الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

عماد وخالد... بطلا رحلة الانقاذ التي كلفتهما العمر

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
عماد وخالد... بطلا رحلة الانقاذ التي كلفتهما العمر
عماد وخالد... بطلا رحلة الانقاذ التي كلفتهما العمر
A+ A-

سارعوا الى آلية الاطفاء بكل شجاعة، وانطلقوا لإخماد حريق شبّ في أحد أحراج دير الحرف-بتخنيه. كانوا يريدون إنقاذ بلدتهم من خطر استعار النيران، لكن للأسف تعرض اثنان منهم لحادث سير مريع، ورحلا قبل ان يكملا مهمتهما ويصلا الى المكان المقصود، حيث اصطدمت آلية الاطفاء بعمود كهرباء قبل ان تنقلب ويسلّم عماد عبد الصمد مكارم روحه على الفور في حين قاوم خالد غرز الدين الذي نقل الى مستشفى الجبل قبل ان يفارق الحياة، اما زميلهما ناجي زياد زيتوني فكتب له عمر جديد بعد ان تعرض لكسر في كتفه.
بلدة رأس المتن اتشحت بالسواد، كيف لا وخسارتها مزدوجة لبطلين تطوعا بالدفاع المدني قبل سنوات، وضعا روحهما على كفيهما من أجل خدمة اهل منطقتهما، وبحسب ما قال مدير العمليات في الدفاع المدني جورج أبو موسى لـ"النهار": "كان الشهيدان في طريقهما الى إخماد حريق حين توفيا وجرح زميلهما". ولفت إلى أن "البطلين شاركا بمهام عدة خلال فترة تطوعهما، وهذا العطاء وحده يكفي ليكون شهادة لهما، فلا شيء يعادل ان يعمل شخص من دون مقابل مادي فقط للحفاظ على البيئة وممتلكات الناس، وقد دفعا حياتهما من اجل هدفهما النبيل"، وأضاف "عماد كان يقود الآلية، والى جانبه خالد، اما ناجي فكان أمام النافذة وضعه الصحي جيد، ونتمنى له الشفاء".



صاعقة الاستشهاد
خبر وفاة عماد وخالد سقط كالصاعقة على رأس المتن مسقط رأسهما، "خسارة مزدوجة لشابين خلال أداء واجبهما بعد أن كرسا حياتهما له لا يتقبلها عقل"، بحسب ما قال مختار البلدة لـ"النهار" الذي أضاف ان "25 عاماً عاشها خالد و19 عاماً عماد امضياها بكل احترام واخلاق وحب للغير، والمأتم الذي اقيم لهما يشهد على ذلك، جميع ابناء البلدة شاركوا فيه وقد اقيم في جمعية آل المكارم، بكوا زهرة ابنائهم قبل ان يودعوهما الى مثواهما الاخير"، وتابع "نعم قد يسرع بعض عناصر الدفاع المدني في اوقات معينة، لكن طرقنا غير مهيئة للسلامة العامة سواء من ناحية الزفت او لأسباب أخرى".



الوداع الأخير
"عماد الذي حلم بالدخول الى المؤسسة العسكرية، ولكنه لم يُوَفَّق، رحل قبل ان يودّع شقيقيه ووالده الذي يعمل معلمًا في الادوات الصحية، اما خالد فلديه شقيق اصغر منه وشقيقتان، وهو على اسم جده الذي استشهد في الحرب الاهلية، والده يملك جرّارًا وشاحنة يعمل عليهما"، قال المختار قبل ان يضيف "لم يتسنّ لعائلتيهما ان تفرحا بهما وتريا اولادهما، فعلا بكّرا بالرحيل".
زملاء عماد وخالد شاركوا في وداعهما الاخير، منهم جوني الاسمر الذي يخدم في مركز صوفر والذي تحدث بأسى على فراقهما، وقال لـ"النهار": "لم اصدق عندما وصلني خبر استشهادهما، فقد كنت أتشارك واياهما المهمات. بالنسبة لي الأبطال لا يموتون، لكن للأسف خطفهما الموت، وهما المعروفان بشجاعتهما ونخوتهما، لا يهابان النار ولم يتقاعسا يوماً عن خدمة الناس أدعو لهما بالرحمة ولناجي بالشفاء"، صديق خالد، عماد عزات مكارم حمل مسؤولية وفاتهما الى من يفتعل الحرائق، وقال "عود كبريت يشعل الأحراج ومعها قلوب الناس، في الآونة الاخيرة اتسع الامر، النيران قضت على الصنوبر وانواع اخرى من الشجر"، ولفت "كل الكلمات لا تكفي في رثاء الشهيدين".



المديرية العامة للدفاع المدني نعت المتطوعَين اللذين كما قالت "استشهدا إثر حادث مؤسف تعرضا له خلال توجههما لاخماد حريق شب عند الساعة 40:10 من تاريخ اليوم في 3 / 10 2016 " في وداعهم الأخير تحية اجلال للشهيدين، اللذين وان كفنا والتحفا التراب، سيبقى اسمهما محفوراً في كتاب الابطال. 


 



 



 



 


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم