السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تركيا في منتصف الطريق بين روسيا والغرب

تركيا في منتصف الطريق بين روسيا والغرب
تركيا في منتصف الطريق بين روسيا والغرب
A+ A-

عن مستقبل العلاقات التركية - الروسية، أوردت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريراً جاء فيه أنه، بينما تتشاجر تركيا والولايات المتحدة حول شراء أنقرة نظام الدفاع الجوي الروسي "إس - 400" وحول تعاونها مع موسكو في سوريا، من المنصف التساؤل عما إذا كانت تركيا والغرب يمضيان نحو انفصال حقيقي.

قال التقرير إنها لحقيقة أن تركيا تنجرف بعيداً عن الغرب. لكن لا يزال من المبكر القول ما إذا كانت تركيا مستعدة لضم جهودها إلى جهود روسيا، خصوصاً في الشرق الأوسط.

وأضاف أن تركيا تحاول إعادة ضبط سياستها الخارجية والإقليمية وقت يمر الشرق الأوسط بتحولات رئيسية. ويبدو أن روسيا في وضع مماثل. ووقت تتطلع القوتان إلى ممارسة مزيدٍ من النفوذ في هذه المنطقة، فإن علاقتهما تبدو أحياناً تعاونية وأحياناً أخرى تنافسية. وعلى سبيل المثال، أوشكت موسكو وأنقرة على الدخول في مواجهة عسكرية آواخر عام 2015 بعدما أسقطت تركيا مقاتلة روسية. وبعد سنة، رممتا علاقاتهما وقررتا التعاون في سوريا وفي مروحة أخرى من القضايا، بينها الدفاع والطاقة النووية. وبينما تتغير العلاقات بين تركيا وروسيا، يتعين على الغرب أن يبقي في ذهنه أن الطموحات الجيوسياسية للجانبين ليست دوماً متوافقة، وأن التعاون اليوم لا يعني تعاوناً في الغد.

وأشار إلى أنه، أكثر من المشاركة في المعتقدات الإيديولوجية، اضطلعت الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، والعلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة، وطبيعة القيادة في أنقرة وموسكو بدور مركزي في تشكيل العلاقات التركية - الروسية. بادئ ذي بدء، ومع أخذ التدخل الروسي العسكري في الحرب الأهلية السورية منذ 2015 في الاعتبار وتصميم موسكو على إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، كان محتوماً التوصل إلى نوع من الارتباط بين روسيا وتركيا. وراوح هذا الارتباط بين الطابع المسلح والتعاون بمرور الوقت، لكن الطرفين أرسيا نوعاً من التعاون في النصف الثاني من عام 2016. وفي حينه كانت روسيا قد سيطرت على شمال سوريا في المنطقة الواقعة غرب الفرات، وتالياً كان يتعين على تركيا الاعتماد على الرضا الروسي لتنفيذ عمليات عسكرية على طول حدودها، أولاً ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) ومن ثم ضد القوات الكردية.

ولاحظ أن سلامة العلاقات التركية - الأميركية كان لها تأثير مباشر على التودد التركي لروسيا. وعندما تكون أنقرة وواشنطن في مرحلة تقارب، فإن شهية تركيا لاستكشاف العلاقات مع روسيا جيوسياسياً تتقلص. أما عندما تكون تركيا محبطة من الغرب - كما هو الوضع الآن بسبب الدعم الأميركي للقوات الكردية في سوريا - فإنها تجد آذاناً صاغية في روسيا. وفي نهاية المطاف، للعلاقات التركية - الروسية بعد شخصي. ويلعب رئيسا البلدين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان دوراً حاسماً ومبالغاً فيه في السياسة الخارجية، وقد نسجا رابطاً شخصياً بينهما. ومع ذلك يبدو أن من المرجح أن يظل الزعيمان في السلطة في الوقت الحاضر، ويبدو أن كلاهما سيبقى متشككاً حيال الغرب.

وتسبب شراء تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، النظام الدفاعي الروسي في تصدع علاقاتها المتوترة أصلاً مع الولايات المتحدة التي تقول إن الصواريخ الروسية غير متوافقة مع الشبكة الدفاعية لحلف شمال الأطلسي وتمثل خطراً على المقاتلات "الشبح إف - 35" الأميركية الصنع التي من المقرر أن تتسلم تركيا عدداً منها.

وأمس، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، بأن جدول تسليم نظام "إس - 400" إلى تركيا يسير كما هو مقرر، نافياً تقارير عن أن أنقرة تبحث في تأجيل تسلمه استجابة لمخاوف أميركية.

وقال في بيان: "تقارير بعض وسائل الإعلام عن أن تركيا تبحث في تأجيل تسلم إس - 400 بناء على طلب من الولايات المتحدة لا تعكس الحقيقة... عملية شراء إس - 400 من روسيا مستمرة كما هو مخطط".

واقترحت أنقرة تشكيل مجموعة عمل مع واشنطن لتقويم المخاوف الأميركية، لكنها لم تتلق رداً على اقتراحها إلى الآن. وحذرت الولايات المتحدة من فرض عقوبات على تركيا إذا مضت في إتمام الصفقة.

وقالت أنقرة إن الصواريخ الروسية لا تمثل تهديداً للولايات المتحدة على أساس أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي وأن العقوبات لا تنطبق عليها.

والاثنين، نقلت قناة "خبر تورك" التركية للتلفزيون عن وزير الدفاع خلوصي أكار أن تسليم الصواريخ "إس-400" قد لا يتم في حزيران وهو الشهر الذي قالت تركيا في السابق إنه موعد تسلمها.

لكن أكار أوضح أن صفقة الصواريخ محسومة. وكشف أن فريق خبراء روس سيزور تركيا قريباً لنصب أنظمة "إس - 400". وقال: "نشتري عدداً من المنظومات لضمان حياة 82 مليون شخص (سكان تركيا)، ومن منظومات الدفاع الجوي اخترنا إس - 400".

وسئل عن السلوك التركي إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات في هذا المجال، فأجاب إنه لا ينوي التعليق على "الافتراضات". وقال: "نحن نلتزم تماماً خلال عملنا التعهدات التي وافقنا عليها"، لافتاً إلى أن بلاده دفعت للجانب الأميركي تكاليف تصدير مقاتلات "إف - 35" كاملة.

واعتراضاً على الصفقة، أوقفت الولايات المتحدة أواخر آذار تسليم معدات ذات صلة بصفقة المقاتلات "إف - 35" لتركيا وهي مشتر وشريك أيضاً في برنامج الإنتاج.

والثلثاء، قالت مصادر لـ"رويترز" إن الولايات المتحدة تبحث جدياً في تعليق تدريب الطيارين الأتراك على المقاتلات "إف-35" بسب قرار أنقرة الاستمرار في صفقة الصواريخ الروسية.

ويتدرب الطيارون الأتراك على استخدام طائرات "إف - 35" في قاعدة لوك الجوية الواقعة في ولاية أريزونا الأميركية.

وقد أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن اتفاق شراء تركيا نظام "إس - 400" ساري المفعول، وهو في صدد التنفيذ حالياً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم