السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

رسالة سلام من المبنى المَسكون بلحن الموت!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
رسالة سلام من المبنى المَسكون بلحن الموت!
رسالة سلام من المبنى المَسكون بلحن الموت!
A+ A-

عندما عَلمت أن المبنى العائد من مكانٍ ما في التاريخ قد أعيد تَرميمه، فهمت تلقائيّاً أنها وجدت الفُسحة التي ستستقبل (ولم لا تَحضُن) إبداعاتها الفنيّة التي شرعت في العمل عليها قبل 5 أعوام. لا يُمكن أن يكون المعرض – الحُلُم إلا في هذا المبنى الأصفر المَسكون بأحاديث الَحرب الدامية، والذي "مزّقت" أصوات القَنابِل، كتاب أحلامه "المَفقودة". 

هُناك، حيث طيف الذكريات وما تبقّى من هَمهمات الألم، وحيث النظرة الجانبيّة تُلقي بظلال عتابها على النسيان والإهمال، لا بدّ من أن تتحوّل صور المَجازِر الشاهِدة على قتل الروح قبل الجَسَد، شُعاعاً ساكِناً مَصنوعاً من الأمل.

وهذا المساء سينطلق المَعرض الذي أرادته تحيّة سلام ومحبّة، من المبنى الذي كان منزلاً لعشرات القنّاصة والميليشيات وكان قائماً "عَ خطّ التماس"، أو ما يُعرف بالخط الأخضر الذي قَسم العاصمة المفطورة على النزاعات والانتصارات في آن، إلى قسمين: "شرقيّة وغربيّة"، وذلك خلال الحرب الأهليّة التي ما زال البعض عالقاً في أروقتها.

في السادسة والنصف تحديداً، تفتتح الفنانة وأستاذة اليوغا الشابة، زينة الخليل، معرض "الكارثة المقدّسة : شفاء لبنان" في "بيت بيروت"، ليستمر 40 يوماً تتخلّله المحاضرات والحفلات الموسيقيّة والقراءات الشعريّة وأعمال الفيديو وورشات العمل التي تُناشد السلام والفن، إضافة إلى الأعمال الفنيّة وتجهيز ضخم يُلقي تحيّة إجلال لأكثر من 17000 ما زالوا مفقودين "من هيديك الأيام". 

في هذا المبنى الذي دمغته بقايا الحرب وعزفت في أرجاء طبقاته الأربع لحن جنونها ونزواتها، ستنقل زينة الخليل إلى "زائر الماضي"، إيمانها بأن الفن والثقافة يُمكن أن يكون لهما وقعهما الكبير على المُجتمع، كما تأمل أن تَخلق خلال 40 يوماً منصّة للمُصالحة الاجتماعيّة.

تقول لـ "النهار"، "لم يفتح بيت بيروت أبوابه رسميّاً بعد. هو المعرض الرئيسي الأول في المكان الذي أؤمن بشدّة بأن لا بدّ من أن نتقاسمه مع الجمهور. هدفي من المعرض – الحُلم تحويل بيروت إلى مدينة النور".

هذه الشابة تُقيم عشرات مراسم الشفاء أو ما يُعرف بالـ Healing Ceremonies في مُختلف المناطق اللبنانيّة منذ ما يُقارب الـ5 أعوام، وسيتمكّن زائر المعرض من أن يقف وجهاً لوجه مع الطقوس التي تنطوي عليها هذه المراسم، ليفهمها أكثر وليتعرّف إلى معانيها وما المقصود منها. 

تشرح الخليل قائلة، "أعمل (أو لأكون أكثر دقةً، أقوم بمراسم الشفاء هذه) في مواقِع مُحدّدة عانت بشكل أو بآخر من تجارب عنيفة، أذكر منها على سبيل المثال المجازر أو التعذيب المُتكرّر للناس. وزرتُ حتى الساعة أماكن مماثلة عدة في لبنان، أذكر منها منزل العائلة في حاصبيا الذي كان مُحتلاً من الجيش الإسرائيلي لأكثر من 20 عاماً واستعمل كسجن عسكريّ، وأيضاً مُعتقل الخيام ومنازل مهجورة في سوق الغرب مُسيّجة بطيف الحرب".

هل من المُمكن تحويل أرض "ضربتها الحرب كالطاعون" و"عانقها" العُنف بإصرار العاشِق إلى مساحة موحّدة مصنوعة من الحُب والنور؟

إلى "بيت بيروت" لنعرف الإجابة عن هذا السؤال "الوجوديّ"!

                                          [email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم