السبت - 11 أيار 2024

إعلان

الجميّل في مؤتمر عن "سايكس بيكو": مصلحة اللبنانيين بالحفاظ على خريطتهم التاريخية

المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام"
الجميّل في مؤتمر عن "سايكس بيكو": مصلحة اللبنانيين بالحفاظ على خريطتهم التاريخية
الجميّل في مؤتمر عن "سايكس بيكو": مصلحة اللبنانيين بالحفاظ على خريطتهم التاريخية
A+ A-

افتتح "بيت المستقبل" ومؤسسة "كونراد أديناور" أعمال المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين في مقره في بكفيا، بعنوان "مئة عام على اتفاقية سايكس بيكو: نظام جديد للشرق الأوسط؟"، لمناسبة مرور مئة عام على الاتفاقية، في حضور سفراء: الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن، إيطاليا ماسيمو ماروتي، إسبانيا ميلاغروس هيرناندو، تركيا شاغاتي أرسياز والعراق علي عباس بندر العامري، النواب: مروان حمادة، روبير غانم، جان أوغاسبيان، باسم الشاب وسامي الجميل، الرئيس الموقت للبرلمان العراقي عدنان الجنابي، النائبة العراقية ميسون الدملوجي، ممثل السفارة الفرنسية لوكاس وينتربيرت، ممثلة السفارة الكندية كريستين جانسن، الوزيرين السابقين ابراهيم شمس الدين وروجيه ديب، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، وعدد من الباحثين والأساتذة الجامعيين وأهل الفكر من الولايات المتحدة الاميركية، ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، روسيا، الأردن، العراق ولبنان.


الجميل
بداية تحدث رئيس مؤسسة "بيت المستقبل" الرئيس أمين الجميل، فاعتبر ان "اللعبة الدولية، الإقليمية الجديدة سنة 2016 حيال شعوب الشرق الأوسط تماثل بمصالحها وأهدافها ونياتها اللعبة الإقليمية سنة 1916". وقال: "المنطقة اليوم أمام ثورات شعبية وأحداث عسكرية، من حدود إيران حتى حدود مصر، تحدث ثغرات في الكيانات التي نشأت نتيجة اتفاقية سايكس بيكو ومؤتمر "سان ريمو". في نص اتفاقية سايكس بيكو المكون من 832 كلمة، لم ترد كلمة شعوب، ولا مرة، ولا عبارة حق تقرير المصير. وهذا إن دل على شيء، فعلى أن الجغرافيا أكثر من الانسان كانت معيار هذه الاتفاقية التي صيغت بين باريس ولندن وبطرسبورغ".


ولفت إلى ما أسماه "المفارقة الصاعقة المتمثلة بمفاوضات متناقضة على أربعة مسارات"، وقال: "بينما كان الموفد الإنكليزي لورانس العرب يحث العرب على الثورة على الجيوش العثمانية مع وعد مكتوب بإقامة الدولة العربية، كان الديبلوماسيان البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرنسوا جورج بيكو، يتفقان على مشروع مناقض يقضي بفصل المشرق عن شبه الجزيرة العربية وإنشاء كيانات متعددة فيه. وبموازاة هذه الازدواجية، برز تناقض ثالث تجسد بوعد بلفور حيث التزم وزير خارجية بريطانيا آرثور بلفور، باسم الحكومة البريطانية، للحركة الصهيونية في لندن بتسهيل إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين".


أضاف: "يمكن أن نضيف إلى المشاريع الثلاثة مشروعا أخر هو وعد بإقامة كيان كردي في شرق الأناضول ورد في اتفاقية "سيفر" سنة 1920، لكن الفكرة سقطت بسبب الحركة القومية التركية بزعامة مصطفى كمال أتاتورك". وأشار الى روسيا "كطرف ثالث في المفاوضات مع بريطانيا وفرنسا لاقتسام الشرق الأوسط وهندسته من خلال وزير خارجيتها سازانوف".


وتوقف عند ظاهرة أن "تكون كل الحروب والانقلابات التي نشبت في العالم العربي ولا سيما في الخليج والمشرق حدثت بعد انسحاب قوات الانتداب أو الاستعمار وبعد نيل الاستقلال: من حرب اليمن إلى الحروب الحدودية في الخليج، ومن حرب الأردن إلى حرب لبنان، ومن الحرب العراقية الايرانية إلى احتلال العراق للكويت، ومن الانقلابات العسكرية في غالبية الدول العربية وصولا إلى الثورات الضائعة والارهاب التكفيري والجهادي".


وقال: "من مفارقات التاريخ الحديث أن الشعوب العربية التي كانت تناضل لتغيير الكيانات التي استحدثها اتفاق سايكس بيكو والمؤتمرات اللاحقة بعد الحرب العالمية الأولى (1914 / 1918)، أصبح أقصى مناها، اليوم، بعد الثورات العربية المشوهة (2010 / 2016)، أن تحافظ على كياناتها وتنقذ حدودها الدولية التي أرستها مندرجات اتفاقية سايكس بيكو. والواقع إن كيانات سايكس بيكو صمدت على العموم من باب المندب في الخليج إلى الناقورة في لبنان طوال مئة سنة. وباستثناء اجتياح داعش للحدود السورية العراقية، كل محاولات تعديل هذه الكيانات تجري، حتى الآن على الأقل، من داخل حدودها باتجاه اعتماد الفدراليات وأقاليم الحكم الذاتي، ما يعني أن هذه الكيانات لم تكن أصغر من طموح المكونات الاجتماعية، وتحديدا الإسلامية، بل أكبر أحيانا".


وقارن بين "سايكس بيكو القديم الذي نقل المشرق من ولايات غير معترف بها إلى دول معترف بها دوليا، وسايكس بيكو الجديد الذي سيحوِّل الدول كانتونات. والفارق الآخر هو أن الهندسة الأولى كانت أجنبية الصنع، بينما الهندسة الجديدة هي صنع عربي وإسلامي بدعم أجنبي".


وقال: "ان شعوب الشرق الأوسط تتجه للخروج من كيانات سايكس بيكو والعودة إلى كيانات السلطنة العثمانية دون ولوج كيان الأمة العربية التي لم تتحقق يوما لأنها أصلا مجرد حلم أو شعور لحالة مجازية (...) واجه اللبنانيون، نص اتفاقية سايكس بيكو (مساحة لبنانية ـ سورية تحت نفوذ فرنسي بدون حدود داخلية)، ورفضوا منطق وعد بلفور (وطن قومي مسيحي على غرار إسرائيل)، واختاروا مشروع الوحدة (التعايش المسيحي - الإسلامي - الدرزي) والاستقلال (القرار الحر) والديمقراطية (الشعب مصدر السلطة). وأكد اللبنانيون على هذا التوجه في ميثاقهم الوطني إثر الاستقلال سنة 1943".


أضاف: "الرهان اليوم هو على مدى قدرة الشعوب العربية على اختصار مخاضها فتنتقل من الحرب إلى الحلول السياسية، وعلى مدى قدرتها أيضا على استعادة استقلالها ليس من المستعمرين الغربيين كما كانت الحال، بل من الحالة الإسلامية الجهادية والتكفيرية العربية والإقليمية، ومن الجهل والأنظمة الأحادية. والرهان أيضا هو على مدى قدرة لبنان على ألا يتورط لا في حروب الآخرين، بل في خرائطهم أيضا. إن رسالة اللبنانيين، لا مصلحتهم فقط، تحتم عليهم أن يحافظوا على خريطتهم التاريخية ودولتهم الديمقراطية وصيغتهم التعددية وخصوصياتهم الحضارية. وإذا كان لنا في العقود الماضية هامشا للعبث، فالمرحلة المصيرية الآن لا تسمح بالمغامرة والمجازفة والانحياز. حتى هذه الساعة، كان اللبنانيون يؤكدون تمسكهم بكيان لبنان الواحد، ولا يزال لبنان واحدا رغم الانقسامات القائمة".


ريملي
وتحدث بيتر ريملي من مؤسسة "كونراد أديناور" عن بعض "نقاط الضعف في اتفاقية سايكس بيكو"، وقال: "اختار أصحابها التعامل مع السنة والوهابية وأهملوا البعد الشيعي الموجود في المنطقة. وربما تكون هذه الثغرة بدأت تنتج أزمات نشهدها حاليا وطرفاها السنة والشيعة".


الجلسات
بعد ذلك، انعقدت الجلسة الأولى بعنوان "سايكس بيكو في إطاره التاريخي: فن الممكن"، وشارك فيها كل من مديرة برنامج تركيا والشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI، فرنسا) دوروثي شميد، والباحثة المتخصصة في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دوريس كاريون وحسن منيمنة المدير الأول في Middle East Alternatives في واشنطن. وأدارتها مسؤولة الشؤون الثقافية في السفارة اللبنانية في فرنسا كارول داغر.


حماده
وقال النائب مروان حماده في مداخلته: "رغم "شيطنة اتفاقية سايكس بيكو، إلا أنه يجب التمسك بالحدود وإعادة ترتيب الأنظمة بشكل يوفق بين الإسلام والديمقراطية وبين العروبة والتعددية، وبين الأقليات الإثنية والمذهبية والأغلبية العربية".


ورأى ان "اتفاق الطائف بحسناته وثغراته يبقى مدخلا للحلول في المنطقة"، لافتا الى "حاجة العراق إلى طائف عراقي، وسوريا إلى طائف سوري".


سامي الجميل
وارتكز رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في مداخلته إلى "الاحتكام لحق الشعوب وإرادتهم في تقرير المصير كما واحترام الهويات المجتمعية"، وقال: "كانت هذه ثغرة أساسية في اتفاقية سايكس بيكو. والدليل على ذلك أن هذه الاتفاقية أهملت إرادة الشعب الكردي وقسمته بين دول عدة في المنطقة ما ولد حرمانا دائما لديه بدولة يستقر فيها".


أضاف: "ان احترام إرادة الشعوب تفضي إلى بناء سلام دائم، أما فرض الحلول بموجب اتفاقيات فوقية تراعي مصالح القوى العظمى دون الأخذ بإرادة المكونات المجتمعية فمن شأنه أن يؤدي إلى قيام دول فاشلة وحروب دائمة ويعيد الديكتاتوريات إلى الحكم".


المعشر
وكانت مداخلة مباشرة من واشنطن مع نائب رئيس الحكومة الأردنية وزير الخارجية السابق مروان المعشر وهو نائب الرئيس للبحوث في مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي".


أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان "ماذا لو لم يكن سايكس بيكو؟ قراءة لواقع مختلف"، أدارها سامي عون بروفسور في جامعة "شيربروك" في كندا وشارك فيها كل من جوزيف مايلا بروفسور في علم الاجتماع السياسي والعلاقات العامة والرئيس السابق للجامعة الكاثوليكية في باريس، وستيفن هايدمان رئيس كرسي Janet Wright Ketcham في سياسات الشرق الأوسط Smith College، ويوري زينين الباحث في مركز شراكة الحضارات في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO).


كما انعقدت الجلسة الثالثة بعنوان "قراءة في الماضي والمستقبل: سوريا ولبنان"، شارك فيها كل من آندرو تابلر، زميل "مارتن غروس" في برنامج السياسات العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الوزير السابق روجيه ديب، مؤسس ومدير Near East Consulting Group والأستاذ في التاريخ وعلوم الإنسان في الشرق الأوسط في جامعة ولاية شاوني عمر العظم. وأدار الجلسة نائب الرئيس للسياسة والبحوث في معهد الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية بول سالم.


أما الجلسة الرابعة فكانت بعنوان "قراءة في الماضي والمستقبل: الأردن وفلسطين"، وشارك فيها كل من نبيل عمرو وهو وزير سابق في السلطة الوطنية الفلسطينية والمدير السابق لمؤسسة الدراسات الفلسطينية محمود سويد. وأداره مدير برنامج الشرق الأوسط والمتوسط في مركز توليدو الدولي للسلام جون بل.


ويستأنف المؤتمر أعماله غدا لمتابعة مناقشة المواضيع المطروحة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم