الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نار الجرود غطّت على السلسلة... هل تحسم معركة القلمون سريعاً؟

المصدر: "النهار"
نار الجرود غطّت على السلسلة... هل تحسم معركة القلمون سريعاً؟
نار الجرود غطّت على السلسلة... هل تحسم معركة القلمون سريعاً؟
A+ A-

تقدّمت معركة #جرود_عرسال والقلمون على كلّ الملفّات. انشغل اللبنانيون بتفاصيل المعركة التي يخوضها "حزب الله" لإخراج مسلّحي "النصرة" من المنطقة التي سيطروا عليها لأعوام، فيما لم تبدأ عملياً المعركة مع مسلّحي "داعش" مباشرة الذين يسيطرون على منطقة موازية قبالة رأس بعلبك والقاع، امتداداً نحو القلمون. بدأ الحزب معركته مدعوماً بغارات جويّة للطائرات السورية، واستنفار وإجراءات أمنيّة مشدّدة للجيش على تخوم عرسال، وتغطية سياسية لبنانية واضحة. غابت الملفّات الأخرى، فانطفأت نار سلسلة الرتب والرواتب وضرائبها وتراجع الاهتمام بها برغم التحذيرات التي برزت من القطاعات الاقتصادية والنقابية لإعادة ضبط موضوع الضرائب، وما ستحمله من غلاء للأسعار وزيادة أقساط المدارس. 

اقرأ أيضاً: ما مصير النازحين في مخيّمات جرود عرسال؟

لم يعد الحديث عن السلسلة أولوية، لتتقدم معركة الجرود التي انطلقت ولا تزال في بداياتها، على الرغم من شراسة المواجهات وعمليات التقدم لمقاتلي #حزب_الله، حيث أشارت المعلومات إلى سيطرة قوّاته من النخبة على بعض النقاط، خصوصاً منطقة الرهوة في الجرود، التي سقطت عسكرياً عند بداية الهجوم باعتبارها تحت خط النار، إضافة إلى السيطرة على موقع ضهرة الهوة، ما ينذر بمواجهات مباشرة في عمق المنطقة الممتدة باتجاه جرود القلمون، حيث يتحصّن مقاتلو التنظيمات الإسلامية المسلّحة الذين حصّنوا مواقعهم خلال 3 سنوات من سيطرتهم على هذه الأراضي.

ومهما تكن المعطيات المتوفرة من أرض المعركة، فإنه لا أحد يستطيع أن يعرف مدى التقدّم الذي أحرزه "حزب الله" في المنطقة، باستثناء ما يبثّه الإعلام الحربي للحزب وما ينقله عن أجواء المعركة وسخونتها. لكن الأكيد أنّ المعارك كانت طاحنة، وهو ما يعكسه عدد شباب الحزب الذين سقطوا حتى الآن في المعركة، إذ جرى الحديث عن 5 من المقاتلين وعشرات الجرحى، فيما لم تحصَ أعداد القتلى من مسلحي "النصرة" و #داعش برغم المعلومات التي تشير إلى قتل العديد منهم. وتلفت مصادر سياسية مواكبة للمعركة، إلى أنّ انطلاقتها بدأت من الداخل السوري أي فليطة، ومن الحدود الشرقية، ما يعني تحييد عرسال البلدة التي يتولاها الجيش البعيد من الانخراط الميداني المباشر في المعركة، الذي اكتفى بتشديد إجراءاته للفصل بين بلدة عرسال والمنطقة الجرديّة، وسدّ المنافذ على المسلّحين القابعين فيها ومنع تسلّلهم إلى الداخل هرباً من نار المعركة.

اقرأ أيضاً: 3000 مقاتل من "حزب الله" في معركة عرسال... الحسم لن يكون قبل أسبوع؟

انطلقت المعركة مع بدء "حزب الله" والجيش السوري هجوماً على تجمّعات ونقاط انتشار المسلّحين في مرتفعات "الضليل" و"تلة الكرة" و"تلة العلم" في جرود فليطة في القلمون الغربي، إضافة إلى تجمّعات ونقاط انتشار وتحصينات مواقع "النصرة" في "ضهر الهوى" وموقع "القنزح" ومرتفعات "عقاب" ووادي "الخيل" (حيث يتمركز أبو مالك التلّي) و"شعبة النحلة" في جرود عرسال. واستطاع الحزب السيطرة على مساحات واسعة من الجرود، نهاراً، كان يشغلها المسلّحون من أصل 400 كيلومتر مربع تمتدّ من الكسّارات حتى جرود رأس بعلبك - القاع. لكنّ المصادر تفيد بأنّ التجمعات الأساسية للمسلّحين انتقلت إلى داخل جرود القلمون، حيث التحصينات والمغاور، مشيرة إلى أنّ المعركة قد تمتدّ طويلاً ما لم يتحقق تقدّم سريع لمقاتلي الحزب والقوات السورية إلى عمق القلمون، أو التوصّل إلى تسوية تقضي بفتح ممرات لخروج المسلحين إلى مناطق أخرى، وهي جزء من مفاوضات غير مباشرة مستمرة، بالرغم من ضراوة القتال.

اقرأ أيضاً: معركة الجرود: ما مداها الزمني وأي مشهد سيفرض نفسه في الداخل بعدها؟

سياسياً، بدا أنّ التغطية واضحة، فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون تابع التطوّرات الأمنية على الحدود اللبنانية - السورية، وتلقى تقارير من الأجهزة الأمنية المعنيّة عن المستجدّات، والإجراءات التي اتخذتها قيادة الجيش لمنع تسلّل المسلحين عبرها، فيما واكب وزير الداخلية والبلديات نهاد #المشنوق الوضع في جرود عرسال وتفاعلاتها في الداخل والتدابير الواجب اتخاذها لحماية المدنيين وسبل مكافحة شحن النفوس على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائله، خلال ترؤسه اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن المركزي بحث، وفق بيان، في مواضيع بقيت طيّ الكتمان وأبقى جلساته مفتوحة لمتابعة التطورات. فيما أشارت المصادر إلى مخاوف كبيرة من الاستنزاف إذا طال أمد المعركة، وفشلت المفاوضات لإخراج زعيم "النصرة" في الجرود أبو مالك التلّي ومسلّحيه، فيما لم يحدّد "حزب الله" مدى المعركة، وخصوصاً أنّ استمرارها لمدة طويلة قد يعيد خلط الأوراق، إلى التأثير على وضع عرسال نفسه، وهي التي تقف اليوم إلى جانب الجيش اللبناني وفق تأكيد رئيس بلديتها باسل الحجيري.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم