الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

بالفيديو والصور: بعد سنوات من الصور المشوشة... نظارات إلكترونية تتيح الرؤية لـ15 حالة لبنانية!

ليلي جرجس
ليلي جرجس
بالفيديو والصور: بعد سنوات من الصور المشوشة... نظارات إلكترونية تتيح الرؤية لـ15 حالة لبنانية!
بالفيديو والصور: بعد سنوات من الصور المشوشة... نظارات إلكترونية تتيح الرؤية لـ15 حالة لبنانية!
A+ A-

تعاني ليال (35 سنة) مشكلة خلقية في القرنية ويستحيل إجراء عملية جراحية لها لتحسين نظرها. هي لا ترى سوى 5%، نسبة ضئيلة تتمسك بها بشدّة للاستمرار في حياتها وعملها وحياتها العائلية. صور مشوشة، هذا ما يمكن ان تشاهده بعينيها، متصالحة مع وضعها الصحي كل تلك السنوات، لكنها اليوم تشعر ان هذا النقص والاختلاف يقفان عائقاً امام عائلتها لا سيما مع اولادها. لقد تخطت الصعوبات سابقاً، اجتازت المدرسة والجامعة وقررت الخوض في مهنة حرّة بسبب مشكلة نظرها. 

شاركتنا ليال قصتها مع عينيها بالقول "أعاني مشكلة خلقية في القرنية ولا يمكن اجراء اي عملية جراحية لتحسين البصر. ارى فقط 5% وبطريقة مشوشة، الصورة ليست واضحة بتاتاً. صحيح انني ارتدي نظارات لمساعدتي في تحسين الرؤية. لكن عندما قصدتُ الطبيب لمعاينتي أطلعني على وجود نظارات إلكترونية قد تفيدني في حالتي، قررت أن اختبرها بنفسي وارى نتائجها على وضعي الصحي. وعندما ارتديتها وصلتُ الى نسبة 10/10 في قراءة ورؤية الأشياء".

لا يمكن لليال ان ترى على نطاق واسع من خلال هذه النظارات بل فقط على نطاق محدود. هي قادرة على رؤية الشيء الذي تنظر اليه، وجهة نظر واحدة. (اي ضمن كادر محصور). وتضيف "لا يمكن ان اصف لك سعادتي، انا اليوم أرى بهذا الوضوح وبدرجة 10/10. مشكلتي اليومية التي اواجهها في حياتي قابلة للحل، شعور لا يوصف. انا على مقربة من رؤية الأشياء كالآخرين وكأن عيوني اصبحت كعيونهم. فبعدما تخطيت كل الصعوبات في السنوات الماضية، وجدتُ نفسي مع اولادي اعيش مشكلتي من جديد. صحيح اني متعايشة معها وكبرت معها لكن عندما تزوجت واصبح لدي اولاد، شعرتُ ان هذا الاختلاف بدأ يُعيقني، حتى في وظيفتي اخترت ان اسلك طريق المهنة الحرة بسبب ضعف نظري". وتشير الى ان "هذه النظارات ستشكّل نقلة نوعية للأشخاص الذين يعانون ضعف نظر حاداً وستساعدهم في تلبية حاجاتهم وتحسين نظرهم بطريقة جيدة وملموسة".

هكذا بدأ كل شيء، فبعد الإعلان عن طرح نظارات إلكترونية للمصابين بضعف النظر الحاد او المصابين بدرجة العمى القانوني (legally blind) أصبح الحلم حقيقة واصبح النظر واقعاً ملموساً بعدما كان مرتبطاً بعالم الواقع الافتراضي. هذه النقلة النوعية في عالم الطب والتكنولوجيا حطّت رحالها في لبنان، 18 حالة اختبرت هذا الإنجاز الطبي، مشاعرٌ لا توصف ونتائج مذهلة والرؤية باتت في متناول من هم بحاجة اليها. حدث يستوجب التوقف عنده. 


النسخة الجديدة من نظارات 3 eSight هي الجيل الثالث من النظارات الإلكترونية التي تنتجها شركة eSight الكندية، من ناحية شكلها ووزنها ومميزاتها. التواصل مع الخارج أتاح تحقيق حلم الرؤية في لبنان أيضاً مع اختصاصيي بصرّيات لبنانيين. نجحت هذه النظارات في إحراز أكثر من هدف في مرمى الإنسانية والطب، نتائج مذهلة بدأت تسجل في سجلات المعنيين والآتي أعظم. 

أكد اختصاصي قياس النظر كريم حمدان في حديثه لـ "النهار"، إنه "يهمنا ان نوضح للناس ان هذه النظارات موجهة للمصابين بضعف النظر الحاد او المصابين بدرجة العمى القانوني وليس الى المكفوفين كلياً الذين لا يستفيدون من هذا الجهاز على الإطلاق بسبب تضرر الشبكة عندهم. تساعد هذه النظارات في استعادة الرؤية والتمتع بحياة طبيعية والتنقل والقيام بالأنشطة اليومية من دون مساعدة أحد، وتختلف نتائجها على الأشخاص باختلاف حالات ضعف النظر ودرجاتها". ويتابع "ان السبب الأساسي لابتكار النظارات eSight 3 انطلاقاً من eSight 1 - 2 يعود الى وجود مشاكل بصرية عند اشقاء المخترع ولم ينجح اي جهاز في مساعدتهم على الرؤية بشكل جيد، ما دفعه الى تطوير جهاز eSight 3 الذي اتاح لهما البصر بشكل افضل".

نتائج مذهلة وواعدة  

أشهر من التواصل بين المعنيين في لبنان وبين الوكلاء في فرنسا، ليتمّ من بعدها تسليم 4 عينات من النظارات الإلكترونية لاختبارها على المرضى ومتابعة نتائجها وتسويقها في لبنان. وأشار حمدان الى انه "بدأ العمل أولاً مع الحالات الصعبة التي كنا نتابعها سابقاً وقد التمسنا حقيقة نتائج جيدة ومرضية مع بعض الأشخاص ونتائج مغايرة لتوقعاتنا مع أشخاص آخرين. وهكذا انطلقنا في مشوار التواصل والتنسيق مع باقي المراكز والجمعيات والأطباء التي تُعنى بهذه الحالات، لاختبار فاعلية هذه النظارات على المرضى على أرض الواقع مستندين الى ملفاتهم وحالاتهم الطبية".

20 حالة اختبرت النظارات الإلكترونية، وجاءت النتيجة وفق حمدان الذي قسمها بحسب الفئة العمرية:

- من12-14 سنة: شخصان استفادا جيداً من هذه النظارات  

- من 20-40 سنة : حالة واحدة لم تستفد إطلاقاً من هذه النظارات

                          5 حالات استفادت جيداً منها

- فوق 65 سنة : 3 حالات لم تستفد اطلاقاً

                      1 استفادت جزئياً منها

                      8 اشخاص استفادوا جيداً منها

وتجدر الإشارة الى اننا لا نٌعيد البصر الى الشخص، وانما نشغّل نظرهم ونحسّنه. فمثلاً بعد ان كان المريض يرى بنسبة 2/10 يصل بفضل هذه النظارات الى 8/10.

من هم الأشخاص المستفيدون؟ 

برأي اختصاصي قياس النظر انه "ما إن يضع المريض هذه النظارات الإلكترونية على عيونه حتى يتمكن من الرؤية، العملية لن تستغرق إلا دقائق معدودة حتى يتمكن من مشاهدة الصور. إذ يتميز هذا الجهاز بتقديم صورة واضحة بالرغم من تكبيرها او تصغيرها، فهي لن تخسر من نقاوتها او وضوحها. يسمح تصميم النظارة بالتركيز تلقائياً والانتقال من النظر إلى الأشياء الموجودة ضمن الرؤية القصيرة و المتوسطة وصولاً إلى الرؤية البعيدة المدى". ويوضح أن "دائرة الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا من التقنية الجديدة تضمّ المصابين باعتلال البقعة (Maculopathy) واعتلال الشبكية السكري (Diabetic Retinopathy) والتهاب الشبكية الصباغي ((Retinitis Pigmentosa ) والضمور الشبكي (Cone-Rod Dystrophy) وعمى ليبر الخلقي الوراثي (Leber’s Disease) وما يعرف بـ "الماء الأسود" (Glaucoma) والمهق العيني (Ocular Albinism) والرارة أو تذبذب المقلتين السريع اللإرادي (Nystagmus).

اما بالنسبة الى كلفة هذه النظارات فهي تبلغ نحو 14500 دولار ، ونعمل على التعاون مع اكثر من مصرف وجمعية لتسهيل إمكان شرائها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم