الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

40 دقيقة رئيساً

سميح صعب
سميح صعب
A+ A-

لم يترك رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حجراً إلا وقلبه في الخطاب الذي القاه على مدة 40 دقيقة امام الكونغرس الاميركي سعياً الى الحؤول دون التوصل الى اتفاق نووي بين الغرب وايران. وتوغل في عمق التوراة ليتخذ من استير زوجة ملك الفرس احويروش مثالاً على دور هذه المرأة اليهودية في اقناع الملك بعدم تنفيذ قرار كان الملك اتخذه بإبادة اليهود في البلاد التي كان يحكمها بناء على نصيحة من اقرب المقربين اليه هامان، لأن ابن عم استير موردخاي لم يسجد له.


وحاول نتيناهو اسقاط الرواية التوراتية على الحاضر، فهو يرى ان ايران قد اتخذت قراراً بابادة اسرائيل، وان القنبلة النووية هي السلاح الذي تسعى اليه طهران لتنفيذ قرارها. أي ان نتنياهو اراد ان يثبت نظريته الاصلية التي تقول إن ايران هي بمثابة تحدّ وجودي لاسرائيل، ولذلك لا مجال للوثوق بأي اتفاق يوقّع معها. لقد وضع نتنياهو الرئيس باراك أوباما في موضع الملك احويروش بينما جعل الكونغرس الذي وقف امامه في موضع استير التي ناشدها نتنياهو التدخل لمنع التوصل الى اتفاق بين الغرب وايران،
معتبراً ان من شأن ذلك ان يكون بمثابة القبول بإفناء اسرائيل.
ومن خلال رفع التحدي الى المستوى الوجودي، يحاول نتنياهو الذهاب في احراج الرئيس الاميركي الى أقصى الحدود، مستبقاً الحكم على الاتفاق بانه سيكون سيئاً وان المفتشين الدوليين ليسوا الاداة الصالحة لمراقبة ايران وان من الافضل في هذه الحال ابقاء الامور كما هي من دون
اتفاق مع الاستمرار في تشديد العقوبات على ايران لحملها على التخلي الكامل عن حقها في امتلاك التكنولوجيا النووية.
وبعد الخطاب الذي اتاح من خلاله الحزب الجمهوري لنتنياهو ان يبدو كأنه الاكثر حرصاً على أميركا وحلفائها من رئيسها نفسه، لا شك في ان الصعوبات ستزداد أمام التوصل الى اتفاق نووي من غير ان تلغي تماماً فرص انجاز اطاره العام بحلول اواخر الشهر الجاري. لكن هيبة أميركا كلها بدت كأنها تهتز عندما اختار الحزب الجمهوري الاتيان بنتنياهو ليشرح للاميركيين والعالم ما يعتبره الجمهوريون اتفاقاً سيئاً مع ايران.
وبعدما شرح نتنياهو ما وصفه بالاخطار التي تمثلها ايران على اسرائيل والمنطقة والعالم، قدم نتنياهو نفسه بصفته الوحيد القادر على "انقاذ" العالم من ايران، وانه الوحيد الذي يستطيع ان يمنع محو اسرائيل عن الخريطة حتى بالتعالي على الولايات المتحدة وعدم الوثوق بقدرتها على ادارة مفاوضات تضمن مصالحها في الدرجة الاولى.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم