الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الانتخابات البلدية أقلعت في زحلة

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
الانتخابات البلدية أقلعت في زحلة
الانتخابات البلدية أقلعت في زحلة
A+ A-

تحمل زحلة على الدوام طابعاً خاصاً، وتبقى محوراً اساسياً في الحركة السياسية اللبنانية إذ تتجه إليها الأنظار مع قرب كل استحقاق سياسي، نظراً إلى طبيعتها المتنوعة طائفياً وسياسياً حيث تضم مختلف الأطراف السياسيين المؤثرين في الساحة اللبنانية من دون سيطرة واضحة لفريق على آخر.
ونظراً الى "الستاتيكو" السياسي والانتخابي القائم، كانت زحلة وقضاؤها بمثابة الدفة المرجِّحة، فهي التي منحت 14 آذار في انتخابات 2009 الاكثرية النيابية.
ومع تسارع الأحداث الاخيرة، وخلط الأوراق في الاصطفافات السياسية القائمة منذ عام 2005، عادت الانظار مجدداً الى عروس البقاع، خصوصاً مع الزيارة الاخيرة لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري. فهذه المرة دخل الحريري المدينة الكاثوليكية عبر بوابة آل سكاف، منافسيه اللدودين في الدورات الانتخابية السابقة، وإن جال في زيارته على بعض الحلفاء من "#الكتائب" و"#القوات". غير أن المحطة الأبرز في هذه الزيارة كانت الغداء الذي أقامته رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف وجمعت من خلاله الفاعليات الأبرز في المدينة.



أبعاد سياسية ورسائل
وعلى رغم التصريحات الرسمية التي صدرت عن الطرفين ووضع الزيارة في إطار اجتماعي "عادي" يتركّز على تقديم واجب العزاء برحيل الوزير السابق سكاف، إلا ان المراقبين أجمعوا على تحميلها بعداً سياسياً وانتخابياً واعتبارها في الحد الأدنى رسالة من #الحريري للحلفاء والخصوم. وكانت الرسالة الاقوى عندما أعلن صراحة انه لو يعود بالزمن للوراء لما كان تحالف مع غير الياس سكاف. وقد عاد بالأمس ليعلن شبه تحالف بين الجانبين في اطلالته التلفزيونية الأخيرة.
كذلك الأمر لجهة آل سكاف، إذ أكدت ميريام سكاف ثباتها على نهج زوجها بالحفاظ على استقلالية المدينة وعدم الرضا على أداء النواب، وهم حلفاء الضيف، الحلفاء السابقون المرتبطون بأحزابهم.


احتمال


في هذا الإطار، يرفض عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي تحميل زيارة الحريري الى زحلة بعداً انتخابياً سواء على المستوى النيابي أو البلدي، مشيراً الى أن الزيارة اتت بناء على دعوة وجهتها رئيسة "الكتلة الشعبية" للحريري اثناء زيارتها له.
ويشير في حديث لـ"النهار" الى ان العلاقة بين تيار "المستقبل" وآل سكاف بدأت بالتحسن بعد الانتخابات البلدية الاخيرة وعقدت لقاءات عدة بين الوزير الراحل والرئيس الحريري، مذكراً بأن سكاف ذهب الى السعودية لتقديم واجب التعزية بالملك السعودي مع وفد "المستقبل" وعلى طائرة الرئيس الحريري الخاصة.
الى ذلك لا ينفي عراجي احتمال التحالف مع "الكتلة الشعبية" في أي استحقاق انتخابي مقبل، مؤكداً ان تيار "المستقبل" يعمل في البقاع على قاعدة عدم الخصومة مع أي فريق وهو عقد "أكثر من اتفاق مع أبرز الخصوم الوزير السابق عبد الرحيم مراد، فكيف بالأحرى مع من لا خصومة معهم".
ويختم عراجي بالتأكيد على أن "الزيارة لم تكن للرد او لـ"زكزكة" أحد، إنما زيارة تفتح افق التعاون مع الجميع".


اصطفافات جديدة
يوافق رئيس كتلة نواب "الكتائب" ايلي ماروني زميله بعدم تحميل زيارة الحريري الى آل سكاف اكثر مما تحتمل، واضعاً اياها ضمن إطار التعزية بالوزير الراحل الياس سكاف".
ويكشف ماروني في حديث لـ"النهار" أن الزيارة لم تزعجه ولم يرً فيها تحدياً، اذ إن الحريري لم يدخل زحلة قبل زيارته وهذا تأكيد على التحالف واحترام للحلفاء"، مشدداً على ان الحديث مع الحريري كان في حضور حشد كبير ولم يخرج عن السياق العام ونقل عبر وسائل الاعلام".
ويوضح ماروني أن ثمة اصطفافات جديدة بدأت تتظهر في زحلة، وثمة خلط للأوراق، واصبحت كل الخيارات أمامنا متاحة، موضحاً أن الكتائب تجري حوارات مع اكثر من طرف وفي طليعتها "القوات اللبنانية" وقد عقد اول اجتماع قيادي على مستوى زحلة نهار السبت الماضي".
وعن إمكان التحالف مع "الكتلة الشعبية" خصوصاً أن الخلاف يتعدى الإطار السياسي، يضيف ماروني أن "ثمة سعياً لبناء توافق على بلدية زحلة يضم جميع الاطراف، واذا نجح سنكون جزءًا منه الى جانب "الكتلة الشعبية" وبهذا تكون مصلحة زحلة جمعتنا، وحتى إن لم يحصل ذلك ستكون ايدينا ممدودة للجميع من دون استثناء"، لافتاً الى أنه على مستوى الخلاف الشخصي ثمة احاديث في الكواليس عبر اصدقاء مشتركين لم يتخذ حتى الساعة صفة الجدية ولا شيء عملياً.
ويرى ماروني أن "موضوع المصالحة مرتبط بالعائلة وأسر ضحايا حادثة زحلة وحزب الكتائب، مؤكداً ان أي تطور على مستوى طيّ ملف الماضي لم يقف عائقاً بوجهه وسيكون على نفس الموجة".
ويختم ماروني بالتشديد على أنه في المرحلة الحالية من الافضل تجنّب المعارك والخلافات والتركيز على إنضاج لائحة توافقية تنهض بزحلة وتزيل عنّا عبء البلدية السابقة لأن زحلة تستحق، ولنترك المعارك الى الانتخابات النيابية.


خصوصية زحلة
في المقابل، تؤكد المسؤولة الاعلامية في "الكتلة الشعبية" نيفين الهاشم "انفتاح "الكتلة" على الجميع لكن ضمن الحفاظ على المبادئ الاساسية التي أرساها الراحل الياس سكاف، والتي تشدد على خصوصية زحلة".
وتقول في حديث لـ"النهار": "أبلغنا الجميع، وعلى رأسهم الرئيس الحريري، اننا نمد ايدينا إلى القوى السياسية كافة لكن قرار زحلة يجب ان يبقى في زحلة"، مؤكدة ان "فريقها بدأ يعدّ العدة للانتخابات البلدية تحت شعار "الوفاء للياس سكاف".
وتكشف الهاشم انه حتى الآن لا حديث جدياً عن توافق في زحلة لأن الأحزاب لم تتفق في ما بينها على تمثيل كل القوى الموجودة، فهناك قوى زحلية يصرّ أحد على تمثيلها مقابل رفض مطلق من حزب آخر"، لافتة إلى أنه "لم يتم التطرق الى تفاصيل انتخابية خلال زيارة الحريري الى زحلة".
وتشدد الهاشم أن "لا خلاف مع حزب الكتائب كقيادة، ونحن وجهنا الدعوة الى رئيس اقليم زحلة الكتائبي لحضور الغداء الا انه لم يحضر لأسباب لا نعرفها"، موضحة أن "وزير الاقتصاد ألان حكيم كان في ضيافة السيدة سكاف والعلاقة مع القيادة جيدة".
وتنفي الهاشم الحديث عن وساطات لإجراء مصالحة مع النائب ايلي ماروني في الوقت الحالي، مؤكدة ان الحديث عن تحالف نيابي او بلدي لا يزال مبكراً جداً".


الحريري يسعى لتعويض القوات
من جهة أخرى، لا يضع النائب السابق سليم عون زيارة الرئيس الحريري الى زحلة ضمن اطار الواجب الاجتماعي انما يرى فيها خلفية سياسية هي استهداف المصالحة المسيحية، ويقول: "اذا كنا غلطانين سندعوه مرة اخرى على زحلة وسنستقبله".


ويشير عون في حديث لـ"النهار" الى ان "الحريري فقد حليفاً مسيحياً قوياً يسعى الى تعويضه بالتحالف مع قوى مسيحية اخرى وهذا حقه، مشدداً انه بهذه الزيارة وجه رسائل واضحة ومباشرة".
ويرى عون ان ما يجمع "التيار" و"الكتلة الشعبية" هو مبدأ استعادة القرار، وهذا القرار معروف من سلبه"، لافتاً الى أن "استرجاع قرار الكاثوليك الى زحلة لا يكون بالتحالف مع من سلبه".


ويكشف عون ان العلاقة مع "الكتلة الشعبية" لم تتطور بل لا تزال كما هي، "فنحن اختلفنا سابقاً في السياسة وحافظنا على العلاقات الاجتماعية على حياة الراحل ايلي سكاف وما زلنا حتى اللحظة"، مراهناً على تطورها في الايام المقبلة "اذا كان ثمة من نية لدى الفريق الاخر".
ويوضح عون أن هناك اتفاقاً كاملاً مع "القوات" اللبنانية لتنسيق الخطوات بالنسبة للانتخابات البلدية"، مضيفاً "اننا لا نزال في مرحلة اعداد التقارير لرفعها الى احزابنا".
ويعتبر عون ان التوافق على بلدية بين كل الأطراف يستأهل اعطاءه فرصة، وخصوصاً ان الاحزاب والفاعليات مستعدة لتقديم افضل ما عندها. ولكن يشدّد في الوقت عينه على "اننا نهيّئ انفسنا للمعركة".
ويكشف عون أن "ثمة شبه قرار متخذ لخوض الانتخابات في زحلة بالتحالف مع "القوات" في حال فشل التوافق، لافتاً الى ان هذا الموضوع ليس بهدف الغاء احد انما يصبح حقاً للتيار بعد استنزاف كل سبل التوافق".
ويعلن أن اول لقاء مشترك بين الحزبين سيكون يوم السبت المقبل وسيكون في حضور امين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابرهيم كنعان ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات ملحم رياشي "في اطار التحضير لتثبيت التفاهم والتعاون بين الطرفين".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم