الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

الجالية في جنوب إفريقيا بَنَت لبنانها تواصل مع المغتربين لإعادتهم إلى حضن الوطن

رلى معوض
الجالية في جنوب إفريقيا بَنَت لبنانها تواصل مع المغتربين لإعادتهم إلى حضن الوطن
الجالية في جنوب إفريقيا بَنَت لبنانها تواصل مع المغتربين لإعادتهم إلى حضن الوطن
A+ A-

يقول سعيد عقل: "نتحدى الدنيا شعوباً وامصاراً ونبني أنّى نشأ لبنانا"، وهذا ما قام به بالفعل أبناء الجالية اللبنانية في القارة الإفريقية عموماً وفي جنوب إفريقيا تحديداً، بنوا لبنانهم وحافظوا على قيمه وجمالاته، تحدوا الصعاب والأخطار وشقوا دروبهم الى النجاح.


على هامش مؤتمر الطاقة الاغترابية اللبنانية الذي نظمته وزارة الخارجية في جوهانسبورغ أخيراً، التقت "النهار" رئيس الجالية اللبنانية في جنوب إفريقيا نيكولا داغر الذي تحدث عن أبناء الجالية ويراوح عددهم هناك بين ٣٠ و٣٥ الف شخص معظمهم في جوهانسبورغ. حضروا توالياً منذ عام ١٨٨٧ الى جنوب افريقيا صدفة، إذ توقفت السفينة التي كانت تقلهم في جنوب إفريقيا عِوَض أن تكمل طريقها الى أميركا! سكنوا في منطقة "ديربن" على المحيط الهندي معتقدين بداية أنهم في نيويورك. ثم دخلوا الى البلد وعملوا كمزارعين وبدأوا بالإنتاج وانتقلوا بعدها إلى جوهانسبورغ العاصمة الاقتصادية للبلد، وبريتوريا العاصمة الإدارية.
ترك معظمهم الزراعة وأسسوا شركات. "بداية لم يكن هناك تمثيل ديبلوماسي بين لبنان وجنوب إفريقيا، بل اهتمت الكنيسة اللبنانية هناك بالمغتربين وظل الوضع كذلك لمدة، أما المشكلة الأساسية، فكانت أن معظمهم أضاع جنسيتة اللبنانية بسبب غياب التمثيل الديبلوماسي في تلك الفترة. ثم اهتمت السفارة الفرنسية بهم باعتبار أن لبنان كان تحت الانتداب الفرنسي، فبدأت الهجرة من لبنان ووصل الأقارب وارتفعت أعداد الجالية اللبنانية هنا، وفتحت البلاد الهجرة بسهولة، وبنوا كنيسة سيدة لبنان جديدة في منطقة "مايفير"، وسكن حولها اللبنانيون، ثم بنوا كنيستين، واحدة في الشمال واُخرى في الجنوب أمامها تمثال سيدة لبنان مطابق لتمثال حريصا".
وروى أن "لبنان أقفل قنصليته هنا عام ١٩٧٠ بسبب ضغوط من البلدان العربية بسبب التمييز العنصري، وبقي مكتب لشؤون الرعايا اللبنانيين، الذين فقدوا أملهم بلبنان ولم يهتموا بتسجيل عائلاتهم في غياب التمثيل الديبلوماسي، فنشأ جيل لا يملك الجنسية اللبنانية. من هنا أهمية مؤتمر الطاقة الاغترابية اللبنانية، خصوصاً قانون استعادة الجنسية، فهذا شجع اللبنانيين على تقديم الطلبات لتسجيل أولادهم. وفي آخر التسعينات عادت السفارة اللبنانية مع السفير شربل أسطفان، على عهد الرئيس نيلسون مانديلا وعادت العلاقات إلى طبيعتها". وأبدى داغر عتبه مطالباً بتمثيل ديبلوماسي لجنوب إفريقيا خاص بلبنان وليس من خلال مكتب صغير تديره سفارة جنوب إفريقيا في سوريا.
وتحدث عن اللبنانيين في كيب تاون العاصمة السياحية لجنوب إفريقيا، وفيها عدد من الناجحين والمميزين في مجال الصناعة والتجارة، وتتميز بجمال طبيعي مثل "جبل الطاولة" وهو جبل كبير على شكل طاولة يعلو ١٥٠٠ متر عن سطح البحر، وفيها صناعة النبيذ الذي بدأها الفرنسيون عام ١٦٥٤ عندما تَرَكُوا فرنسا فترة اضطهاد الإنجيليين، وأصبحت تضاهي بجودتها النبيذ العالمي. وفيها رأس الرجاء الصالح حيث يلتقي المحيط الهندي بالمحيط الأطلسي.


المؤسسة المارونية للانتشار
في لقاء مع نائب رئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج والمديرة العامة للمؤسسة هيام بستاني، أوضحا أنه في عام ٢٠١٦ وخلال زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي دشنت المؤسسة مكتباً في جوهانسبورغ تسلّم إدارته جان شلالا لأن في جنوب إفريقيا العديد من المهاجرين اللبنانيين، ١٥٠٠ منهم حضروا ما بعد قيام لبنان الكبير وطلبوا الجنسية اللبنانية و١٥٠٠ هاجروا قبل قيام لبنان الكبير. ومنهم نحو ٢٠ الف شخص معظمهم من أقضية زغرتا وبشري والمتن الأعلى وبيروت. ويهدف المكتب لمعرفة جميع الللبنانيين في جنوب افريقيا، والتواصل معهم وحضّهم على تسجيل الزواج والولادات واستعادة الجنسية، خصوصاً بعد صدور قانون رقم ٤١ عام ٢٠١٥ الذي يسهل الحصول على الجنسية. "غايتنا إعادة ثقة اللبنانيين الذين حاولوا سابقاً ولم تصل طلباتهم الى خواتيمها. نتعاون مع الكنيسة والأندية اللبنانية ونساعدهم في تقديم معاملاتهم عبر السفارة اللبنانية. نعم نحن مؤسسة مارونية، ولكننا في خدمة جميع اللبنانيين. اليوم أصبح عدد مكاتبنا في العالم ١٧ موزعين على القارات وفقاً لكثافة اللبنانيين فيها. تغطي المؤسسة نفقات مكاتبها في العالم من خلال انتسابات أعضاء مجلس الأمناء في لبنان. فهي لا تطلب من المغتربين الأموال لقاء خدماتها، علماً أن مراحل استعادة الجنسية هي مجانية ويمكن تقديم الطلبات مهما تعاقبت الأجيال وتوالت السنوات.
وأطلقت وزارة الخارجية بالتنسيق مع المؤسسة ومجموعة "اندفكو" موقعاً إلكترونياً يسمح بتلقي الطلبات عبر الإنترنت عمم على البعثات الديبلوماسية اللبنانية في الانتشار، www.lebanity.gov.lb بالتزامن مع تطبيق هاتفي لملاحقة مسار المعاملات في المراحل كافة.


[email protected]
Twitter: @rolamouawad

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم