الضاحية عطشى... وأهلها يستغيثون

ينهمك أبو خالد في تدوين كلمات قليلة على دفتره الصغير المهترىء وهويستمع الى هاتفه الخلوي القديم وسط ضجيج مضخة المياه المثبتة بصهريجه .
بات الرجل ذائع الصيت في برج البراجنة واحياء من المريجة في الضاحية الجنوبية . يرن هاتفه اكثر من هاتف اي نائب او رئيس بلدية في المنطقة . ولا يكاد منزل او شقة لا تعرف الرجل الستيني الذي وسع تجارته منذ سنوات وبات ينطبق عليه المثل " رأسماله ماء".
ربما ليس للرجل ذنب في أزمة المياه المتفاقمة في الضاحية وغيرها من المناطق العائمة على ما كان يسمى بـ "قصر المياه" ، لكنه لا يبد اي استياء من استمرار الازمة على قاعدة مصائب قوم عند قوم فوائد.
سكان برج البراجنة والمناطق الاخرى في الضاحية سئموا الشكاوى من أزمة "تلتهم" مداخيلهم الشهرية في فصل الصيف وازدياد حاجتهم للمياه على الرغم من ان قسماً كبيراً منهم سددوا الرسوم لمصلحة مياه بيروت وجبل لبنان. وعلق بعضهم نسخاً عن ايصالات الدفع على شبكة المياه التي اشتاقت لخرير هجرها منذ اشهر.
الاهالي يسألون البلديات عن الاسباب بعد ان اخفقوا في الحصول على اجابات من مصلحة المياه ، ولكن لا تبريرات مقنعة حتى اليوم.
"النهار" سألت مسؤولاً في مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان فأوضح ان "المصلحة تقوم بواجباتها لكن هناك من يمنع وصول المياه الى المشتركين ". ولم يفصح عن هوية المعرقلين لوصول المياه الى المشتركين ولكنه حاول الايحاء الى ان هؤلاء من اصحاب الصهاريج الذين يجنون اموالاً كثيرة هذه الايام ، ولدى الاستفسار كيف ان هؤلاء يحصلون على المياه ويبيعونها في الوقت الذي لا يستطيع المواطن العادي الافادة منها ، فاشار الى ان اصحاب الصهاريج يدفعون الرسوم المطلوبة للبلديات التي تسمح لهم بتعبئة المياه من نواعير خاضعة لسلطتها المحلية.
عند هذا الحد اكتفت مصلحة المياه بالحديث الى "النهار" لافتة الى انها ستصدر بياناً توضيحياً في الساعات المقبلة.
اما البلديات فتؤكد انها تبذل ما في وسعها لاعادة المياه الى مجاريها فيما يتكبد المواطنون المزيد من الاعباء الاضافية التي تأخذ حصة كبيرة من مداخيلهم الشهرية.
ويبقى ان الاحزاب في المنطقة لا تتدخل في مسائل تعتبر من اختصاص الدولة بحسب ما افاد "النهار" اكثر من مسؤول حزبي .ويذكر ان الأزمة عينها تنسحب على مناطق عدة .