Black Mass سيرة أعنف قاتل وتاجر مخدرات في بوسطن

النجم جوني ديب معتاد على الادوار المافيوزية المستوحاة من قصص وشخصيات حقيقية، فهو سبق وقدم Donnie Brasco عام 1997، وBlow عام 2001 وPublic Enemies عام 2009. ايضاً جوني ديب المعتاد تقمّص تلك الشخصيات الداكنة والمقعدة بطبيعية كأنها جلده الثاني، معتاد ايضاً على تغيير شكله والتنكّر بطريقة مذهلة تعيد ايقاظ الشخصية شكلاً ومضموناً. من اجل استعادة شخصية بطل شريط الثريلر البوليسي الدرامي Black Mass ، تخلّى قرصان الكاريبي عن جدائل شعره الطويل لمصلحة شعر خفيف الى درجة الصلع، ونقل سواد شعره الى اسنانه، ووضع عدسات لاصقة زرقاء اللون. لقد تحوّل نسخة طبق الاصل عن الايرلندي الاصل جيمس "وايتي" بلغر، زعيم عصابة "وينتر هيل غانغ" في بوسطن في السبعينات، فأثار قشعريرة اشخاص عرفوا المافيوزو الخطير عن قرب، مثل محامي جيمس بلغر الموجود على بلاتو التصوير، والذي لم يجرؤ على النظر اليه طويلاً. أما نحن، فقد تسمّرت عيوننا عليه وعلى ادائه البارع - الذي يثير فعلا البرودة في الاوصال - لأحد اجمل ادواره منذ فترة طويلة. دور أشهر وأخطر وأعنف قاتل ومبتز وتاجر مخدرات في بوسطن، الذي استطاع الفرار عام 1994 لاكثر من 16 عاماً قبل أن يتم القبض عليه عام 2011 عن عمر 81 عاماً، ويسجن حتى يومنا هذا.

الفيلم يعرض مشواره الطويل مع الاجرام، وعلاقته مع عميل الـFBI وصديق الطفولة جون كونلي (جويل ادجرتون) الذي سهّل مهماته الاجرامية في السبعينات وساهم في حمايته بغرض الحصول على معلومات تدين عدوهما المشترك، المافيا الايطالية. Black Mass عن سيناريو واخراج لسكوت كوبر (Out Of The Furnace وCrazy Heart) وهو مقتبس من كتاب Black Mass للمؤلفين ديك ليهر وجيرار ك. اونيل، يعرض العلاقة بين المافيوزو الايرلندي وصديق طفولته عميل الـFBI التي انتهت بأكبر فضيحة لمكتب التحقيقات الفدرالي. جوني ديب يرفع الشريط على كتفي ادائه "المخيف" والبارد والعنيف الذي سيرشحه حتماً لجائزة اوسكار للمرة الرابعة (لم يفز بها من قبل). أداء يمزج العنف والبرودة الغريبة ببعض الانسانية، فالشريط لا يظهر المافيوزو كوحش مطلق، بل يضيء قليلاً على جانبه الانساني وتعلقه بأمه وعائلته ووجعه وانكساره عندما فقد ابنه الوحيد في سن السادسة. من دون وجود جوني ديب، لكان الشريط سيرة ذاتية اخرى، جيدة طبعاً، لكنها ليست استثنائية. فيلم كوبر متأثر بمناخ المخرج مارتن سكورسيزي (اشهر من قدم عالم المافيا مع افلام مثل Gangs of New YorkوThe Departed المستوحى بدوره من قصة جيمس بلغر)، يدخلنا بشكل كلاسيكي لا يخلو من التوتر الى عالم المافيا المعتاد باجوائه الداكنة وعنفه وبرودته والروابط العائلية والصداقات التي قد تتبخر عندما تقترف الاخطاء. لكن يجدر الذكر أن المخرج كوبر نجح في ادخال بعض الطرافة السوداء الى هذا العالم القاسي والعنيف، مما سمح لنا بأن نتنفس قليلاً. ورغم ان جوني ديب هو العنصر الابرز في الشريط، الا أنه مدعوم بمشاركة مجموعة كبيرة من الممثلين الجيدين امثال بيندكت كامبرباتش (رشّح للاوسكار عن فيلم The Imitation Game) الذي جسّد دور شقيقه ويليام مايكل بلغر عضو مجلس الشيوخ ورئيس جامعة ماساشوستس السابق، وكيفن بايكون بدور احد رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي اضافة الى بيتر سارسغارد وداكوتا جونسون.

الفيلم ابتداء من الخميس 1 تشرين الاول في صالات امپير وغراند وڤوكس.