الأحد - 05 أيار 2024

إعلان

حريق جونية قابل للتكرار...

المصدر: "النهار"
ف.ع.
حريق جونية قابل للتكرار...
حريق جونية قابل للتكرار...
A+ A-

اليوم جسر المعاملتين، غدًا أين؟ لا يكفي الشعب اللبناني معاناته اليومية مع النفايات، لتحلّ مصيبة حرقها وتعريض صحة مواطنيه الى ضرر محتّم أقلّ نتائجه خطر الاصابة بمرض السرطان. فالنيران التي أشعلت النفايات المتكدّسة والمتخمّرة تحت جسر غزير، حوّلته مصيدة للبشر المضطرين  لسلوكه للعودة الى منازلهم. ناهيك عن خطر حجب الرؤية بسبب الدخان المتصاعد وحجم النيران اللذين يهددان سلامة المرور على الجسر، هناك الضرر الصحي الذي قد يصاب به كل من تنشق الهواء الملوث.


 


حتى الساعة لا بديل من جمع النفايات التي تُجمع من جونيه وتوضع تحت الجسر، في انتظار أيّ انفراج في ملف النفايات وترحيلها. وبمعنى آخر سيبقى الخطر موجودًا حتى إشعار آخر. هناك شبهة كبيرة ان الحريق مفتعل وفق البلدية، التي أكّدت ان الحادث ليس جديدًا، وقد سُجِّلت في السابق محاولات عدة، لكنها لم تنجح. وأكد نائب رئيس بلدية جونيه فؤاد البواري لـ"النهار" ان "التحقيقات بدأت لمعرفة سبب الحريق، وخصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك، وهناك جهة تريد إحداث ضرر بيئيّ وصحّي، وبناءً لما حصل سترفع البلدية عدد الحراس لمنع هذا الحادث مجددًا في حال كان مفتعلاً.


 


واستمرت النيران ودخانها زهاء 10 ساعات بعدما تمكّنت عناصر الدفاع المدني من السيطرة عليها. وأكّد البواري ان "الدفاع المدني عمل بكل جهده للسيطرة على النيران وإخمادها قبل ان ينهار الجسر بفعل ضخامة النيران التي اشتعلت، وكادت ان تؤثر على سلامة المارين وتعرض حياتهم للخطر. واليوم بعدما كشف مهندسون من مجلس الانماء والاعمار عليه وأكّدوا سلامته، عاد السير الى طبيعته وتم استحداث ممر للشاحنات الكبيرة لتسلكه موقتا". ولم يؤدِّ الحريق الى ثني البلدية عن تغيير مكان جمع النفايات لاعتباره الافضل، نظرا لبعده من المؤسسات التعليمية والسكان، ما يعني ان الخطر سيبقى موجودًا. وأشار البواري هنا الى ان "البلدية ستواصل جمع النفايات من المستشفيات والمؤسسات والمنازل وتضعها تحت الجسر كي تفرز وتأخذها إلى مكبّات خاصة، ولن يتغيّر مكان جمعها لأن الحادث عرضيّ وقد يحصل في أيّ مكان، وسنحرص على ألا يتكرر".


 


الضرر الصحي من حرق النفايات كما قلنا في مواضيع سابقة، أكبر بكثير من تجميعها. ومن يظنّ انه بحرقها يخدم المواطنين، فالعكس صحيح. الخبير البيئي المهندس سليم خليفة شرح لـ"النهار" الاضرار البيئية والصحّية التي قد تنتج عن حرق النفايات.


وقال ان "حرق النفايات يولّد غاز الديوكسين الذي ينتجُ في شكل خاصٍ من حرق البلاستيك، وأثبت الأطباء انه احد مسببات مرض السرطان، كذلك يؤدّي هذا الغاز الى أمراض الأعصاب والعقم عند النساء بمجرد استنشاقه، وان ضرره لن يظهر مباشرة، لكن مع الوقت سيبدأ في الظهور".


 


 


وأكّد خليفة ان "حرق النفايات يلوّث الهواء، والغبار الذي ينتج عنه يستقرّ في الأشجار وعلى المزروعات التي نأكلها، فيصبح الضرر لاحقًا مباشرًا، لذلك يعتبر إبقاء النفايات كما هي أفضل من حرقها بمئة مرة".


وفي انتظار أي انفراج على صعيد ملف ترحيل النفايات بعد الانتهاء من درس العروض الاجنبية المقدمة للبنان، ستبقى النفايات قنابل متنقلة من منطقة الى أُخرى، حاصدة معها صحّة الناس في الوقت الحاضر، وحياتهم في المستقبل اذا بقيَ الوضع على ما هو عليه. 


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم