الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كل ما يجب ان نعرفه عن ظاهرة التنمّر في المدارس!

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
كل ما يجب ان نعرفه عن ظاهرة التنمّر في المدارس!
كل ما يجب ان نعرفه عن ظاهرة التنمّر في المدارس!
A+ A-

يواجه عدد من الأطفال ظاهرة التنمر بكل أشكالها النفسية والجسدية. بعضهم سجل موقفه بتسجيلات مصورة تكشف وجعه، فيما استسلم البعض الآخر لوجعه الكبير وقرر وضع حدّ لكل هذا العذاب بإنهاء حياته. أرقام مخيفة ومقلقة لحالات الإنتحار بسبب التنمر لا سيما في الدول الاوروبية والأميركية، لكن كيف يمكن الوقوف في وجه هذا التنمر والأهم كيف يمكن تفادي الوصول الى نهايات مأسوية؟ في هذه السطور كل ما يجب ان تعرفوه عن ظاهرة التنمر.

تُعرّف المعالجة النفسية سمر جرجس التنمر "كشكل من أشكال الإساءة والأذى، موجّه من فرد أو مجموعة نحو فرد او مجموعة تكون أضعف جسدياً او نفسياً. إذاً التنمر عبارة عن سلوك عدواني متكرر ومضايقات يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية او اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية، فتكون الضحية هدفاً او فريسة يستغلها لإشباع ميوله العدوانية.

يظهر التنمر في 3 أنواع لغوي وجسدي وعاطفي وينقسم الى فئتين :

* تنمر مباشر: يتضمن قدراً كبيراً من العدوان الجسدي كالدفع، الصغع، الطعن والضرب...

* تنمر غير مباشر: ابتزاز، تلاعب بالآخر، تهديد وسخرية...

وتشير جرجس الى انه يجب عدم الاستهانة او الاستخفاف بالتنمر غير المباشر لأنه يؤدي الى الانعزال الاجتماعي عند الضحية ويُسبب لها الاكتئاب.

الآثار النفسية التي يُخلفها التنمر  

برأي جرجس "يعاني ضحايا التنمر من مشاكل عاطفية وسلوكية على المدى الطويل. إذ قد يُسبب شعوراً بالوحدة والاكتئاب ويؤدي الى تدني تقدير الذات والعزل الإجتماعي والأسوأ من ذلك يصل الى بعض الأحيان الى الإنتحار.

أما المُتنمر فيستخدم عادة التنمر كأداة لإخفاء العار او القلق او لتعزيز إحترام الذات من طريق إهانة الآخرين، كما يعاني اضطرابات في الشخصية وسرعة الغضب والإدمان على السلوكيات العدوانية وسوء فهم أفعال الآخرين والقلق على الحفاظ على صورة الذات".

التنمر في المدارس

وأكدت المعالجة النفسية انه "قد يكون المتنمرون هم أنفسهم ضحايا سابقين للتنمر. كما يقوم بعض الأطفال بالتنمر لأنهم بقوا معزولين لفترة من الزمن ولديهم رغبة ملحة في الانتماء لكنهم لا يمتلكون المهارات الاجتماعية للحفاظ بالأصدقاء بشكل فعال، فيلجأون الى أساليب الترهيب والعنف التي تصنع لهم هالة وقوة يهابُها الأطفال الآخرين ويمكن ان يكون التنمر ناتجاً من المعلمين والمدرسة بحدّ ذاتها. فالقطاع التربوي يستخدم أحياناً الإساءة والسخرية والعنف بوجه الطلاب، بالإضافة الى النظام المدرسي القاسي الذي يعتمد القمع والقوة".

اقرأ ايضاً : ADHD معاناة لكِ ولطفلك!


كيفية التعامل مع ظاهرة التنمر؟ 

وشددت جرجس "على أهمية التعامل مع هذه الظاهرة بجدية ووعي. ففي النهاية نحن نتحدث عن أطفال ومراهقين ما زالوا في مرحلة بناء شخصية وهوية ذاتية، والاستخفاف بهذه الظاهرة يؤدي بالمتنمر الى شخصية معادية للمجتمع وتقوده الى الإجرام. كما توصل الضحية الى الإنعزال وربما الإنتحار.

لذلك يجب ان يكون التدخل على أصعدة عدة وفق جرجس:

* على صعيد المدرسة: من المهم ان يكون قانون المدرسة عادلاً ومحقاً يأخذ حق الضحية ويُعاقب المتنمر. ويمكن ان تُدخل في برامجها دورات توعية وإنمائية ووقائية...

* على الصعيد العائلي: تضطلع العائلة بدور أساسي ومهم، كلما كان هناك دفء وأمان وتنمية نفسية في العائلة كلما كان الطفل بعيداً من اللجوء الى التنمر.

* على الصعيد النفسي: الضحية والمتنمر يحتاجان الى علاج نفسي حيث يعمل مع الضحية على المواجهة وتعزيز ثقته بنفسه وبناء "انا" قوية. أما بالنسبة الى المتنمر فتساعده في احترام جسد الآخر وعدم التعرض النفسي والمعنوي للآخر وبناء شخصية مسالمة يجد فيها نفسه بعيداً من العنف وانتهاك حقوق الآخر.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم