الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

سائقون يشعرون أنهم "أقوى البشر": 13 ألف شاحنة على الطرق واللبنانيون ضاقوا ذرعاً

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
سائقون يشعرون أنهم "أقوى البشر": 13 ألف شاحنة على الطرق واللبنانيون ضاقوا ذرعاً
سائقون يشعرون أنهم "أقوى البشر": 13 ألف شاحنة على الطرق واللبنانيون ضاقوا ذرعاً
A+ A-

#زحمة_السير الخانقة في #لبنان يزيدها بؤساً مرور الشاحنات الكبيرة على الأوتوسترادات والطرق الدولية والتي لطالما شكّلت أزمة للبنانيين الذي يتنقلون لمسافات طويلة، عبر طريق ضهر البيدر الدولي مثلاً أو أوتوستراد بيروت - جونيه، أو اتوستراد الجنوب.
في لبنان أكثر من 13 ألف شاحنة عمومية ونحو 1800 شاحنة نقل خارجي يتوجب عليها الالتزام بقرار وزارة الداخلية الذي يحدد موعد سيرها على الطرق، مع وجود بعض الاستثناءات. وفي حين تؤكد مصادر قوى الأمن الداخلي أنها تلتزم تطبيق القانون بحق السائقين المخالفين إن لجهة التوقيت أو السرعة لا تزال زحمة الشاحنات وطوابيرها تشكل مصدر شكوى شبه يومية من المواطنين. 


إنها صرخة يطلقها كل من يسلك طرق لبنان في ظل القيادة غير المسؤولة وعدم احترام أصول السير التي تنطلق اساساً من الاخلاق واحترام الآخر. الامر، اذاً، يتطلب عناية خاصة من الاجهزة الامنية لتنظيم العبور عليها.

مواطنون يرفعون الصوت

جو محمد يقصد منطقة البقاع بشكل اسبوعي، ويروي لـ"النهار" معاناته قائلاً "الشاحنات تسير وسط الطريق لا تلتزم بخط اليمين، ويتسابق السائقون على أفضلية المرور مما يشكل خطراً على سلامة المواطنين ويحدث زحمة سير، لا نستطيع تخطيهم ولا الاقتراب منهم كونهم يقودون بطريقة عشوائية وتالياً نحن محكومون بالسير على هواهم".  بدورها تقترح نهى المسمار أن تسير الشاحنات من الساعة 11 مساء لغاية 6 صباحاً، وتضيف "في الصباح تتجمع الشاحنات بانتظار حلول الساعة التاسعة ليُسمَح لهم بالسير الا أن انتظارهم على الطريق العام لا في مواقف مخصصة يعيق بدوره حركة السير".


بهدف تخفيف زحمة السير التي تشكل معاناة يومية للبناني أصدر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قراراً يمنع سير #الشاحنات في محافظتي بيروت وجبل لبنان اعتباراً من الساعة 6:30 مساء حتى الساعة 9:00 صباحاً ومن الساعة 4 بعد الظهر حتى الساعة 8 مساء من يوم الاثنين حتى يوم الجمعة. ويمنع سير الشاحنات اعتباراً من ظهر السبت لغاية منتصف ليل الأحد – الاثنين من كل أسبوع. 

13 الف و500 شاحنة عمومية اضافة الى ألف و800 شاحنة نقل خارجي عليها الالتزام بقرار الداخلية الا أنه عندما يجلس سائق الشاحنة خلف المقود، يشعر بأن قدرته الذاتية أصبحت خارقة، فهو يتحكم بآلة ضخمة شديدة القوة! واللبنانيون ضاقوا ذرعا من "المنافسات المرورية" بين سائقي الشاحنات، لما يشكل ذلك من خطرٍ على أرواح الناس. 

أين دور النقابة وقوى الأمن الداخلي؟


يقول مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار"، "عناصر قوى الأمن تحرص على تحرير ضبط بحق سائقي الشاحنات المخالفين للقانون ان لجهة توقيت السير أم لجهة السرعة"، موضحاً أن "القانون يطبق بالتناسب مع المخالفات سواء بتسطير محضر ضبط او ضبط مع احتجاز الشاحنة بحسب نوع المخالفة، لذلك التدابير والاجراءات ليست ثابتة فهي تتغير تبعا للمخالفات والاوامر الصادرة". ويشير الى أن "حال الطرق في لبنان تمنع في كثير من الاحيان سائقي الشاحنات من الالتزام بالقانون لجهة السير على يمين الطريق بخاصة في حال عدم وجود مسرب خاص لهم". 


أما نقيب أصحاب الشاحنات شفيق القسيس فأكد أن "90 في المئة من سائقي الشاحنات يلتزمون بالتوقيت والسرعة المحددة لهم في قرار وزارة الداخلية، ما عدا من حصلوا على استثناء السير في مختلف الاوقات كالصهاريج، الجبالات، وشاحنات المياه". 


وعن دور النقابة، قال قسيس: "النقابة ترفع الغطاء عن أي سائق مخالف، والشكاوى التي نتلقاها في هذا الاطار تراجعت عن السنوات الماضية". مشيرا الى ضرورة التزام السائق بالسير إلى يمين الطريق. ويضيف قسيس "لا يمكن الاستغناء عن الشاحنات فهم عامل اساسي في الدورة الاقتصادية للبنان لذلك يجب التشديد على أهمية ثقافة سائق الشاحنة وأخلاقه والتأكد من مهارته ومناقبيته وقدرته على التحكم بميوله والسيطرة على أهوائه التي يمكن أن تكون قاتلة عند أقل خلل". 


للمشكلة بعد اجتماعي وآخر أمني

بالنسبة إلى الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة للمشكلة أكثر من بعد، ففي البعد الاجتماعي تواجد الشاحنات على الطرق في مختلف الاوقات يشكل أزمة حقيقة، وعاملاً اضافياً في ازمة السير. ويقول عجاقة لـ "النهار"، "بعضهم يسلك طرقات فرعية غير مخصصة للشاحنات اضافة الى عدم التزام معظمهم بالوقت المحدد لهم في القانون". 


وفي البعد الامني يرى عجاقة أن "السواد الأعظم من السائقين يشعرون وكانهم الأقوى بين البشر، فيقودون بطريقة همجية متهورة، مما يشكل خطرا على حياة الأفراد". والحل برأيه بيد قوى الأمن الداخلي، معتبرا أنها "العنصر الاساسي في ضبطهم والسيطرة على شراستهم في القيادة". 


غياب القانون وحده الذي يبرر هذه الهمجية وانعدام السلامة العامة على طرق لبنان وتحديداً من سائقي الشاحنات، والسؤل الذي يعود الى الواجهة كلما طُرحت قضية السير والطرق "أين قانون السير الجديد ولماذا لم يُطبق"؟

أقرأ أيضا: زحمة السير خلال الأعياد... حلول مرحلية وهذا دورُكَ

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم