الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

من معاناة عائلية إلى ابتكار علمي... نور مجبور "معركتي مع الباركنسون شخصية"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
من معاناة عائلية إلى ابتكار علمي... نور مجبور "معركتي مع الباركنسون شخصية"
من معاناة عائلية إلى ابتكار علمي... نور مجبور "معركتي مع الباركنسون شخصية"
A+ A-

باحثة في علم الأعصاب، قررت نور مجبور (30 عاماً) أن تخوض معركة علمية ضد مرض الباركنسون. هذا المرض الذي يتمرد فيه الجسد على صاحبه وقد رأت نور آثاره ومضاعفاته على جسد جدتها وعمتها، قررت ان تتمرد عليه باختراع العدة البحثية لتشخيص مرض الباركنسون. هذا التحدي الذي تعهدت نور على تحقيقه تعمل عليه جاهدة اليوم ليستفيد المصابون بالمرض من ميزة الكشف المبكر.

لم تكن نور قد تخطت الثانية والعشرين عندما رأت بأم العين تأثير مرض الباركنسون على عمتها، لم تكن تعرف عنه الكثير لكنها تمكنت سريعاً من اكتشاف مضاعفاته النفسية والجسدية التي تسلب المريض كرامته وكبرياءه. وفي حديث لـ "النهار" تشرح نور عن الحافز الرئيسي وراء بحثها واختراعها "كانت عمتي اول حالة أتعايش فيها مع هذا المرض، لم أكن أعرف عن الباركنسون الكثير ومعها بدأتُ ألمس صعوبة هذا المرض وما قد يسلبه من حياة المريض النفسية والاجتماعية والجسدية. كان الاكتئاب أول آثار الباكنسون على عمتي، لم تعد ترغب في الخروج والتعامل مع المجتمع، لم تعد تريد المشاركة في الحفلات او الذهاب الى اي دعوة، لقد سرق منها الباركنسون كبرياءها وثقتها".

"رأيتُ بأم عيني تأثير المرض عليهم"

بدأت أرى كيف يؤثر هذا المرض على الشخص ويُسبب له إحراجاً واكتئاباً. هكذا كان على نور ان تواجه الباركنسون لأول مرة، وسرعان ما عاشت التجربة مرة أخرى مع جدتها التي شُخصت حالتها ايضاً بالباركنسون وبمرحلة متقدمة. تطور المرض سريعاً عند جدتها، وبعد 6 أشهر أصبحت عاجزة كلياً عن الحراك او النهوض. هكذا رأيتُ بأم عيني تأثير المرض عليهم وبدأتُ أعتبر معركتي معه شخصية. كل إنسان يستحق ان يعيش بسلام وكرامة، لذلك قررتُ ان أبحث في الأسباب المسؤولة عن الإصابة بهذا المرض الغامض".

برأي نور "لا تعوّل مجتمعاتنا على البحث في الأمراض التي تُصيب كبار السن كما هي الحال في المجتمعات الأوروربية والأميركية، مسلّمين بعمره المتقدم. نحن بحاجة للتركيز بشكل أكبر على التخفيف من الأمراض التي تصيب كبار السن. أريد أن أساعد من يعانون من هذه الأمراض التي قد تحرمهم من العيش بالكرامة التي يستحقونها.وصممتُ على تطوير أبحاثي حول هذا المرض ونجحتُ من خلال هذا الاختراع وهو عبارة عن مجموعة مصممة للاستخدام في المختبر، تستفيد من قوة الأجسام المضادة في تحديد العلامات البيولوجية لمرض الباركنسون".

ابتكار العدة البحثية لتشخيص الباركنسون


تصمم الباحثة العلمية على إيجاد طريقة سهلة للكشف عن علامات المرض بوقت مبكر، بما أن تشخيص المرض يكون فقط من طريق أعراضه فقط، تسعى نور من خلال إبتكار العدة البحثية لتشخيص الباركنسون الى إحراز تقدم كبير في المعركة ضد المرض والحدّ من أعراضه ومسار تطوره.

وتشرح نور خلال حديثها عن أن "ظهور أعراض الباركنسون يعني ان المريض أصبح في مرحلة متقدمة من المرض، ما يعني ان المرض يكون موجوداً لديه قبل 10 او 20 عاماً. لقد حزنتُ كثيراً عندما علمت ان المرض يكون موجوداً في الجسم دون معرفة الشخص به، ما يعني انه يمكننا ان نجد طريقة لمعرفة ما يجري داخل جسم المريض خلال تلك الفترة وتطوره طوال هذه السنوات العشر".

هكذا درست نور تطور البروتين المسؤول عن مرض الباركنسون، صحيح انه لا يوجد أي علاج حتى اليوم للمرض ولكن يمكن لطرق العلاج الموجودة أن تخفف من الأعراض وتحسن من نوعية حياة المريض. لذلك تحاول نور ترجمة هذه النظرية الى تطبيق علمي، لا سيما بعد ان كانت المشكلة التي كانت تواجهها الدراسات السريرية السابقة تكمن في نقطتين:

* المشكلة في اختيار الأشخاص الذين هم عرضة لمرض الباركنسون.

* كيفية المتابعة مع المريض من خلال الأعراض والتغيير الحاصل على مستوى الجزئية داخل الجسم.

لذا يساهم الابتكار وفق نور "في مشاركة تطوير العلاج والحدّ من أعراضه وآثاره على حياة المريض. لذا يبقى هدفي الأسمى مساعدة من يعانون من هذه الأمراض التي قد تحرمهم من العيش بالكرامة التي يستحقونها وعدم الخجل من الباركنسون. وانطلاقاً من ذلك، شاركتُ في برنامج العلوم – الموسم العاشر - لتحقيق هدفي وسيكون اختراعي مساهمة لهذا الإرث الغني".

وقد اختارت لجنة التحكيم أبرز تسعة مبتكرين للتأهل للمنافسة على لقب أفضل مخترع عربي بالموسم العاشر من برنامج نجوم العلوم، وسيتمكن الآن التسعة الأوائل من دخول ورش عمل البرنامج في واحة العلوم والتكنولوجيا بمؤسسة قطر، وذلك للبدء في تحويل أفكارهم إلى منتجات حقيقية، وقد اختيرت نور من بين المتأهلين في هذه المسابقة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم