الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

العالِم الهيدروجيولوجي سمير زعاطيطي لـ"النهار": لا تبنوا سدوداً للماء في لبنان

المصدر: "النهار"
البروفسور العالم الهيدروليكي سمير زعاطيطي
العالِم الهيدروجيولوجي سمير زعاطيطي لـ"النهار": لا تبنوا سدوداً للماء في لبنان
العالِم الهيدروجيولوجي سمير زعاطيطي لـ"النهار": لا تبنوا سدوداً للماء في لبنان
A+ A-

قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أخيرًا: سنعمل على إنجاز موضوع الغاز الذي بات ناضجًا تقريبًا وموضوع الكهرباء والسدود وغيرها من المشاريع التي كنا نعمل عليها، لكن المهم هو أن يعرف الجميع ما هي مصلحة لبنان. 

من بعد إذنك دولة الرئيس.

يقول العلم إن ليس من مصلحة لبنان ومواطنيه بناء مزيد من السدود، و"الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه" لا ترتكز على المعطيات الجيولوجية الخاصة بلبنان وبتوزع ثروته المائية بين سطحية وجوفية.

لم توصِ البعثة الجيولوجية الفرنسية التي استكشفت الطبيعة الجيولوجية للبنان بين العامين 1938 و1955 بالتخزين السطحي بواسطة السدود، وكذلك كتابات العالم اللبناني الراحل إبرهيم عبد العال وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي

"الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه"

السياسة المائية المتبعة هي فقط تنفيذ لائحة السدود

احتسبت دراسات خبراء الأمم المتحدة المعدل السنوي الوسطي لحجم المياه الجوفية في جبالنا ومرتفعاتنا الصخرية الكربوناتية المشققة والذائبة بمياه الأمطار في حدود ثلاثة مليارات متر مكعب من المياه الجوفية الجديدة والمتجددة سنويًا بمياه الأمطار والثلوج، أي تقريبًا ثلاثة أضعاف المياه السطحية من ينابيع وأنهار تبلغ 1.3 مليار متر مكعب سنويًا.

فكيف يُعقل وضع استراتيجية بمعزل عن حقيقة الثروة المائية، ومعاكِسة تمامًا لكل توصيات العلماء الأجانب وبعض العلماء اللبنانيين؟

في نظرة إلى الواقع، فإن كل السدود تُبنى في بلدنا لحجز سواقٍ أو مجارٍ مائية على سطح صخور كربوناتية ذات نفاذية عالية تسمح بتسريب المياه السطحية عبر الكسور والشقوق والمغاور وفراغات التذويب.

نموذج لسطح الصخور الكلسية المشققة والمتفسخة والمتكسرة للعالم الفرنسي A. Mangin 1970

معروف عالميًا أن من الصعب جدًا والمكلف وغير المجدي استثماريًا، بناء سدود في حال وجود مخازن صخرية حاوية لمياه جوفية متجددة سنويًا.

وفشلت ثلاثة سدود حتى الآن في تجميع المياه (بريصا في سير الضنية – القيسماني فوق حمانا – بلعة قرب تنورين) لأن قواعدها الإسمنتية المرتكزة على صخور كربوناتية مليئة بالفراغات والشقوق، لا يمكن عمليًا أن تشكل عازلًا يحول دون إتمام العملية الطبيعية المتمثلة بتسرب المياه إلى العمق الصخري تحت القواعد.

وهناك ثلاثة سدود أخرى قيد الإنشاء، هي سد المسيلحة في البترون، وسد بقعاتة كنعان في المتن الأعلى، وسد جنة على نهر إبرهيم. وأثبت الكشف الجيولوجي على المواقع وجود فوالق وكسور أرضية كبيرة وفراغات في الصخور.

السد قيد الإنشاء في بقعاتة كنعان

دولة الرئيس،

الجنوب كله يشرب المياه الجوفية ويستخدمها – صور صيدا النبطية مرجعيون والخيام وكل القرى الحدودية النائية ومعها القوات الدولية الموقتة العاملة في لبنان (يونيفيل).

إن استثمار المياه الجوفية هو ما ينصح به أساتذتنا الأوروبيون عامة والفرنسيون خاصة. حتى الأميركيون تخلوا عن سياسة السدود ولجأوا إلى المخازن الصخرية للمياه.

مدن وعواصم أوروبية كبيرة تستثمر في المياه الجوفية المتجددة، ودمرت السدود التي بنتها في ستينات القرن الماضي للتكلفة العالية لاستمرارها ولقلة إنتاجيتها من كهرباء ومياه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم