السبت - 11 أيار 2024

إعلان

الغارات على الغوطة الشرقيّة تتجدّد رغم قرار الهدنة... مقتل 17 مدنيًّا

المصدر: أ ف ب
الغارات على الغوطة الشرقيّة تتجدّد رغم قرار الهدنة... مقتل 17 مدنيًّا
الغارات على الغوطة الشرقيّة تتجدّد رغم قرار الهدنة... مقتل 17 مدنيًّا
A+ A-

جددت قوات النظام السوري غاراتها على #الغوطة_الشرقية المحاصرة، موقعة المزيد من القتلى المدنيين، رغم طلب #مجلس_الامن قبل يومين هدنة "من دون تأخير" حضت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي اليوم على وجوب تطبيقها "فوراً".

وتراجعت وتيرة الغارات على المنطقة المحاصرة، غداة صدور قرار مجلس الامن ليل السبت، من دون أن تتوقف كلياً، في وقت تخطت حصيلة القتلى، منذ بدء الهجوم في 18 شباط، 550 مدنياً، وفقا لـ#المرصد_السوري_لحقوق_الانسان.

وقتل اليوم 17 مدنياً، بينهم 4 اطفال، وفقا للمرصد، من جراء غارات وقصف مدفعي لقوات النظام طال تحديداً مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية، والتي يسيطر عليها فصيل "جيش الاسلام".
وبين القتلى، 9 اشخاص من عائلة واحدة سحبت جثثهم من تحت أنقاض مبنى طاله القصف بعد منتصف الليل. 

وافاد مراسل "فرانس برس" ان سكان مدينة دوما لازموا اليوم الأقبية، خشية تجدد الغارات، بينما خلت الشوارع الا من حركة مدنيين خرجوا مسرعين بحثاً عن الطعام او للاطمئنان الى اقاربهم.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "وتيرة الغارات والقصف تراجعت منذ التوصل الى قرار وقف اطلاق النار، من دون أن تتوقف الهجمات كلياً. والدليل استمرار سقوط ضحايا مدنيين، وإن بدرجة أقل من الأسبوع الماضي".

منذ بدء حملة التصعيد، استهدفت قوات النظام الغوطة الشرقية التي تحاصرها في شكل محكم منذ العام 2013، بالغارات والقصف المدفعي والصاروخي الكثيف. وتزامن التصعيد مع تعزيزات عسكرية تنذر بشن هجوم بري وشيك.

وتدور منذ صباح الأحد معارك ميدانية في منطقة المرج التي تتقاسم قوات النظام وفصيل "جيش الاسلام" السيطرة عليها. وتتركز الغارات على نقاط الاشتباك.


من جهة اخرى، جددت الأمم المتحدة اليوم المطالبة بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوماً، خصوصاً في الغوطة الشرقية. 

وقال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس في جنيف ان "قرارات مجلس الامن يكون لها معنى فقط اذا طبقت في شكل فعلي. ولهذا السبب اتوقع ان يطبق القرار فورا".
وشدد على أنه آن الآوان "لانهاء هذا الجحيم على الارض"، في اشارة الى الغوطة الشرقية. 

وفي السياق نفسه، شددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، عند بدء اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في بروكسيل اليوم، على أن "هذه الهدنة يجب ان تطبق على الفور".

وتبنى مجلس الامن مساء السبت بالاجماع قرارا تم تعديل صياغته أكثر من مرة. ويتضمن أن تلتزم "كل الاطراف وقف الاعمال الحربية من دون تأخير لمدة 30 يوما متتالية على الاقل في سوريا، من اجل هدنة انسانية دائمة" للافساح في المجال أمام "ايصال المساعدات الانسانية في شكل منتظم، واجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة".

وانتقد مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الانسان زيد رعد الحسين في جنيف عدم التحرك حيال النزاعات في دول عدة، بينها سوريا، معتبراً أنها "اصبحت مثل بعض المسالخ للبشر في العصر الحديث، لانه لم يتم التحرك في شكل كاف لمنع هذه الاهوال".

وأبدى الرئيس الفرنسي ايمانويال ماكرون "مخاوف شديدة" حيال استمرار الضربات على الغوطة الشرقية. وشدد خلال اتصال اجراه بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان على ان "الهدنة الانسانية تشمل مجمل الاراضي السورية، بما فيها عفرين"، غداة اعلان تركيا عزمها مواصلة هجومها في المنطقة ذات الغالبية الكردية.

ويستثني قرار الهدنة العمليات العسكرية ضد تنظيمي "الدولة الاسلامية" و"القاعدة" و"جبهة النصرة"، في اشارة الى هيئة "تحرير الشام" وكل المجموعات والاشخاص المرتبطين بها.
وتفتح هذه الاستثناءات الطريق امام تفسيرات متناقضة، لا سيما أن دمشق تعتبر فصائل المعارضة "ارهابية". ومن شأن ذلك أن يهدد الاحترام الكامل لوقف اطلاق النار. 


ومع استمرار القصف على الغوطة الشرقية الأحد، أصيب 14 مدنياً على الأقل بعوارض اختناق أدت الى مقتل أحدهم، وهو طفل يبلغ 3 اعوام، بعد قصف لقوات النظام، وفقا للمرصد الذي لم يتمكن من تأكيد ما اذا كانت العوارض ناجمة عن تنشق غازات سامة. 

وقال مراسل لوكالة "فرانس برس" إن المصابين، وبينهم نساء وأطفال، نقلوا الى مستشفى ميداني في الغوطة الشرقية. وشاهد امرأة تتناوب مع طفليها على وضع قناع أوكسيجين لمساعدتهما في التنفس.

وأفاد طبيب عاين المصابين ان معظمهم يعاني حالات تهيج في العيون وضيق تنفس، مرجحاً ان تكون ناجمة عن تنشق غاز الكلور الذي تصاعدت رائحته من اجسادهم وثيابهم على حد قوله.

واتهم القيادي البارز في "جيش الاسلام" محمد علوش، في تغريدة على "تويتر"، قوات النظام باستخدام غاز الكلور في القصف، في حين اتهمت وزارة الخارجية الروسية في بيان الفصائل "بالتخطيط لهجوم بمواد سامة بهدف اتهام القوات الحكومية باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين".

وتكرر منذ مطلع السنة ظهور عوارض اختناق وضيق تنفس تحديداً في الغوطة الشرقية. وهددت دول غربية، بينها الولايات المتحدة وفرنسا في وقت سابق هذا الشهر، بشن ضربات في حال توفر "أدلة دامغة" على استخدم السلاح الكيميائي.
ولطالما نفت دمشق تنفيذ أي هجمات بالغازات السامة، مؤكدة أنها دمّرت ترسانتها الكيميائية العام 2013.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم