الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

تيّار المستقبل

المصدر: "النهار" -
حسان الرفاعي- محامٍ
تيّار المستقبل
تيّار المستقبل
A+ A-

ليس بالأمر السهل أن تكون تيّاراً عريضاً عقيدته الأولى قيام الدولة القويّة قولاً وفعلاً، في حين أن حزباً لبنانياً لا يريد من الدولة إلّا أن تكون ستاراً شرعياً لتجاوزاته وانتهاكاته للقوانين والمواثيق الداخلية والدولية. وليس من السّهل أن تسعى لخطاب هادئ، في حين تواجه كلّ يوم من امتهن الخطب الإستفزازيّة التحريضيّة والشعبويّة. وبما أن التعقّل والإعتدال وشعارات المستقبل وخطوات سعد الحريري الإنفتاحيّة لم تفضِ إلى عودة "حزب الله" إلى كنف الدولة ولم تحدّ من ديماغوجية خطاب التيّار العوني، فإنّ مؤيّدي "المستقبل" يشعرون أنه مُعتدى عليهم وعلى حقوقهم وكراماتهم، وأنّ سياسات سعد الحريري طوباويّة، وهي تُشبه، إن صحّ التعبير، حال فاعل الخير مع غير أهله...! وبما أن ذلك تزامن مع غياب #سعد_الحريري عن جمهوره، عدا إطلالات محدودة لم تَجِدْ من يَرفدها كفاية على الأرض من كوادر المستقبل ونوابه، بل أدّى غياب رئيس التيار إلى أن "فتح بعضهم على حسابه"... وإذا أضفنا أن شحّ المال السياسي وانعدام المساعدات الإجتماعيّة التي عوّد الشهيد رفيق الحريري فئة كبيرة من اللبنانيين عليها يقابله إنفاق إيراني غير محدود،وإذا ما أخذنا في الإعتبار تأثير الصعود المفاجئ لحركات متطرّفة ومشبوهة على اهتمامات المملكة السّعوديّة ومصر والعالم العربي أجمع. وبما أن كلّ ذلك تزامن مع تأجيج اللاعبين الكبار حروب المنطقة أمام انشراح إسرائيل للحريق العربي...


في ظلّ هذه الأجواء المتوتّرة داخلياً وإقليمياً نتفهّم اليوم نقمة أهلنا في بيروت وطرابلس وغضبهم، فهم رفضوا
أن تذهب أصواتهم الى تسويات "مخالفة للطبيعة"، واعتبروا أنّ "بيروت مدينتي" و"قرار طرابلس" سمحتا لهم بإيصال صوتهم ورأيهم الغاضب من تحالفات مع من غَدَرَ البارحة، وأوّلهم نجيب ميقاتي، ومن لوائح ضمّت"الأحباش" ولاعبين صغار في أزقّة بيروت ومناطق أخرى من لبنان. لذلك يأمل هذا الجمهور أن يصوّب المسار:
- بالإستمرار في المناداة بحقوق الدولة والمواطنين في وجه المتطاولين، دون أي تراجع، على أن يترافق ذلك مع الإقلاع عن أي تحالف يخالف الطبيعة (contre-nature) ولا مبرّر له، ويستفزّ جمهور المستقبل الصابر والوفي.
- ومع تطهير الصفوف من المرتكبين مهما علا شأنهم. فالذي خسر في طرابلس هو أولاً نجيب ميقاتي ورفاقه أما الذي هَزَمَه فهو قسم كبير من جمهورنا الذي وجد في لائحة "قرار طرابلس" الوسيلة الفضلى لإيصال رسالته. من هنا يستحقّ أشرف ريفي كلّ بوسات سعد الحريري وجمهوره. فهو أقرب بكثير الى سعد الحريري وتيّار المستقبل من كثيرين...!كلامنا اليوم دليل إضافي على تحرّر تيّار المستقبل من أيّ انغلاق حزبي، ودليل على تقبّل رئيسه كلّ الأفكار والآراء، وإن ظلمته أحياناً. فلحرية التعبير حلوها ومرّها. هكذا نحن في تيّار المستقبل نبني مع أهلنا وأحبّائنا وأخوتنا في الوطن حزباً يتطلّع إلى المستقبل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم