شق طريق بعرض 5 أمتار وقطع أشجار في دير قزحيا شكوى من مديرية الآثار... والأونيسكو تترقب

لم يكد اللبنانيون يتنفسون الصعداء ويسرّون لإطلاق "خطة العمل لحسن ادارة موقع التراث العالمي في وادي قاديشا- غابة أرز الرب" التي تطلب إنجازها سنتين، لحماية الوادي من المخالفات، حتى جاء من يفشلها وينتهك حرمة الوادي المقدس، ومَن؟ الرهبنة اللبنانية المارونية التي تسكن في دير مار انطونيوس قزحيا في قلب الوادي المقدس.

فقد فوجئ زائرو الدير بشق طريق تمتد من موقف السيارات الى مدخل الدير، بعرض نحو خمسة امتار، واقامة حائط دعم مرصوف بالحجر الصخري، اضافة الى جرف الجلول من الاراضي الزراعية التابعة للدير، وتشكل مصدره من الخضر والفواكه، وإزالة الحوافّ وأنواع عديدة وفريدة من النباتات، وقطع العديد من الاشجار المعمرة التي يعود عمرها الى مئات السنين، بكل ما يمثله هذا الاطار الأخضر من بيئة طبيعية وعمق تاريخي يميزان هذا الوادي المقدس، وقد جعلاه جديرا بأن يدرج في "لائحة التراث العالمي" للأونيسكو، على ما يؤكده شهود، من دون تجاهل تأثير ما يجري على البيئة النباتية والحيوانية والطبيعية ككل في الوادي.
يظهر تقدم هذه الاشغال أنها بدأت منذ أشهر، لكن وزارة الثقافة - المديرية العامة للآثار تحركت فور تلقيها الخبر والصور، وعاينت المكان والاشغال، ورفعت شكوى الى النيابة العامة طالبة وقف الاشغال فورا والتحقيق مع المسؤولين. وهذا ما حصل، فقد حضرت عناصر من الدرك من مخفر إهدن، فتوقف شق الطريق، على الأقل حتى الآن، ووضع جنزير لمنع الدخول اليه.

الرهبان ينفون
وفي اتصال لـ"النهار"، أوضح رئيس الدير الراهب مخايل فنيانوس ان "هذه الطريق قديمة وتعود الى أكثر من 25 عاما، وكل ما فعلناه هو تنظيفها من العشب والعليق توقيا للحرائق، اضافة الى ازالة الردم الذي تسبب به انشاء الفواييه قرب الدير في السابق، بهدف اعادة الجلول وزراعتها من جديد"، نافيا قطع الاشجار ومؤكدا "حرصه والرهبنة على الوادي الذي نسكنه منذ 1700 عام، واهتمامنا به أكثر من الجميع، فنحن أهل الدار وأنا مقيم هنا منذ 30 عاما".
من ناحيته، ينتظر مكتب الاونيسكو الاقليمي في بيروت التقرير الذي ستصدره مديرية الآثار عن حقيقة الوضع وما يجري في وادي قاديشا، ليرفع تقريره الى "لجنة التراث العالمي" ويبنى على الشيء مقتضاه.

[email protected]
Twitter: @mayabiakl