الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"جريمة شغف" جريمة رمضان ونقطة على السطر!

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
"جريمة شغف" جريمة رمضان ونقطة على السطر!
"جريمة شغف" جريمة رمضان ونقطة على السطر!
A+ A-

عذراً، لم نستطع الانتظار أكثر، مسلسل "جريمة شغف" جريمة. صبرنا ونَفَد الصبر فالعمل من سيئ إلى أسوأ. أشدنا بحلقة البداية وقلنا، بتسرّع الوهلة الأولى، أنّه قد يكون من الأعمال الواعدة إن لم يقع أو يتراخَ. انطلق بإيقاع مفاجئ ثم وقع على رأسه فتناثر وبات من دون روحية أو انطباعات أو مضمون مؤثر. مسلسل ("الجديد"، "إيه آر تي حكايات") مفكّك، مضروبٌ بشرذمته، يسيطر عليه خواء تام. عجيبٌ كيف لم يلتفت صنّاعه إلى عدم صلاحية عرضه. المسلسل إساءةٌ لكلّ اسم شارك فيه، خصوصاً قصي خولي. هو هنا مأسوفٌ جداً عليه. ممثل قادر، لكنّه في دور أوس هزيلٌ عاجز. يلفّه جمود ساذج لا يستحقّه. هذه السذاجة روح مسلسلٍ منبثق من نصّ فاشل (كتابة نور شيشكلي)، نيء، وحتى الآن مهترئ.


يمتدّ الاهتراء على نطاق واسع، ويطال أداء نادين الراسي. لا ندري أيّ بطولة تؤديها وهي في السجن بهيئة واحدة. غزارة الدمع في المسلسلات ليست دائماً لمصلحة الدور أو الممثل. الراسي في مَشاهدها واقعٌ تمثيلي مُرّ. لا شيء ولا ألم ولا خسارة تؤثر في تسريحة شعرها. ترافق لحظات السجن تقلّبات نفسية وشكلية لا تجسّدها الراسي بمهارة. المهم أنها بين القضبان والباقي لِمَ الاهتمام به، فثمة ظنّ بأنّ أحداً لن يلاحظ. النصّ سطحي والإخراج (وليد ناصيف) مشغول بالصورة وصَبّ الجهد كلّه على مَشاهد لا تحتمل، فماذا تنتظر؟ تفوُّق قصي خولي أم فرادة أمل عرفة؟ دور الأول مطعوج، مسيء إلى اسمه، وعرفة لم تقدّم الشخصية المُنتظرة، ولم تتجاوز التمثيل المبتدئ. الكلّ في المسلسل مُطارَدٌ بكومبارسية كان الظنّ أنّه تخطّاها، إلا مجدي مشموشي الذي يتقن أيَّ دور (لا بأس بأداء كارلا بطرس أيضاً). كومبارسيةٌ تسيطر في شكل فجّ صادم.



يسافر أوس إلى مصر بعد اعتقاد بأنّه السبب في جريمة قتل تُتهم بها جمانة (الراسي) وتُزجّ في السجن (ملعونةٌ تلك الساعة، فكم فضحت تمثيلاً سطحياً!)، ويبدأ صفحة جديدة مصحوبة بعقدة ذنب تتلاشى بإطار مضحك. تمتدّ الحلقات وهو تائه في الشوارع، إلى أن تقرّر المخرجة شيرين (نجلاء بدر) أنّه بطل فيلمها. في النصّ مصادفات تجعلك تقهقه. فجأة ومن دون مقدّمات، تلمح المخرجة في أوس نجم سينما(!) وتحارب من أجله. هرب من لبنان وترك زوجته رانيا (أداء مصطنع لجيسي عبده) بين دمعها الغزير، فكُتب له في مصر دور البطولة، ويا للمصادفة حين يظهر أنّ بطل الفيلم يحمل أيضاً اسم أوس! قليلٌ من ذكاء المضمون وعفويته لنصدّق.


هذا في يَد والأداء التمثيلي في يَد. جائزةٌ للراسي على الوجه الذي لا يهزّه دمع، تتقاسمها مناصفة مع جيسي عبده. وجائزة للخولي على أضعف الخيارات الدرامية يتقاسمها مناصفة مع أمل عرفة. نجلاء بدر رغم المبالغات، تمسك بعض الشيء المسلسل ثم تفلته لتنهار معه. كلّ ذلك بسبب حبكة بائسة عنوانها كليشيه الجريمة. لو اختُصرت عشر حلقات بثلاث، وضُبط الملل بتطوّرات سريعة، لوفّر المسلسل على أبطاله صورة المكبّلين في الزاوية، المتململين بالإحراج. ولما بيَّن تقلا شمعون أقرب إلى الافتعال، لا يبدو أنّ دور الأم المفجوعة على هذا الشكل، سيشكّل في مسيرتها فارقاً نوعياً. ولما كرَّس مازن المعضم ممثلاً لا يتقدّم لثقته بأنّه "جنتل مان" وهذا كافٍ، ولما أظهر وليد ناصيف مُستعرضاً بكاميراه فحسب، لا سلطة نوعية له على أداء ممثل أو صناعة شخصية تخرج عن طورها، تفترس الدور، تتألق، تتفوّق، تفرض فرادتها رغم أنف النصّ وأخطائه. مسلسل فيديو كليبيّ لأغنية صدى نشازها فاقع.


[email protected]


Twitter: @abdallah_fatima


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم