الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

مجزرة مدرسة فلوريدا على وقع "أخبار زائفة"... مهمّة "فايسبوك" ستكون صعبة

المصدر: أ ف ب، CNBC، Politifact
مجزرة مدرسة فلوريدا على وقع "أخبار زائفة"... مهمّة "فايسبوك" ستكون صعبة
مجزرة مدرسة فلوريدا على وقع "أخبار زائفة"... مهمّة "فايسبوك" ستكون صعبة
A+ A-

على وقع نظريات جامحة حول مؤمرات وكلام على "اخبار زائفة"، تابع الاميركيون تطورات حادثة اطلاق النار في مدرسة باركلاند بولاية فلوريدا، والتي اوقعت 17 قتيلا.


ووفقا لتقرير لوكالة "فرانس برس"، بات طلاب ناجون، مثل ديفيد هوغ وايما غونزاليس، وجوها بارزة للنضال من أجل ضبط الاسلحة الفردية في الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه أهدافا لأتباع اليمين المتطرف ونظريات المؤامرة الذين يصورونهم كدمى لليسار السياسي. 

وسط مناخ انقسام شديد يسارع فيه الانصار الأكثر حماسة للرئيس الاميركي دونالد ترامب الى التنديد بـ"الاخبار الكاذبة"، ما كاد التلامذة يطالبون بالتحرك للحد من عمليات اطلاق النار الجماعية حتى بدأت النظريات الجامحة تجول الفضاء الافتراضي لليمين المتطرف.

ويتصدر هذه الحملة موقعا "إنفو وارز" و"ذا غيتوي بَنديت" المعروفان بنقل نظريات زائفة، أبرزها ان اطلاق النار في مدرسة ساندي هوك الابتدائية العام 2012 الذي قتل فيه 26 تلميذا واستاذا ليس سوى خدعة.

وحمل احد الفيديوات المنشورة في موقع "إنفو وارز" عنوان: "تزايد الاثباتات على ان هجوم فلوريدا كذبة هائلة". وهاجم "ذا غيتوي بانديت" جهات "تمسك بالخيوط"، وتحرك التلامذة لدعم برنامج "متشدد ضد السلاح وضد الاميركيين وضد ترامب". وذكر الموقع خصوصا منظمي "مسيرة النساء" التي أبدت دعمها لتظاهرة دعا اليها التلامذة في واشنطن في 24 آذار، للمطالبة بضبط الاسلحة الفردية.

واستهدفت بعض الهجمات الأكثر شراسة ديفيد هوغ، التلميذ الصحافي، وأحد أبرز وجوه الحركة، وايما غونزاليس التي انتقدت ترامب لعلاقاته بـ"الرابطة الوطنية لحملة السلاح" النافذة في كلمة مؤثرة نقلتها التلفزيونات في نهاية الاسبوع.

وقال "إنفو وارز" ان التلميذين تلقنا أقوالهما من شبكة "سي ان ان" التي يهاجمها اليمين الاميركي باستمرار، ويتهمها بالانحياز الى الليبرالية. وفسر ارتياحهما امام الكاميرات كإثبات على انهما من "ممثلي الأزمات" (يلعبون ادوارا في تدريب على سيناريو أزمة)، ويعملان لصالح اليسار المتشدد.


كذلك، استُغل وضع والد هوغ المتقاعد من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) لتغذية نظرية المؤامرة، علما ان ترامب اصطدم بهذه المؤسسة على خلفية تحقيقها في تدخل روسيا في حملة انتخابه رئيسا. 

الثلثاء، شكل تسجيل فيديو على "يوتيوب" يعرض هذه النظرية، المادة الأكثر انتشارا على الموقع اليميني، متجاوزا 200 الف تصفح، قبل إزالته. كذلك، سرت معلومات مشابهة في شبكات التواصل تحت وسوم مغزاها ان الهجوم اكذوبة، مما أثار دعوات فورية الى إغلاق تلك الحسابات. 

مع ذلك، أفاد الناجي الآخر من هجوم باركلاند كاميرون كاسكي، التلميذ الذي اطلق الشعار الجامع للحركة "لئلا تتكرر ابدا"، انه علق حسابه الاربعاء في موقع "الفايسبوك" بعد تلقي تهديدات بالقتل من مناصرين شرسين لرابطة حملة السلاح.


بين المشاركين في التشكيك في تبلور حركة التلامذة، المعلق المحافظ بيل اورايلي الذي طردته شبكة "فوكس" العام الماضي، بعد اتهامه بالتحرش الجنسي. لكنه ما زال يقدم برنامجا على موقعه، ويخاطب 2,6 ملايين متابع على "تويتر". وكتب في موقعه الثلثاء: "الصحافة الوطنية تؤمن بان عملها يقضي بتدمير إدارة ترامب بأي وسيلة. وإن اضطر الاعلام لاستخدام الأطفال لهذا الغرض، فسيستخدم الأطفال". 


وبلغت هذه النظريات الدائرة المقربة من الرئيس الاميركي، مع ابداء نجله دونالد ترامب جونيور "إعجابه" بتغريدتين متصلتين باتهامات "ذا غيتوي بانديت" لهوغ، على ما نقل موقع "ترامب اليرت" الذي يرصد نشاط عائلة الرئيس على موقع "تويتر". 


وفي فلوريدا، طرد النائب الجمهوري شون هاريسون الثلثاء مساعدا كرر اتهامات "ممثلي الازمات" في حسابه على "تويتر". وأكد شعوره "بالانزعاج الشديد" من تلك التعليقات. 


وردا على سؤال عن تلك الاتهامات، اكتفى هوغ باستبعادها لانه "لا يمكن تصديقها". وقال لشبكة "سي ان ان": "لست ممثل ازمات". واضاف: "انا شخص اضطر الى ان يشهد ذلك، وان يواجه معاناته، وما زلت". 

"فايسبوك" والاخبار الزائفة  

بدورها، تابعت شبكة CNBC الاميركية هذا الموضوع من زاوية اخرى، في ضوء ما شهدته الحادثة من تداعيات لاحقة. "الكمية الهائلة والمتنوعة من المحتوى حول اطلاق النار في الثانوية في فلوريدا على الفايسبوك، تظهر مدى الصعوبة التي سيواجهها الموقع لمكافحة الأخبار الزائفة"، على قولها.


اول ملاحظة تسجلها هي ان "ما ترونه على الفايبسوك حول المأساة يتعلق بما تبحثون عنه". بالبحث صباح الخميس عن "اطلاق نار في مدرسة فلوريدا"، يتبين لها 3 انواع من الفيديوات في "الفايسبوك": فيديوات مصدرها شبكات اعلامية وطنية مثل NBC، CBS، FOX ومحطات اعلامية محلية، فيديوات صورها مدونون او مصادر اعلامية اجنبية مثل وكالة شينخوا الصينية.  


انطلاقا من هنا، ينقسم المضمون "5 انواع"، وفقا للشبكة. "فيديوات، بوستات عامة، مقالات، بوستات من مجموعات، الى جانب قسم آخر باسم "ما يقوله الناس". وفي بوستات، "لا يزال عدد من الناس يزعمون ان الطلاب الذين يتكلمون ضد اطلاق النار "ممثلون مأجورون"، بينما يدحض آخرون نظرية المؤامرة".    

كذلك، يتبين ان هناك بوستات "متنافسة" حول موضوع آخر: "بعضهم يقول ان احد الطلاب الناجين يزعم ان شبكة "سي ان ان" اعطته نصا مكتوبا ليقرأه خلال حلقة عن الحادثة بثتها الاربعاء، بينما يقول آخر، من سي ان ان، ان الاتهام ليس صحيحا".

وسجلت الشبكة بوستات "تسوّق لقصة ان الطلاب الذين سمعوا اطلاق النار في البداية لم يهتموا للامر، لانهم كانوا معدين لتدريب". ولاحظت انه "بعد مشاهدة المضمون لـ15 دقيقة، حتى اي محقق مدياني في الشبكة يتمتع بخبرة تزيد عن 20 عاما في مجال اخبار الاعمال، لا يمكنه ان يكون واثقا من وقائع عدة حول اطلاق النار، باستثناء واقع مقتل 17 شخصا".

ورأت ان ما يجعل "فايسبوك" "جذابا للمعلنين هو قدرته على استهداف المشتركين برسائل مصممة خصيصا لحاجاتهم واهتماماتهم وخصائصهم". وخلصت في بحثها الى القول: "مع ذلك، عندما يتم جعل الاخبار التي يتلقاها كل مشترك شخصية عبر مجموعة من المصادر الاخبارية المتنافسة والمتناقضة غالبا، فإن تقديم حقيقة غير زائفة، وفقا لما يأمل فاسيبوك في تحقيقه، قد يكون مستحيلا".

الروس "يستغلون" الحادثة 

من جهته، ابدى موقع "بوليتيفاكت.كوم" الاميركي المتخصص بالتدقيق في الاخبار، اهتماما بكيفية "استغلال المتصيدين الروس" الحادثة على وسائل التواصل الاجتماعي. ولاحظ ان "العديد من الحسابات ذات الصلات الروسية استغلت هذه المأساة لزرع الخلاف وتعميق الانقسامات في أميركا".

ونشر تقريرا في 22 شباط قال فيه ان "الحسابات الآلية والمتصيدين الروس دفعوا نظريات المؤامرة حول الناجين، وضخموا الرسائل المتعلقة بالتعديل الثاني، في محاولة واضحة لتقويض الدعوة الى مكافحة الأسلحة".
ونقل عن جايمي فلاي، وهو باحث بارز في مؤسسة "جيرمان مارشال فاند" البحثية للسياسة الخارجية الاميركية إن "طريقة اللعب الخاصة بالروس هي أساسا تأليب الأميركيين على بعضهم البعض". واضاف: "انها حتى لا تقوم على هوية الحزب، بل على الانقسامات الاجتماعية والثقافية للناس". 

بعد حادثة المدرسة في 14 شباط، "تولى جيش من الحسابات الشخصية والآلية (ذات الصلات الروسية) نشر مضمون ذي صلة على "تويتر"، وفقا لما نقل التقرير عن المؤسسة التي تلاحق النشاط الروسي على
"تويتر"، عارضا اكثر التغريدات او المقالات او المواضيع شعبية التي تم تداولها بهذا الخصوص.   


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم