وهاهنا نودع عاما ونستقبل عاما جديدا، أَنا في كل ليلة اناجي فيها النجوم، اقبل وجنتي القمر حتى بت لا ارى حولي سوى أرقام لأَيامٍ تمضي بصمت، لساعات من الحنين، ونبضات يكتنفها الأنين، وخطوات تأتي وخطوات تمضي، والأرقام تزيد ولا تنقص، لكأنها رسوم على الجدران في كل مكان، أو وشوم غرست ابرها في الوجدان، فتظل أقمار السعد ناعسة، ويظل قمرنا وسنان، ونبقى في ظلمة المحاق ننتظر هلالا يطل لماما بعد ارتحال تلكَ الأقمار إلى غياهب المجهول، فأَحنت ظهورنا وجعلنا نتكئ على وسادة من ريش الهواء، ونغدو كعرجون أتعبه زحف السنين. أرقام تزيد حتى يفيض الدمع كفيض الماء من أعلى السد ليأتي على كل ما يلقاه، فيفوت الاوان حين يبلغ سيله الزبى.