الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

جبل طارق من الحكم الإسلامي إلى السيادة البريطانية

جاد محيدلي
جبل طارق من الحكم الإسلامي إلى السيادة البريطانية
جبل طارق من الحكم الإسلامي إلى السيادة البريطانية
A+ A-

لم تقبل بريطانيا بوصف الاتحاد الأوروبي لمنطقة جبل طارق بـ"المستعمرة" التابعة لمملكة المتحدة، وقال المتحدث باسم رئيسة الحكومة تيريزا ماي إنه "من غير المقبول تماماً إطلاق هذا الوصف" على الإقليم. وأعيد بسبب هذا الكلام الحديث على جبل طارق، فماذا تعرفون عنه؟

هو عبارة عن شبه جزيرة صغيرة، وهي منطقةٌ تابعة لبريطانيا ذات سيادة مستقلّة، تقع في شبه جزيرة إيبيريا وبالتحديد في أقصى الجنوب في منطقةٍ صخرية حصينة عند مدخل البحر الأبيض المتوسط، وقد تمّ تغيير اسمها حيث صار يُطلق عليها حالياً اسم جبرلتار.

تسمية هذا الجبل مرتبط بمرحلة تاريخية عظيمة من التاريخ الإسلامي، في وقت كانت الدولة الإسلاميّة في أوجها، فسمّي الجبل بهذا الاسم نسبة للقائد الإسلامي الأمير طارق بن زياد الذي دخل مياه المضيق في عام 711م، وَكان أميراً على مدينة طنجة في دولة المغرب العربي، حيث رغب هذا الأمير بنشرِ الرّسالة الإسلامية في المناطق التي تقع إلى الشمال من طنجة فعبر بجيوشه هذا المضيق متّجهاً إلى إسبانيا، واستطاع إخضاعها للحكم الإسلامي وأصبحت جزءاً من الدولة الإسلامية.

تاريخياً، أول من سكن منطقة جبل طارق هي الشعوب الفنيقية، وكان هؤلاء القوم يشتهرون بمهارَتهم في ركوب البحر، فقد نشأوا على السواحل البحريّة وكانت لهم تجارة بحريّة مع المناطق المجاورة، ثم انتقلت المنطقة للحكم الروماني، وبعد انهيار الإمبراطوريّة الرومانية ضمّت منطقة جبل طارق إلى الدولة الإسبانية حتى جاء الفتح الإسلامي فخضعت المنطقة للدولة الإسلامية طوال سبعة قرونٍ ونصف قرن، وبقيت المدينة محافظة على طبيعتها العمرانية حتى عام 1150م؛ حيث حصّنت الدولة المغربية المدينة بالأسوار العالية بهدف حِمايتها، إلى أن غزاها الإسبان عام 1309، ومن ثم تمّ احتلالها وضمّها إلى مدينة غرناطة الإسبانية إلا أن مجموعةً من اليهود حاولوا إقامة دولة خاصة بهم في مدينة جبل طارق ولكن إسبانيا انتزعتها منهم.

وفي أوائل القرن الثامن عشر حاولت فرنسا وإسبانيا تشكيل تحالف قوي للحد من نفوذ بريطانيا، إلا أن بريطانيا شنت هجوماً على إسبانيا وسقط جبل طارق بيد الجيش البريطاني، وعلى الرغم من قيام فرنسا وإسبانيا بمحاولاتٍ عدةٍ للسيطرة على مضيق جبل طارق إلا أن محاولاتها باءت بالفشل حيث تم القيام باستفتاء شعبي لسكان المدينة وكانت رغبتهم إلى جانب بريطانيا وما زالت منطقة جبل طارق تتبع للإدارة البريطانية حتى الآن.





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم