الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

غضب الأميركيين أوصل ترامب الى البيت الأبيض

المصدر: "أ ف ب"
غضب الأميركيين أوصل ترامب الى البيت الأبيض
غضب الأميركيين أوصل ترامب الى البيت الأبيض
A+ A-

عندما اعلن دونالد ترامب ترشحه الى الرئاسة الاميركية في 16 حزيران 2015 ونزل مع زوجته ميلانيا الدرج المتحرك لبرج ترامب في نيويورك، كان على الارجح الوحيد الذي أخذ هذا الامر على محمل الجد.
وبعد سبعة عشر شهرا، انتخب الملياردير الجمهوري (70 عاما) الذي لم يشغل اي منصب رسمي، الثلثاء الرئيس الخامس والاربعين لأول قوة عالمية. وقد اوصله الى الحكم غضب قسم من الناخبين الذين يشعرون بأنهم متروكون، وان النخب خانتهم، وأقلقتهم العولمة والاتفاقات التجارية الدولية التي يعتبرونها تهديدا لوظائفهم.
كان دونالد ترامب وعد الاثنين في الاجتماعات الاخيرة بمفاجأة "اقوى من المفاجأة التي احدثتها بريكسيت"، ملمحا الى التصويت المفاجىء للبريطانيين للخروج من الاتحاد الاوروبي.
واوفى بوعده. وقررت اكثرية من الاميركيين كذبت استطلاعات الرأي التي خلصت جميعا الى فوز منافسته هيلاري كلينتون، ان تمنحه فرصة، حتى لو ان ثلثيهم يعتقدون ان ترامب ليس مؤهلا للوصول الى البيت الابيض.
وسخرت وسائل الاعلام الاميركية في البداية من هذا الرجل المعروف بلسانه السليط، والمقدم السابق لبرنامج تلفزيون الواقع الشهير في الولايات المتحدة "ذي ابرنتيس".
وكان ترامب يحلم منذ سنوات بخوض السباق الى البيت الابيض، لكنه لم ينقل هذا الحلم الى ارض الواقع.
وفي خطاب ترشيحه في حزيران/يونيو، قدم ترامب صورة قاتمة جدا عن الولايات المتحدة التي تتحول "بلدا من العالم الثالث" كما قال. وانتقد رجال سياسة "يتحدثون لكنهم لا يفعلون شيئا".
ووعد بأن يكون "اكبر رئيس خلقه الله حتى الان لتأمين فرص عمل"، ووعد ببناء جدار على الحدود المكسيكية من اجل التصدي للهجرة السرية، واتهم المكسيك بأنها ترسل الى الولايات المتحدة "مجرمين وتجار مخدرات ولصوصا".
وبدا الخطاب تبسيطيا ومبالغا فيه، لكنه اودع فيه كل افكاره.
وفي الاسابيع التي تلت خطاب الترشيح، اكد ترامب على شبكات التلفزيون ما ورد في الخطاب، وقدم نفسه على انه مرشح التغيير ضد فساد النخب.


فيما يلهو الناس ويتذمرون، لامس ترامب استياء عميقا في اميركا البيضاء المتواضعة الذي لا يريد كثيرون او لا يستطيعون رؤيته.
وترشح ستة عشر جمهوريا آخر الى الانتخابات الرئاسية التمهيدية منهم جب بوش، ابن وشقيق الرئيس، الحاكم السابق لفلوريدا الذي يعتمد على الحزب وعلى دعم مالي كبير.
ولم يقف في طريق دونالد ترامب الذي سخر منه، وسماه "الطاقة المنحطة". كما سخر من منافسيه الاخرين الذين اطلق عليهم القابا مضحكة، مثل "ماركو الصغير" لسيناتور فلوريدا "ذي الوجه المستدير". وسخر من الشكل الخارجي لكارلي فيورينا، المرأة الوحيدة المرشحة.
ويعبر ترامب عن سخريته في تصريحات صادمة عن معارضته الهجرة والتبادل الحر، ويعد بأن "يعيد الى اميركا عظمتها".
وتتوافر لديه حلول بسيطة لجميع المشاكل المعقدة، ووعد بتدمير تنظيم الدولة الاسلامية. وامتدح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكانت الجماهير التي يشكل البيض اكثريتها الساحقة، تهرع لحضور اجتماعاته، وتكرر بابتهاج شعاراته وتغفر له تجاوزاته. وهي تهوى هذه النبرة الجديدة، غير اللائقة سياسيا والتي تعكس ما تشعر به من حرمان وما تعانيه من قلق.


اقنع ترامب الذي دعا آل كلينتون الى زواجه الثالث، وكان يلعب الغولف احيانا مع بيل كلينتون، هؤلاء الاميركيين القلقين بأنه يعادي النخب.
واتاح له العدد الكبير من المرشحين الى الانتخابات التمهيدية الفوز بترشيح الحزب الجمهوري.
ورفض الرئيسان السابقان جورج بوش وجورج دبليو. بوش والمرشح السابق للرئاسة ميت رومني المشاركة في المؤتمر الجمهوري الذي نصبه في تموز مرشحا عن الحزب. ولم يشارك في المؤتمر ايضا حاكم ولاية اوهايو التي عقد فيها، جون كيسيك المرشح السابق الى الانتخابات التمهيدية.
ويتفاقم الازعاج الناجم عن تراتبية الحزب. لكنها لم تتمكن من وقف اعصار ترامب الذي مول حملته منذ البداية.
وعلى موقع تويتر، لم يتردد ترامب في التعبير عما يفكر فيه من دون تمحيص.
وفي المناظرات الرئاسية الثلاث مع هيلاري كلينتون التي تعرف ملفاتها عن ظهر قلب، بدا سيء الاستعداد، وتقتصر معرفته بالملفات على العناوين العريضة.
واعتبرت الصحافة ثلاث مرات انه سيخسر الانتخابات، وهو يتهمها بأنها منحازة.
وحطمت المناظرة الاولى التي شاهدها 84 مليون شخص كل الارقام القياسية.
وتخللت حملته ازمات وهجمات من كل الانواع من جانبه ضد قاض لاتيني وضد الاب المسلم لجندي قتل في العراق، وضد منافسته الديموقراطية التي سماها "هيلاري الفاسقة".
وقد غير مرارا فريق حملته.


وقالت الصحافة مرارا انه انتهى سياسيا خصوصا بعد نشر تسجيل يعود الى ثمانينات القرن الماضي يتبجح فيه بصفته نجما بأنه يستطيع فعل ما يشاء بالنساء.
واعلن ترامب الاثنين "سنقفل نهائيا كتاب التاريخ المتعلق بآل كلينتون وأكاذيبهم ومكائدهم وفسادهم".
ولم تصمد امام خطابه والغضب الذي فجره، التجربة التي تتمتلكها هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة والسناتورة السابقة عن ولاية نيويورك والاميركية الاولى السابقة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم