الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رجل دين إيراني بارز: الاتفاق النووي "اهانة مفرطة"

المصدر: "رويترز"
رجل دين إيراني بارز: الاتفاق النووي "اهانة مفرطة"
رجل دين إيراني بارز: الاتفاق النووي "اهانة مفرطة"
A+ A-

طعن رجل دين بارز اليوم الجمعة في اتفاق إيران النووي التاريخي مع الدول الكبرى مرددأ بذلك صدى تقييم مبكر متحفظ للاتفاق من جانب المرشد الأعلى علي خامنئي صاحب الكلمة الأخيرة في شؤون إيران.
ولم يرفض آية الله محمد علي موحدي كرماني الاتفاق في خطبة الجمعة في طهران لكن لهجته كانت قوية بما فيه الكفاية للإشارة إلى قلق كبير من الاتفاق في المؤسسة الدينية الإيرانية إذ قال إن بعض بنود الاتفاق "إهانة" و"مفرطة".


وسيرى الإيرانيون أن تصريحات كرماني تعكس آراء خامنئي وأنها تتناقض مع المديح الذي كاله للاتفاق الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف اللذان يعتزمان أن يكون الاتفاق أساس حملة دبلوماسية في دول الخليج العربية سعيا لإنهاء مخاوفها تجاه طهران.
وقال كرماني إن إيران لن تقبل باتفاق نووي مع القوى العالمية إلا إذا تم رفع العقوبات على الفور وأعيدت الأموال المجمدة مع الحفاظ على المثل الثورية العليا للبلاد ومن بينها معركتها ضد "الغطرسة العالمية" وهو تعبير يقصد به الغرب وإسرائيل.
وقال "كانت لهم بعض المطالب المفرطة" مشيرا إلى اعتراضه على القيود التي يفرضها الاتفاق على عدد أجهزة الطرد المركزي التي يجوز لإيران تشغيلها وعلى الأبحاث والتطوير النووي الإيراني وعلى تصرف طهران في اليورانيوم المخصب الذي بحوزتها.
وقال محللون سياسيون إن تصريحات لخامنئي وتصريحات كرماني تسمح لرجال الدين المحافظين بمجال سياسي لتوجيه مزيد من الانتقادات وقد تعفي المرشد الأعلى من المسؤولية إذا انهار الاتفاق -الذي تحدد لنفاذه سنوات- في مرحلة لاحقة.
وفي نفس الوقت فإن انتقادهما ليس حادا على نحو ينسف الاتفاق ويسد الطريق أمام رفع العقوبات وهو الأمر الذي يتوق إليه بشدة الإيرانيون العاديون انتظارا لأن يعيد اقتصاد بلادهم إلى الوضع الطبيعي.


 غير جديرين بالثقة
وقال كرماني "إنهم يقولون... يجب أن يكون برنامج إيران النووي محدودا ويجب أن تقبل إيران نظاما شاملا للتفتيش النووي... هذه مطالب مفرطة."
وبمقتضى الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الثلاثاء سترفع العقوبات تدريجيا مقابل قبول إيران قيودا طويلة المدى على البرنامج النووي الذي يشتبه الغرب بأنه يهدف إلى صنع قنبلة نووية.
ويبرز انتقاد كرماني للاتفاق مخاوف عبر عنها بعض المحافظين في المؤسسة السياسية الإيرانية ووسائل إعلام في اليومين الماضيين. وكرر كرماني الوصف الذي استخدمه خامنئي لبعض شركاء التفاوض مع إيران وهو "غير جديرين بالثقة".
وقال كرماني إن العلماء والباحثين النووين في إيران يجب أن يدرسوا الاتفاق الآن وأن يناقشوه. وأضاف "هذا مهم في وقت سمعت فيه بعض المنتقدين يقولون إن الاتفاق لم يحافظ على بعض الخطوط الحمراء التي وضعها القائد الأعلى."
وقالت وسائل إعلام إن ظريف سيتحدث عن الاتفاق أمام البرلمان يوم 21 من يوليو تموز وإن مجلس الأمن القومي سيخضعه للفحص.
وكان خامنئي قال يوم الأربعاء إن التوصل إلى الاتفاق "خطوة مهمة" لكن يجب إخضاع النص للفحص بجانب الإجراءات القانونية المتصلة به.


 غضب إسرائيل والسعودية
وفضلا عن الانتقاد وجه كرماني بعض الثناء للمفاوضين الإيرانيين لما بذلوه من جهد في المحادثات المطولة التي جرت في فيينا قائلا إن شركاء إيران في المفاوضات اضطروا للتقهقر.
وأضاف "إسرائيل وحلفاؤها خاصة السعودية مستاءون للغاية من هذا الاتفاق وهذا أكبر دليل على مدى قيمته. وكما اعتاد الشيخ الشهيد (محمد) بهشتي أن يقول: دعهم يغتاظوا ويموتوا بغيظهم."
ويعتبر بهشتي الشخصية الثانية في الجهاز السياسي الإيراني بعد الثورة واغتيل في انفجار قنبلة خلال اجتماع سياسي عام 1981.
وقالت إيران في رسالة إلى الدول الإسلامية اليوم الجمعة إنها تأمل أن يمهد الاتفاق الطريق لمزيد من التعاون في الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية.
وقال موقع وزارة الخارجية على الإنترنت إن ذلك جاء في رسالة وجهها ظريف للدول الإسلامية والعربية بمناسبة عيد الفطر.
وأضاف ظريف في رسالته أن فرصة جديدة للتعاون الإقليمي والدولي سنحت "بعد حل الأزمة المصطنعة حول برنامجها النووي دبلوماسيا."
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وقت متأخر يوم الخميس إن ظريف سيزور دولا خليجية بعد عيد الفطر.
وقالت إن إيران عازمة جديا على توسيع العلاقات مع دول المنطقة ودول الجوار وبعضها دول خليجية عربية سنية تتهم إيران الشيعية بالتدخل في شؤون العالم العربي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم