الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

الغوطة الشرقية تحترق وتحقيق أممي في الغازات

الغوطة الشرقية تحترق وتحقيق أممي في الغازات
الغوطة الشرقية تحترق وتحقيق أممي في الغازات
A+ A-

دعت الأمم المتحدة أمس إلى وقف فوري للنار في سوريا مدة شهر على الأقل لاعتبارات إنسانية، بعدما تحدثت تقارير عن مقتل العشرات في غارات جوية مكثفة استهدفت آخر معقل كبير تسيطر عليه قوات المعارضة قرب دمشق. 

وفي إطار منفصل، أفاد خبراء جرائم الحرب في الأمم المتحدة أمس أنهم يحققون في تقارير عدة عن استخدام قنابل تحوي غاز الكلور المحظور ضد المدنيين في بلدتي سراقب بمحافظة إدلب في شمال غرب البلاد، ودوما في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وتنفي الحكومة السورية استخدام أسلحة كيميائية.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن قصف أمس للغوطة الشرقية أودى بحياة ما لا يقل عن 47 شخصاً، فيما وأوضح المسؤول المحلي في المنطقة خليل عيبور أن القتلى 53.

وأضاف المرصد أن 30 شخصا قتلوا في غارات جوية على الغوطة الشرقية الاثنين.

وصرح رئيس الدفاع المدني في ريف دمشق سراج محمود: "ما في اليوم عندي منطقة آمنة على الإطلاق. هاي نقطة أساسية وركيزة أساسية العالم لا يعرفها... ما في منطقة آمنة". وقال إن هناك أشخاصاً تحت الأنقاض الآن وإن الاستهداف مستمر والمقاتلات تحلق فوق المناطق السكنية.

وأورد المرصد ووسائل الإعلام الرسمية السورية أن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم في قصف المعارضة لدمشق التي تسيطر عليها الحكومة.

وأكد المرصد أن ستة أشخاص على الأقل قتلوا أيضاً في إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، بينهم خمسة في قرية ترملا.

ودعا مبعوثو الأمم المتحدة إلى وقف القتال من أجل ايصال المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والجرحى وحددوا سبع مناطق تبعث على القلق منها عفرين في شمال سوريا التي يهيمن عليها الأكراد وتتعرض لهجوم تركي.

وصرح مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في الأزمة السورية بانوس مومتزيس: "خلال الشهرين الماضيين لم تكن لدينا قافلة واحدة (لتسليم المساعدات). هذا في الواقع أمر مشين".


الغوطة وإدلب

وروى شاهد محلي أن غارات جوية استهدفت بلدات في أنحاء الغوطة الشرقية، منها دوما، حيث انهار مبنى بأكمله.

وقال مبعوثو الأمم المتحدة إن الغوطة الشرقية لم تحصل على أي مساعدات من وكالات الإغاثة منذ تشرين الثاني 2017. وأضافوا في بيان صادر قبل إعلان أحدث أعداد للقتلى أمس: "القتال والقصف الانتقامي من جميع الأطراف يؤثران على المدنيين في هذه المنطقة وفي دمشق مما يتسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى".

وكشفوا أن المدنيين في إدلب يضطرون الى التنقل مرات عدة هرباً من القتال، مشيرين إلى أن قوات المعارضة لا تزال تحاصر قريتين في إدلب تسيطر عليهما القوات الحكومية.

وأصدر رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا باولو بينيرو بياناً جاء فيه أن الحصار المستمر الذي تفرضه القوات الحكومية السورية على الغوطة الشرقية‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬"ينطوي على جرائم دولية تتمثل في القصف دون تمييز والتجويع المتعمد للسكان المدنيين". وقال إن التقارير التي أشارت الى غارات جوية أصابت ما لا يقل عن ثلاثة مستشفيات في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة "تجعل ما يعرف بمناطق خفض التصعيد مثار سخرية".

وأبدت وزارة الخارجية الفرنسية قلقها من تقارير عن استخدام غاز الكلور في سوريا، لكنها أقرت أنه من السابق لأوانه تأكيد ذلك.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في أيار الماضي إن "أي استخدام للأسلحة الكيميائية سيؤدي إلى ردود انتقامية ورد فوري".

وزاد الصراع تعقيداً منذ كانون الثاني عندما شنت تركيا هجوماً كبيراً على "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية في منطقة عفرين.


"الحسابات الأميركية"

وأمس، شدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان انتقاده للدور الأميركي في الحرب السورية. وقال إنه يجب على القوات الأميركية مغادرة مدينة منبج التي تسيطر عليها قوات متحالفة مع "وحدات حماية الشعب" بدعم من الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأبلغ نواباً من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أنه "إذا قالت الولايات المتحدة إنها ترسل 5000 شاحنة و2000 طائرة شحن تحمل أسلحة من أجل قتال داعش فنحن لا نصدق ذلك... يعني هذا أن لديكم حسابات ضد تركيا وإيران وربما روسيا".

ويقيم الجيش التركي بالاتفاق مع إيران وروسيا مواقع مراقبة في أجزاء من محافظتي إدلب وحلب. لكن التوتر بدأ عندما تحركت القوات التركية لإقامة موقع مراقبة جنوب حلب.

وقال الجيش التركي إن جنديا قتل في هجوم بالصواريخ وقذائف الهاون خلال إقامة الموقع الاثنين.

وهذا ثاني هجوم في غضون أسبوع يتعرض له جنود أتراك يحاولون إقامة موقع قرب خط المواجهة بين مقاتلي المعارضة والقوات الموالية للحكومة السورية.

وفي تحذير لأنقرة على ما يبدو، أعلن قيادي في التحالف العسكري المؤيد للرئيس السوري بشار الأسد أن الجيش السوري نشر دفاعات جوية جديدة وصواريخ مضادة للطائرات على الجبهات في محافظتي حلب وإدلب. وقال: "الجيش السوري يستقدم دفاعات جوية جديدة وصواريخ مضادة للطائرات إلى مناطق التماس مع المسلحين في ريفي حلب وإدلب بحيث تغطي المجال الجوي للشمال السوري". ويضم هذا منطقة عفرين حيث تدعم الطائرات التركية العملية البرية التي يشنها الجيش مع فصائل حليفة من "الجيش السوري الحر".

وخلال الاشهر الأخيرة، تعاونت تركيا التي تدعم مقاتلي المعارضة الذين يسعون إلى إطاحة الأسد مع أكبر داعميه الدوليين روسيا وإيران في مسعى لإنهاء الصراع. لكن الدول الثلاث لا تزال تشارك بقوة في القتال والاختلافات العميقة مستمرة في ما بينها.

وحضت إيران الاثنين تركيا على وقف عمليتها في منطقة عفرين بشمال سوريا على الحدود مع إدلب.


استعادة جثة الطيار الروسي

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن استخباراتها نجحت بمساعدة من نظيرتها التركية، في استعادة جثة الطيار الروسي رومان فيليبوف إلى الوطن.

وسيدفن الرائد رومان فيليبوف، الذي سقط في إدلب، في فورونيج غداً، وذلك بناء على طلب والده وعائلته، وفق كل التشريفات العسكرية.

وكان فيليبوف، الذي أسقطت طائرته بصاروخ محمول على الكتف في سماء إدلب السبت الماضي، تمكن من الهبوط بالمظلة في منطقة يسيطر عليها إرهابيون، وبعد إصابته بجروح بالغة خلال اشتباك مع المسلحين، فجّر نفسه بقنبلة يدوية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم