رسائل إخوان الأحاسيس: الرسالة الأولى: "لا تبُحْ بسرِّك لغريب"
كانا يتواعدان كلّ نهاية أسبوع
يختاران أكثر الأماكن هدوءاً ليجتمعا فيها
***
عيناها واسعتان وذقنها مدبّب
شعرها أسود كمنتصف ليالي الشتاء
طويلٌ ومجدول،
تهتزّ ضفيرتُها أسفلَ خصرها
كلما تحرّكت يميناً أو يساراً
تضع القليل من مستحضرات التجميل وأحمر الشفاه
ملابسها منتقاة بعناية فائقة،
لا تحب الأردية المزركشة كثيراً
ولا تضع الحلي الكثيرة التي ترتجّ وتصدر الأصوات أثناء تحركها،
كل شيء كان هادئاً لتبدو وقورة وجذّابة
ولكي يسمعها كلماته المعسولة
ويكسب ودّها لأشهر طويلة.
***
كان يأخذ كأس الشراب من النادل
ليقدمها لها بكل هدوء
وهو يصغي إلى ما تبوحه له من أعماقها الدفينة
ويهزّ رأسه موافقاً ومبدياً تعاطفه معها،
وهي تشتمُ كل شيء حولها
تشتم الوجود كله.
***
وبعد عدة أشهر من اختفائها
وانقطاع أخبارها كلياً
كان الندلاء يتهامسون خلف البار
أن كأسها كانت من نبيذ
وكأسه كانت دائماً مملوءة بالماء.