السبت - 11 أيار 2024

إعلان

"محاولة اغتيال وزير الخارجيّة التّركي في باريس": إليكم التّفاصيل

المصدر: "النهار"
"محاولة اغتيال وزير الخارجيّة التّركي في باريس": إليكم التّفاصيل
"محاولة اغتيال وزير الخارجيّة التّركي في باريس": إليكم التّفاصيل
A+ A-

#محاولة_اغتيال من دون شك. المشاهد تتسارع، تحبس الانفاس. شخص يصوّب مسدسا نحو رأس رجل كان يلقي خطابا على منصة، ويضغط على الزناد. صراخ يتعالى... اللحظة مخيفة. وفقا للزعم، ما يشاهد في فيديو تناقلته أخيرا صفحات وحسابات لبنانية، هو "محاولة اغتيال وزير الخارجية التركي في باريس أثناء إلقائه كلمة". والمحاولة "باءت بالفشل". ولكن هل تعرض بالفعل وزير الخارجية التركي لمحاولة اغتيال في باريس؟ ما حقيقة الفيديو؟

النّهار دقّقت من أجلكم

النتيجة: اولا الفيديو المتناقل قديم، بحيث يرجع الى عام 2013. ثانيا، الزعم انه يظهر "محاولة اغتيال وزير الخارجيّة التّركي في باريس خلال القائه كلمة"، زعم خاطىء. في الحقيقة، الشخص الذي تعرض للهجوم في الفيديو هو #احمد_دوغان، "زعيم حركة الحقوق والحريات البلغارية التي تمثل الأقلية التركية في بلغاريا". والواقعة حصلت في #صوفيا، العاصمة البلغارية، وليس في #باريس، وفقا للزعم. والتفاصيل في سياق المقالة.

الوقائع: منذ ساعات، بدأ التشارك في الفيديو. بدايته محاولة اغتيال امام الكاميرا، وعلى منصة. كان رجل يتلو خطابا. واذ بشخص يقترب منه، ويخرج في شكل مفاجىء مسدسا، ويصوبه نحو رأسه. يضغط على زِناد المسدس، لكن لا تخرج طلقة نار. يدفع المتكلم بيد المسلح بعيدا، بحركة سريعة، ثم يبدآن بالاشتباك بالايدي، قبل ان يهرع رجال آخرون الى المنصة، ويسيطروا على المهاجم. وبينما يتم ابعاد المتكلم عن المنصة بسرعة، يبدأ رجال آخرون ركل المعتدي. 1,13 دقيقة... والعنوان: "محاولة اغتيال وزير الخارجية التركي في باريس أثناء إلقائه كلمة. لكن المسدس تعطل، وباءت (المحاولة) بالفشل".

التدقيق:

-بحثا عن الفيديو، يتبيّن انه سبق أن نشرته صفحات وحسابات عربية ابتداء من 2 كانون الاول 2015. والعنوان ذاته: "الآن محاولة اغتيال وزير الخارجية التركي في باريس أثناء إلقائه كلمة. لكن المسدس تعطل، وباءت (المحاولة) بالفشل".

-في واقع الامور، هذا الفيديو يتعلق بمحاولة اغتيال السياسي البلغاري احمد دوغان Ahmed Dogan في 19 كانون الثاني 2013. وقد وجدناه لكم في موقع "يوتيوب". العنوان: Assassination attempt against Bulgarian Politician Ahmed Dogan

-ماذا حصل يومذاك؟ وفقا لما نشرته وكالات أنباء عالمية يومذاك عن الواقعة، "نجا دوغان، زعيم حركة الحقوق والحريات البلغارية التي تمثل الأقلية التركية في بلغاريا، من محاولة اغتيال بمسدس، أثناء انعقاد مؤتمر حزبي في العاصمة البلغارية صوفيا".

وجاء في خبر لوكالة "رويترز" (19 ك2 2103): "قفز رجل إلى منصة مؤتمر صحافي، ووجه سلاحه نحو زعيم حزب تركي في بلغاريا، قبل ان يتغلب عليه رجال الأمن، ويطرحوه أرضا أثناء مؤتمر مذاع تلفزيونيا اليوم السبت. ونجا أحمد دوغان، زعيم حزب حركة الحقوق والحريات، من دون ان يمسه أذى. ولم يعرف على الفور السبب في ان المهاجم استهدفه في مؤتمر الحزب الذي عقد وسط صوفيا.

وأظهرت لقطات فيديو ان الرجل قفز من بين الحضور، وقاطع كلمة يلقيها دوغان (58 عاما) الذي يتزعم الحزب منذ نحو ربع قرن. وشوهد حراس الأمن وهم يضربون المهاجم ويركلونه. وقال كايهان ابرياموف، المسؤول في حزب حركة الحقوق والحريات للصحافيين: "أحمد دوغان في صحة جيدة. كل شيء تحت السيطرة". وقالت الشرطة إنها اعتقلت الرجل البالغ 25 عاما من بلدة بورغاس المطلة على البحر الأسود، والذي كان يحمل أيضا سكينين.

وأفاد وزير الداخلية تسفيتان تسفيتانوف ان المهاجم "لديه سجل جنائي يتعلق بحيازة المخدرات والسرقة والشغب". وعُرِّف به انه "أوكتاي إينيمحمدوف، وهو مواطن بلغاري من أصل تركي" (وكالة اسوشيتد برس).

وفقا لـ"رويترز"، "يمثل حزب حركة الحقوق والحريات، الأتراك والمسلمين الآخرين الذين يشكلون 12 في المئة من سكان بلغاريا البالغ عددهم 7.3 ملايين نسمة. وينظر الى دوغان على انه من أكثر الشخصيات السياسية نفوذا في بلغاريا. وكان هذا الحزب شريكا اساسيا في الحكومة السابقة التي تزعمها الاشتراكيون. وعام 1996 عثر على رئيس الوزراء السابق اندريه لوكانوف مقتولا بالرصاص قرب منزله في صوفيا مع ان الهجمات على السياسيين نادرة".

-وفقا لـوكالة الانباء "د ب أ" الالمانية (20 ك2 2013)، "كشفت تقارير إخبارية، اليوم الأحد، أن الشاب الذي هاجم السياسي البلغاري أحمد دوغان أمس (السبت) لم يكن يعتزم قتله، رغم أنه كاد يخسر حياته نتيجة تصرفه... وقال طبيب نفسي تابع لوزارة الداخلية اليوم إن المهاجم ترك رسالة إلى والدته يوضح فيها أنه لا يريد قتل دوغان، بل تلقينه درسا ليدرك أنه ليس بعيدا عن الوصول إليه".

"كذلك، اعتذر في الرسالة، وقال إنه كان يتوقع أن يتم قتله خلال الهجوم. وقال إينيمحمدوف للشرطة، أثناء التحقيق معه، إنه لا يوجد له أعوان. ويواجه المتهم عقوبة بالسجن ست سنوات". مزيد من الصور للواقعة يمكن مشاهدتها هنا، في خبر نشره موقع "دايلي مايل" في 21 ك2 2013

-بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، "استقال دوغان من رئاسة الحزب، وهو الإجراء الذي كان متوقعًا في أي حال في بداية المؤتمر. وانتخب الحزب نائب دوغان لوتيف ميستان رئيسا له، بينما تم اختيار دوغان رئيسًا شرفيًا للحزب مدى الحياة".

النتيجة: الزعم ان الفيديو المتناقل يظهر "محاولة اغتيال وزير الخارجية التركي في باريس"، عار من الصحة. صحيح ان ما يشاهد هو محاولة اغتيال، لكن المستهدف كان احمد دوغان، "زعيم حركة الحقوق والحريات البلغارية التي تمثل الأقلية التركية في بلغاريا". التاريخ 19 ك2 2013، والمكان صوفيا، العاصمة البلغارية، وليس باريس وفقا للزعم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم