الإرهاب الدامي ضرب بطرسبرج على مسامع بوتين

قتل 14 شخصاً وأصيب عشرات آخرون بجروح أمس بانفجار في مترو مدينة بطرسبرج الروسية، وأعلنت السلطات أنها فتحت تحقيقاً في "عمل ارهابي".

وقالت لجنة التحقيق الروسية في بيان: "فتح تحقيق في +عمل ارهابي+"، موضحة ان المحققين سيبحثون في "كل الفرضيات الاخرى المحتملة".
وعلّق الرئيس فلاديمير بوتين بأنه "لا نزال ندرس بالتأكيد كل الاحتمالات، العرضي والاجرامي، وقبل كل شيء العمل ذا الطابع الارهابي".
وكان الرئيس في بطرسبرج للمشاركة في اجتماع مع صحافيين روس، وقدم "تعازيه" الى ذوي الضحايا.
وفي كلمة تلفزيونية مقتضبة قبيل لقائه الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو، قال بوتين: "سنبدأ ويا للأسف لقاءنا مع هذا الحادث المأسوي. اسبابه لم تعرف بعد ومن المبكر الحديث عنها، والتحقيق سيحددها".
وأعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الارهاب العثور على قنبلة يدوية الصنع في احدى محطات المترو في المدينة بعيد الانفجار. وقالت انه "في محطة المترو + بلوشتشاد ريفولوتسي+ عثر على قنبلة يدوية الصنع وتم تفكيكها في الوقت المناسب".
وهرعت سيارات خدمات الطوارئ الى مكان الحادث في محطة مترو المعهد التكنولوجي، وهي مركز رئيسي.
وصرح الناطق باسم حاكم بطرسبرج أندريه كيبيتوف: "لا نعرف العدد الدقيق للقتلى، الا انه نحو 14 شخصاً". وأضاف ان نحو 50 شخصاً اصيبوا بجروح، وان اثنين منهم يخضعان لجراحة طارئة.
وأبلغ الناطق باسم لجنة مكافحة الارهاب قناة "روسيا-24" أندري بريزدومسكي ان الانفجار حصل الساعة 14,40 (11,40 بتوقيت غرينيتش).
ووصل محققون الى المكان لتحديد اسباب الانفجار، استناداً الى بيان اصدرته النيابة العامة في المدينة.
وتسبب الانفجار بمشاهد من الارتباك، مع منع حركة المرور فى موسكوفسكي بروسبيكت، الشارع المزدحم، بينما كانت سيارات الطوارئ تتجه الى المحطة بسرعة.
وروى المتقاعد فياتشيسلاف فيزيلوف :"كنت في المترو في محطة تكنولوجيستيكي انستيتيوت وتوقف القطار ولكن لم تفتح الابواب. من خلال النافذة، رأيت أربع جثث".
وكانت غالينا ستيبانوفا (38 سنة) خارج المحطة. وقالت: "رأيت الناس يخرجون، وكانوا مثل الصم، يمسكون برؤوسهم. وتولت فرق الانقاذ تقديم المساعدة لهم بسرعة كبيرة".
وقالت ناتاليا خارج المحطة بينما كانت تحاول اجراء مكالمة هاتفية: "أمي كانت في المترو، لا أعرف ما حصل لها، لا أستطيع الوصول اليها".
وأفاد مصدر في وزارة الاوضاع الطارئة الروسية أن "المعلومات الاولية تفيد ان 10 اشخاص قد قتلوا وان 20 آخرين قد اصيبوا".
وكان مصدر من قوات الامن صرح في وقت سابق لوكالة "ريا- نوفوستي" للانباء، ان "الانفجار وقع في إحدى عربات القطار، وأوقع ضحايا".
وأنبأ الجهاز الاعلامي للمترو في ثانية مدن روسيا، ان كل محطات المترو قد أقفلت، وان الانفجار وقع في عربة قطار لدى وجودها بين محطتين في جنوب غرب بطرسبرج.
واظهرت الصور الاولى التي بثتها شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات التلفزيون الروسية، احدى قاطرات المترو التي دمرها الانفجار، وعدداً كبيراً من المسافرين يحاولون اخراج مصابين من بين الانقاض.
وأورد مترو موسكو في موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي انه "يتخذ اجراءات امنية اضافية" كما يقضي القانون في مثل هذه الحالات.
ونسبت وكالة "إنترفاكس" الروسية المستقلة الى مصدر أمني انه "يجري البحث عن شخصين للاشتباه في تخطيطهما للتفجيرات. من المعتقد أن أحدهما وضع شحنة المتفجرات في عربة المترو والثاني ترك قنبلة في محطة بلوشتشاد ريفولوتسي".

ردود فعل
وندد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالانفجار قائلاً خلال لقاء في البيت الابيض انه شيء "يحدث في انحاء العالم، إنه امر مروع تماماً".
وأصدرت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني بياناً جاء فيه: "نقدم تعازينا الى جميع الروس وخصوصا الى من فقدوا اقرباءهم".
واعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن "تضامنه مع الشعب الروسي". وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية انه "عقب الأحداث التي وقعت في مترو بطرسبرج، وكإجراء احترازي، قرر وزير الداخلية ماتياس فيكل إعادة فرض وسائل الأمن في المواصلات العامة في أنحاء منطقة باريس...الحكومة مستمرة في اتخاذ تدابير لحماية الشعب الفرنسي في ظل تهديد إرهابي مرتفع جداً".
وكان تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) دعا الى ضرب روسيا بعد بدء تدخلها لدعم قوات الرئيس السوري بشار الاسد في أيلول 2015. ومذذاك، تعرضت روسيا لعدد كبير من الهجمات، لكنها حصلت جميعا في جمهوريات القوقاز الروسية غير المستقرة.
وقالت أجهزة الأمن الروسية مراراً إنها قضت على خلايا جهادية كانت تستعد لضرب موسكو وبطرسبرج.
وعام 2013، تعرضت روسيا لاعتداءات انتحارية مزدوجة أوقعت 34 قتيلاً وأثارت حالاً من القلق حيال أمن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي.
وقد ادى انفجار قنبلة في محطة السكك الحديد الرئيسية في مدينة فولغوغراد الجنوبية الى مقتل 18 شخصاً، بينما استهدف اعتداء آخر اوتوبيساً للركاب مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً.
ويذكر ان اعتداء انتحارياً على مطار دوموديدوفو في موسكو تبناه متمردون اسلاميون من شمال القوقاز أدى الى مقتل 37 شخصاً في كانون الثاني 2011.
وقد ادعت "الامارة الإسلامية" بزعامة دوكو عمروف مسؤولية الاعتداء.