كلفة اليد الاصطناعية تراوح بين 20 و 50 دولاراً تقنية البعد الثلاثي تعيد الأمل لجرحى فقدوا أطرافهم

في مستشفى أردني، يتفحّص الجندي العراقي عبد الله بنظرة حزينة يداً اصطناعية مصممة بتقنية البعد الثلاثي ستحلّ محل يده التي فقدها في معارك الموصل مع تنظيم الدولة الإسلامية. ويقول هذا الشاب البالغ 22 عاماً: "لا شيء يمكنه أن يعوض اليد الطبيعية للإنسان لكن هذا أكثر ما يمكن فعله". 

يضيف عبد الله، وهو اسم مستعار، خلال وجوده في مستشفى "المواساة" في عمان الذي تديره منظمة "أطباء بلا حدود": "على الأقل أصبح في إمكاني أن آكل وأشرب، بعدما كنت أجد صعوبة في عمل أي شيء من دون مساعدة من أخي".

ويستعين فريق متخصص من المنظمة منذ حزيران الماضي بتقنية الطباعة بالبعد الثلاثي في تصميم أطراف اصطناعية بسيطة وصناعتها من دون مفاصل تساعد جرحى الحروب في المنطقة، وأولاداً ذوي عيوب خلقية على استعادة بعض الأمل في حياة طبيعية.

ويلتقط الفريق بداية صوراً رقمية للمريض لأخذ القياسات المناسبة، ثم يرسل ملفه إلى مختبر للطباعة بالبعد الثلاثي في إربد (89 كيلومترا شمال عمان) لإنتاج طرف اصطناعي بسيط أشبه بمجسّم بلاستيكي من دون مفاصل معقدة.

وتشرف على هذا المشروع "مؤسسة اطباء بلا حدود" التابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود"، وهي مختبر بتكنولوجيا متقدمة.

وتفيد مؤسسة أطباء بلا حدود أن العشرات تقدموا بطلبات للحصول على أطراف، لكنها تجري تحققا من الحالة وقدرتها على تقديم مساعدة وفق الإمكانات المتوافرة وحاجة المريض.

هذه التقنية منتشرة في العالم المتقدم وتنتج مفاصل أكثر تطوراً، إلا أن فريق مؤسسة أطباء بلا حدود يقول إن استخدامها في الأردن هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال المنسق الطبي للمشروع بيار مورو لوكالة "فرانس برس": "بدأنا فعليا باستقبال الحالات ومسحها وأخذ المقاسات في حزيران الماضي". وتراوح الكلفة بين 20 و50 دولاراً، علماً أن كلفة الحصول على طرف اصطناعي تتجاوز في الحالات العادية آلاف الدولارات.

وتتعاون المؤسسة في إنتاج الأطراف مع "فاب لاب" في الأردن وهو مختبر للتصنيع الرقمي مجهز بآلات طباعة رقمية متطورة تأسس عام 2017 بدعم من الاتحاد الأوروبي، على ما يقول قصي ملاحمة، خبير الطباعة بالبعد الثلاثي والمسؤول في المختبر لوكالة "فرانس برس".