته في الحياة.
يقصد المركز مئات المسنّين من الطبقات الأكثر فقراً والمستورة وغير الميسورة، ويفيدون من الخدمات الصحية التي يقدمها القسم الصحي، "وهو أمر طبيعي بفعل تزايد أمراض الضغط، السكري وغيرهما"، تقول الكردي مشيرة الى أن المسنّين والمعوقين والأيتام مستثنون من دفع بدل الخدمة الصحية.
يُشارك كبار السن في معظم النشاطات التثقيفية والاجتماعية التي يُنفذها المركز وتلك التي تستهدف الشباب والشابات. تذكر الكردي برنامج "تعليم الكبار" ونادي خاص بكبار السن يقصده المسنون كل يوم سبت، من الساعة التاسعة صباحاً حتى الأولى بعد الظهر، "نعد لهم برامج ثقافية كما ننظم ورش عمل تتناول مواضيع لها علاقة بالتوعية الصحية والاجتماعية".
"ويوم عيد الجد والجدة في 30 حزيران"، تقول الكردي، "يتحمّس هؤلاء سنوياً إلى المشاركة في الرحلة التي نخصصها لهم إلى أحد المعالم الأثرية في لبنان، لكننا هذه السنة لمناسبة شهر رمضان دعونا نحو 50 جد وجدة الى افطار في أحد مطاعم الروشة يغطي تكلفته أصحاب القلوب الطيّبة". وكان المركز نظم لهم رحلة الى بعلبك مطلع شهر حزيران قبل بداية رمضان.
[email protected]
twitter: @NicoleTohme


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم