الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

قيادي في "الحشد" العراقي لـ"النهار": لبنانيون يدربون في معسكراتنا

المصدر: "النهار"
ديانا سكيني
ديانا سكيني
قيادي في "الحشد" العراقي لـ"النهار": لبنانيون يدربون في معسكراتنا
قيادي في "الحشد" العراقي لـ"النهار": لبنانيون يدربون في معسكراتنا
A+ A-

لكل من المقاتلين العقائديين الموزعين على جبهات عدة في الاقليم الملتهب، ايمانه بأن الحق حليفه، والجنّة الخلاص المنتظر، لذا تضحي الشهادة أملاً ومشتهى، وتصيب الخيبة مقاتلاً اذا ما انتهى نزالٌ ولم ينل مطلبه.
العقيدة صنو عصر المقاتلين هذا، بسنتهم وشيعتهم، وجدالهم في ما يعتقدون لا يبدو شأناً متاحاً، فالكلمة حتى إشعار آخر للرصاصة و"الهاون" والحزام الناسف والسيف. ولكلٍ رؤيته للحق، والتي لا تعترف بحدود الدول الوطنية من سوريا الى العراق وسواهما.


في هذه المحطة، نتعرف الى "أبو جهاد" الذي يحمل رتبة "مسؤول الاستطلاع" في أحد ألوية #الحشد_الشعبي العراقي، ويعرف عن نفسه كقيادي في الحشد، وهو يضطلع بمهمة جمع المعلومات والاستطلاع والتواجد في الميدان في آن.


في شهر تشرين الثاني الماضي، خسر أبو جهاد شقيقه سعدون الذي كان يقاتل الى جانبه "داعش" في جبال حمرين التي تمتد من محافظة #ديالى إلى مدينة كركوك، ويتشارك التنظيم المتطرف مع الجيش والحشد السيطرة عليها.


لعنة الخسارات
يقول أبو جهاد لـ"النهار": "قتل شقيقي بين يدي وفصل رأسه عن جسده، حين أصيب بقذيفة استهدفت المركز الذي كنا نتواجد فيه في حمرين... حملت أشلاءَه بين يدي ولم أعرف ما يتوجب عليّ فعله، هل أخبرُ أمّنا على الطريق أم حين أصل المنزل...".
لعنة الخسارات المتوالية لا تقلل من عزيمة الشبان على قتال "داعش"، وفق المتحدث، فالأمر بات "واجباً شرعياً على كل من يستطيع حمل السلاح منذ ان أفتى السيد علي السيستاني بوجوب قتال داعش".


وكما انتشرت أخبار مشاركة "بعثيين" في القتال الى جانب "داعش" أو مساعدة بعض منهم التنظيم في السيطرة على مدن عراقية رئيسية، فان جيلاً من المقاتلين الذين شاركوا في قتال "البعثيين" في عهد صدام حسين تجده منخرطاً اليوم في الحشد.


يروي ابو جهاد (43 عاماً) ان رحلته مع "الجهاد" بدأت من عمر 17 عاماً حين انخرط في "قوات بدر" وقت كانت باشراف المجلس الأعلى الإسلامي العراقي التابع للسيد  الحكيم، ويقول انه تلقى دورات تدريبية في ايران وشارك في هجمات ضد مقار "حزب البعث" والجيش العراقي في عهد صدام.
ومنذ فتوى السيستاني بعيد سقوط الموصل وصدمة الرعب التي أثارتها مجازر "سبايكر"، بدأ تشكيل الالوية الشيعية يزداد في شكل كبير حتى بلغ عدد مقاتلي الحشد عشرات الآلاف.
ويقاتل أبو جهاد في "سرايا أنصار العقيدة" التي تضمّ نحو 3500 مقاتل، وهي واحدة من الكتائب التي تنضوي تحت جناج "المجلس الأعلى"، كـ"سرايا عاشوراء"، و"لواء المنتظر"، و"سرايا الجهاد"، و"فيلق الكرار"، و"قوات الشهيد محمد باقر الحكيم" و"لواء مجاهدي الأهوار الثالث".


معسكرات التدريب


ومع انتظام الميليشيات تحت لواء الحشد الشعبي، بدأت برامج التدريب تتكثف، وتضطلع ايران بدور كبير بطبيعة الحال في هذا المجال ولا يبدو ان ثمة تفرقة بارزة في دعم الالوية تبعاً لولائها الفقهي لمرجعية النجف أو قمّ، ويستعان "بمدربين لبنانيين من حزب الله للاشراف على المعسكرات في كثير من الاحيان"، وفق "أبو جهاد" الذي يروي ان " معسكر التدريب الذي يقام في العادة في منطقة مجاورة لأرض المعركة مع داعش، يشرف عليه مدربان لبنانيان على الاقل من الحزب (حزب الله) ويقارب عدد المشاركين في الدورة نحو 70 مقاتلاً ويتم التركيز في الدورات على كيفية استخدام الأسلحة الحديثة وعلى سلاح الكاتيوشا والهاون بشكل خاص نظراً لما للاخوة اللبنانيين من شدة وخبرة في استخدام هذا السلاح، بالاضافة الى دورات الاستطلاع والاحداثيات".


ويتوقف ابو جهاد عند ابتعاد المدربين اللبنانيين عن الاعلام وميلهم الى اخفاء هوياتهم "هم يرفضون اخذ الصور بعد نهاية كل معسكر... بالنسبة لنا الأمر يختلف فنحن نريد اظهار مدى جهوزيتنا للقتال وتوجيه الرسائل الى العدو". ويضيف: "في أحد المعسكرات أخذت صورة الى جانب الحاج (مدرب لبناني) لكنه تمنى عليّ الاحتفاظ بها لنفسي وعدم مشاركتها مع أحد وتفهمت الامر وضروراته الامنية".
وبخلاف انخراطه في المعركة السورية، لا يتصف اي دور للحزب في العراق ولو كان محدوداً بالعلنية، لكن عدداً من الفيديوات التي انتشرت على مواقع التواصل أظهرت في السنتين الماضيتين من قيل انهم مدربون لبنانيون يساعدون الكتائب العراقية في تكوين بنيتها القتالية وتلقينها اساليب حرب العصابات المحترفة، كما اشارت تقارير اميركية الى دور للحزب في العراق طالبة من حكومة بغداد الحد منه. وفي حين لا يعلق الحزب على هذه المعلومات، فان عبارة السيد حسن نصرالله "سنكون حيث يجب ان نكون" تشكل بالنسبة للمراقبين سقفاً للاحتمالات المفتوحة في جغرافيتها.
وفي صيف العام ٢٠١٤، نقلت مواقع اخبارية مقربة من الحزب ان "القيادي ابرهيم عبدالله قضى في معركة قرب الموصل اثناء مشاركته في تدريب مقاتلين عراقيين".


ثقة كبيرة
ككثيرين غيره من المقاتلين، يقصد ابو جهاد الذي يقطن في مدينته البصرة، الجبهة كل 15 يوماً، ويقول انه يتقاضى راتباً شهرياً من السرايا يبلغ نحو 700 دولار أميركي، كما يتلقى راتب تقاعد كضابط سابق في الجيش العراقي (وفق قانون أقرّ بعد سقوط صدام)، و"يحصل الجريح في الحرب ضد داعش على تعويض بالاضافة الى علاجه في جميع المراحل، اما الشهيد فبالاضافة الى التعويض المالي ثمة مشروع قانون حالياً لمنح عائلته قطعة ارض".
يشعر عناصر الجيش العراقي "بثقة كبيرة حين يقاتلون الى جانب قوات الحشد التي تخوض المعركة بسلاح العقيدة أولا ولا تخشى الموت"، وفق "أبو جهاد" الذي يشكك في النية الأميركية بالدعم الكامل للجيش والحشد لهزيمة "داعش"، قائلاً "لو حصلنا على الدعم الشامل والأسلحة المناسبة سننهي وجود داعش في وقت قليل جداً". ويشيد "بالدور  الذي يقوم به السنة اليوم في تحرير مناطقهم من داعش، فالغالبية العظمى منهم باتت مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بأن السُنة أكثر المتضررين من داعش".
يخوض "أبو جهاد" الحرب تحت شعار المقدس وتلبية نداء المرجعية، ومثله يفعل مقاتلون ينغمسون ويقضون من أجل قناعات نقيضة في اكثر من بقعة ساخنة في المنطقة... عدد الأضرحة يزداد يومياً والمعركة "المقدسة" مستمرة!


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم