الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الدامور منتجعاً سياحياً للنفايات والمياه الملوّثة

المصدر: "النهار"
نجيب طانيوس عون
الدامور منتجعاً سياحياً للنفايات والمياه الملوّثة
الدامور منتجعاً سياحياً للنفايات والمياه الملوّثة
A+ A-

هل يكون مصير #الدامور شبيهاً بمصير الناعمة، بحيث تتحول منتجعاً موصوفاً لمطمر مماثل للمطمر الذي جعل البلدة "الناعمة" أرضاً غير صالحة للحياة الطبيعية والبشرية؟  

سبب التساؤل ليس اعتباطياً. إنه ناجم عما يجري منذ سنة ونصف سنة تقريباً على ضفاف نهر الدامور وفي براح النهر، حيث تُرمى النفايات بصورة يومية، وتُحرَق، من دون أن يلقى هذا المشهد الكارثي البيئي الصحي أي اعتراض من المسؤولين المحليين، ولا من أي مسؤول آخر، وعلى كل المستويات. فهل يجوز أن تصبح الدامور التي اشتهرت بكونها سهلاً أخضر موّاجاً بالعطاء، أرضاً يباباً، تيمناً بالقصيدة المشهورة التي تحمل هذا العنوان، وأن يصبح نهرها مقبرةً يُدفَن فيها كل شيء حيّ؟!

هذا ما يجري حقاً هناك، بالوقائع والوثائق والبراهين والصور والفيديو. لم تنفع كل الاستغاثات وكل الاعتراضات المتكررة التي أبداها ولا يزال يبديها الداموريون المتضررون. فالمكبّ العشوائي ينعم بالنموّ اليومي الهانئ، وبالحركة المزدهرة، منتهكاً أبسط مقوّمات المصلحة البلدية العامة، فضلاً عن أخطاره المباشرة التي تترتب على الأهالي والبيئتين البرية والنهرية - البحرية. 

يؤكد الاهالي أن النفايات أحرِقت للمرة الأولى في 28/2/2017، ثم أحرقت للمرة الثانية في 6/7/2017، لأن أحداً لم يهب إلى نجدتهم بهدف إيجاد حل صحي وبيئي خلاّق يمنع خطر انتشار الأوبئة والأمراض. هم يعرفون تماماً أن الحرق يفاقم المشكلة ولا يحلّها، لكنهم لم يعد في إمكانهم أن يتحملوا الروائح التي تزكم الأنوف والرئات وقد تجعل المنطقة بؤرة للسرطانات والأمراض الخطيرة الأخرى.


لم يسكت الأهالي، بل عمدوا إلى خلق خلية من المجتمع المدني للمطالبة بإلغاء المكبّ، ووضعوا النائب والبلدية أمام مهلة زمنية لإيجاد حل، وفي حال تعثر التوصل إلى حل يصعّدون تحركهم. وهذا ما حصل، إذ عمدوا إلى طلب ترخيص لتنظيم وقفة شعبية تضامنية تعبيراً عن رفض المكب، ليفاجأوا برفض المحافظ من جهة، وبرئيس البلدية ينظّم من جهته وقفة تضامنية في الموعد والمكان نفسيهما، في 14/7/2017، وكأنه يريد أن يغسل يديه من دم المكب ونفاياته، وأن يجيّر التحرّك لصالحه. 


السؤال: إذا كان الأهالي يتحرّكون ضدّ المكبّ، فإن رئيس البلدية يتحرك ضدّ ماذا وضدّ مَن، يا ترى؟!

للعلم والخبر، فإن النفايات لا تزال حتى تاريخ كتابة هذا التقرير، تُرمى على ضفة النهر، وفي الليل يأتي مَن يطمرها، ويمزجها بالردم، لتُنقَل في كميونات لا أحد يعلم إلى أين.

الداموريون المتضررون يطرحون السؤال الآتي: ماذا يعني عدم احترام إرادة الأهالي بإلغاء المكبّ؟ وما يعني هذا العمل في حلكة الليل، وتحت ستار الخفاء؟!

لكن المأساة لا تتوقف عند هذا الحد، إذ ثمة مشكلة صحية خطيرة تتمثل في تلوث ماء النهر والبحر من جراء المجارير والمياه المبتذلة التي تُرمى من المشاريع السياحية. وثمة تقارير مخبرية تؤكد صحة هذه الصرخة.

فمن ينقد الدامور من المكبّ، ومن يطهر مياهها من التلوث؟

(عضو الحراك المدني الداموري).

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم