"نفضة" نادين نجيم في يدها والآتي أعظم

الواجب التمثيلي، تؤدّيه نادين نجيم كما هو، حرفاً بحرف. طبيبة منضبطة، واثقة، مندفعة نحو الخير الإنساني. لكنّ "خمسة ونص" متأخّر في النمو، انتظر نصف رمضان حتى انطلق. يعد بالمزيد، ويترك إحساساً بأنّ الآتي أعظم. تصبح نجيم محطّة مُنتَظرة، تمرّ في جوارها قطارات الدراما السريعة. المسلسل ("أم بي سي 4"، "أم تي في") يؤكّد حضورها، من دون أن يكون حتى الآن ضربة حظّ موفّقة. ما بعد منتصف رمضان ليس كما قبله. بدأ المسلسل يتحرّك، متّجهاً تدريجياً نحو الهدف. نجيم في العادة لا تُضيّع البوصلة. تعلم متى تُقدِم ومتى تنسحب. "خمسة ونص" حتى الآن لا ينزع ملابسها، ولا يستفزّ أنياب الوحشة فيها. مرورها نسائمي، لا يتطلّب يداً تصفع المشهد.

ندرك أنّ المسلسل سينقلب كدواليب الأطفال المعلّقة، وما هو الآن يحاول الارتفاع إلى الأعلى. نجيم تضيئه بحضورٍ صريح، في عنادها ولينها ومجاراتها الظروف الجديدة. في الحبّ، كما في الخوف، تصل رسائلها. لكنّ المطلوب "نفضة" كاملة لتلك المرأة الأنيقة المتسلّحة بكامل عدّتها. "نفضة" تتطلّب عضاً على نفسها، وتقشير الجلد القديم. وإلا، فإنّها في عمق الدوّامة عينها، حيث الحبّ واحد، والحذر واحد، كما الترقُّب والاندفاع وبلوغ أقصى المغامرة.

مهمة الإشارة إلى موت الضمائر على لسان الطبيبة بيان. هذا جانب عميق في الشخصية، يحمّلها رسالة أخلاقية تُحسن تصويبها. لم تكشف بعد كامل أوراقها. نحن أمام صدمة مُرتَقبة ودخان أسود. نجيم في الفوهة، ولا يجدُر التصرُّف كأنّها بين أوراق وردة. في العادة، لا تخذل الثقة. السياق يقبض بعض الشيء على قدرتها. يُظهرها كاريزماتية أكثر من كونها ممثلة مُحنّكة. أقلّه حتى الآن، والمسلسل ينتظر رصاصة الانطلاق ليبدأ الركض. لم تختبر أقصى المشاعر، إذ أنّها في وسط الأشياء، حيث الخوف هو مجرّد خوف، لا لوحة فنّية، والحبّ يميل نحو الهستيريا، وردّ الفعل لا يتعدّى الحجم العادي.

الحلقة 15، وبيان أمام طاولة تنتظر مَن يقلبها. كما تُقلب المسارات وتتبدّل الفصول بين برد وحرّ، على نجيم أن تعود بشخصية لا يتوقّعها حتّى كاتبها. خلاصها بين يديها. 

اقرأ للكاتبة أيضاً: جبل شيخ الجبل منقذ "الهيبة" من موتها

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima