الضنية بعد شتوة أيلول: طرقات مقطوعة وأضرار جسيمة

اذا كان المثل العامي يقول "أيلول طرفو بالشتي مبلول"، فإن شتوة أيلول الأولى هذا العام نكبت الضنية والعديد من قرى وبلدات قضاء زغرتا جراء السيول التي تدفقت من جرد الضنية عبر مجاري المياه الشتوية باتجاه نهر رشعين، ما أدى إلى فيضانه وتضرر العديد من المقاهي والمطاعم المنتشرة على جانبيه من رشعين حتى المرداشية.

أمس لم يكن يوماً عادياً في الضنية، فالأمطار الغزيرة التي هطلت في المنطقة بشكل غير مسبوق، حوّلتها إلى منطقة "منكوبة" وألحقت بالطرقات الرئيسية والفرعية، وبالأراضي الزراعية والبيوت والمحال التجارية والسيارات، أضراراً جسيمة ينتظر أن تتكشف في الأيام المقبلة بعد إحصائها.

لكن العاصفة كشفت بشكل واضح ضعف البنى التحتية في الضنية، وحتى انعدامها، من جراء التهميش الرسمي والمتعمّد للقضاء منذ سنوات ما بعد الاستقلال حتى اليوم، وفق ما أشار رئيس اتحاد البلديات محمد سعديه، الذي يضيف: "المطلوب الآن ليس البكاء على الاطلال، بل العمل السريع لإصلاح ما تضرر، والإعداد الجيد قبل قدوم فصل الشتاء الذي أصبح على الأبواب، لأن أي عاصفة أمطار أخرى ستزيد وضع المنطقة والأهالي سوءاً".

ودعا سعديه إلى "استنفار الدولة بكل طاقاتها وإمكاناتها لهذه الغاية، لأن البلديات واتحادات البلديات ليست قادرة أبداً بما تملكه من أموال وإمكانات ضيئلة للغاية، أن تنجز بنى تحتية (طرقات، جسور، شبكة صرف صحي، عبّارات وغيرها) تحمي المواطنين وتتحمّل غضب الطبيعة القاسي، كما حصل أمس، والتخفيف من وقوع الإضرار قدر الإمكان".

الوضع السيىئ الذي وصلت إليه الضنية، دفع الجهات المعنية إلى استنفار نفسها لمساعدة المنطقة في تجاوز المحنة. وزارة الأشغال العامة والنقل أعلنت أنها "وبالتنسيق مع النائبين جهاد الصمد وسامي فتفت، ومع رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، وضعت 6 جرافات لفتح الطرقات نتيجة السيول التي حصلت في المنطقة، وأصبحت كل الطرقات سالكة باستثناء طريق بيت زود – بيت ضاضون – كفرحبو. وتعمل الجرافات على فتحها". بينما تفقد رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير المنطقة مكلفاً من الرئيس سعد الحريري. وأوضح بعد جولته أن "جميع طرقات المنطقة الرئيسية قد جرى فتحها، وأنه في مرحلة ثانية سيتم مسح الأضرار تمهيداً لإصلاحها والتعويض على المتضررين".