الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ثنائيات قاتلة تلاحقنا كاللعنة

غسان صليبي
ثنائيات قاتلة تلاحقنا كاللعنة
ثنائيات قاتلة تلاحقنا كاللعنة
A+ A-

مجددا، 

يجري الاستعداد لتجييشنا،

مع هذا المحور أو ذاك،

ضد هذا المحور أو ذاك .


البارحة، كان السؤال:

انتداب عربي أم فرنسي؟


اليوم، أصبح السؤال:

امبريالية أميركية أم روسية؟


البارحة، كان السؤال:

احتلال إسرائيلي أم سوري؟


اليوم، أصبح السؤال:

هيمنة ايرانية أم سعودية؟


ثنائيات قاتلة

تلاحقنا كاللعنة

منذ ولادتنا في هذا البلد،

تحتل عقولنا وقلوبنا،

قبل ان تستبيح أرضنا،

وسماءنا!


القوى المسيطرة

في الداخل،

يمينا ويسارا،

احزاب مذاهب،

أو عقائد،

ومنذ نشأة الكيان،

استتبعت نفسها،

لهذه الثنائيات،

واختصرت خياراتنا،

بهذه اللعنة أو تلك،

من طريق الضغط علينا،

 بالمال،

والعنف،

والمؤسسات،

الدستورية وغير الدستورية،

والضجيج الضجيج،

الإعلامي والإيديولوجي!


لطالما حاصرونا،

في إطار هذه الثنائيات،

التي لم تجلب لنا

الا الموت والدمار،

والهجرة.


وهم منذ عقدين واكثر،

و"الشر لقدام"،

قد اختاروا لنا،

أسيادهم وأولياء أمورهم،

القدامى، المتجددين.


وها هم اليوم،

يدعوننا مجددا،

الى التصفيق،

والزعيق،

لأحدهما،

في لعبة،

عودتنا التجربة،

أن يكون بلدنا ونحن،

أول ضحاياها!


يا أيها الملتحقون،

بهذا المحور الأصولي،

أو ذاك،

تذكروا ولو حياء،

انكم،

ابناء وطن،

واحد،

ولديكم دستور،

يحترم حقوق الانسان،

وحرية المعتقد،

والقيم الديموقراطية،

وجميعها لا تُحترَم،

من المحورين

الاصوليين .


أيّ نموذج، سياسي وإنساني،

هو هذا، الذي تلتحقون به؟


أيّ مثال يقتدى به هو هذا الذي تقدمونه،

لأجيالنا الطالعة، القلقة والضائعة؟


أي حلول يمكنه أن يقدم،

هذا النموذج القبيح،

لانقسامنا الوطني واقتصادنا المنهار،

لمعيشتنا المهددة وحرياتنا المنتهكة؟


لا، لن أختار،

كما لم أختر في السابق،

بين نظامين،

يمعسان تحت الأقدام،

قيم الحرية والمساواة،

والعدالة الاجتماعية!

ولا يهمني،

على الاطلاق،

باسم أي قضية،

يجري هذا المعس،

فبئس قضاياهم،

التي تفوح منها،

رائحة موت شعوبهم!

نعم،

يا أمراء الحرب،

المستقوين على شعبكم،

والجاعلين منه رهينة،

بيد أسيادكم الاقليميين،

سأبقى خارج تاريخكم المخزي،

ولن أتحمس وأشارك في معارككم،

حتى لو بقيت دهرا،

هامشيا، معارضا،

او ربما مختبئا،

ولكن،

متصالحا،

مع نفسي،

ومع انسانيتي،

ومع دستوري،

تحت وابل،

صواريخكم،

الفعلية،

أو الصوتية .


كما في السابق،

لن أكون،

مع هذا الانتداب

وضد هذا الانتداب،

مع هذا الاحتلال

 وضد هذا الاحتلال،

مع هذه الإمبريالية

وضد هذه الإمبريالية،

مع هذه الهيمنة

 وضد هذه الهيمنة،

بل سأبقى،

ضد كل انتداب

وكل احتلال

وكل هيمنة

وكل امبريالية .


ولن أقاوم هيمنة محور،

بالاستتباع لمحور آخر،

بل بمواجهة المحور المهيمن،

أو الذي يمكن أن يهيمن،

ليس لأنه شيعي أو سني،

إيراني أو عربي،

أوروبي، أميركي أو روسي،

بل لأنه مهيمن فحسب،

يفرض قيمه وقوانينه وقراراته،

بوسائل غير دستورية،

غير ديموقراطية،

بالعنف أحيانا،

وبالتهديد أحيانا أخرى .


ولن أضيع وقتي،

وأستنزف عقلي وقلبي،

للتبرير أو للدعوة،

بل سأبقى مخلصا،

للقضايا التي أؤمن بها،

حقوق الانسان وحرياته،

المساواة بين الجنسين،

السلم الاهلي واحترام الآخر،

الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية .


هذه هي محاوري النضالية،

وتلك محاوركم القتالية العدائية،

يا أمراء الحرب،

ومحاوري بطبيعتها،

هي ضدكم،

وضد محاوركم،

التي تعتاشون منها،

على حساب،

معيشة شعبكم وأمنه،

ومستقبل أولاده .


لن نرتاح من محاوركم،

الا حين نعلي شأن قضايانا نحن،

في الحرية والمساواة والعيش الكريم،

ونناضل من أجلها،

فعندها وعندها فقط،

نضرب عرض الحائط،

الاسس الواهية،

التي تقوم عليها،

زعامتكم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم