الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جبل شيخ الجبل منقذ "الهيبة" من موتها

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
جبل شيخ الجبل منقذ "الهيبة" من موتها
جبل شيخ الجبل منقذ "الهيبة" من موتها
A+ A-

لم تعد "الهيبة" على ذات هيبة البدايات ورهبتها. معطيات تتغيّر، وجبل شيخ الجبل ثابت في مكانه، متجذّر في أرض طيّبة. ريحٌ من هنا وجفاف من هناك، وتيم حسن يدير وجهه لكلّ الهبّات، يتصدّى لاحتمال جرّه إلى المماطلة وفراغ المشهد. الرجل لا يلتوي، لا ينحني، ولا تتساقط أوراقه. يُزهر وسط المساحات الباردة، ويمنح الحقل إحساساً بالامتلاء. تفقد "الهيبة" ("أم بي سي 4"، "أم تي في") رهانات رابحة، ويبقى جبلها الرقم الرمضاني الصعب.

منذ البدء وتيم حسن يرمي شباكه فيخرج بغلّة وفيرة. في الجزء الثالث، يتجدّد بالحبّ. يخرج قلبه إلى العلن، كما لم يحدث من قبل. هو اليوم تركيبة من كلّ شيء: الموقف (وربّي)، التحمُّل (ارميها عَ الله) والبوح بالشعور (أحبكِ). يدوزن الكمّيات وفق المشهد، ويعلم متى يضيف أملاحاً وبهاراً. هو "شيف" الخلطة، يملك فنّ الوصفات. يحافظ على جبل ويحميه من كلّ سوء. لا يفرّط بالكنز. الرجل ملِكُ الشخصية. يبتلعها كمن يبتلع حبّة دواء مع شربة ماء، فتصبح كلياً في داخله. يمثّل فيفضح كثراً حوله. ذلك لأنّه ملامح ووجه وعيون وشخصية المسلسل من الرأس إلى القدمين. يصدّ الفراغات بكفّ واثقة. ويحجب عنه اضطراب المواسم. جبل.

تولّى الصرخة وحمل الرسالة، فكان صوتاً من وجع. ينطبق على الشخصية المثل القائل: "كيف ما رميته بيجي واقف"، في المطاردة والحسم وتبديد الالتباس. لسنا راضين عن "الحصاد" هذه السنة. مثقوب (حتى الآن) وهشّ. ما يحدث يتراءى مُركّباً، أو شيئاً من نوع تلصيق الأحداث. إلا أنّ جبل يعوّض النقص، يملأ مكانه، يُسيطر. هو ضمير العشيرة وصوت فئات واسعة، وفي آن، هو خفقان القلب والتضحية الكبرى. لا يتقاعس أمام المسألتين، يفي التناقضات حقّها. في النهاية، مهمته إنقاذية، فممنوع موت "الهيبة". ممنوع التراجع وترك الساحة لأحد. تيم حسن منقذ.

اقرأ للكاتبة أيضاً: خديعة الرومانسية: المسلسلات تكذب الكذبة وتُصدّقها!

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم