الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

تحت الضوء - "بائع الحكايات" البولوني و"الفن والأرشيف" في بيروت

محمد أبي سمرا
تحت الضوء - "بائع الحكايات" البولوني و"الفن والأرشيف" في بيروت
تحت الضوء - "بائع الحكايات" البولوني و"الفن والأرشيف" في بيروت
A+ A-

"الفن والأرشيف" اسم برنامج مشترك للإقامة والإنتاج في الثقافة والفن، بين بيروت ومدينة كولونيا الألمانية. بدأ العمل به في العام 2012. وهو اليوم في دورته الثالثة. أنتج أعمالا مشتركة بين كتّاب ومصوّرين ومسرحيين لبنانيين وألمان وبولونيين، عُرضت في بيروت وكولونيا اللتين يتيح البرنامج الإقامة فيهما للكتّاب والفنانين ومنظمي المعارض، وذلك لإنتاج أعمالهم وعرضها في كلا المدينتين. أما مدار هذه الأعمال فهو علاقة الانتاج الثقافي والفني بالذاكرة والتوثيق والأرشيف، بغية إعادة اكتشاف ذاكرة المدينتين الحية، ماضياً وحاضراً.


رسم فكرة البرنامج وأشرف على تنفيذه منذ العام 2012 الكاتب الروائي البولوني ستانسواف ستراسبورغر، المقيم في كولونيا الألمانية، وكان أمضى سنوات بين دمشق وبيروت، وتعلم فيهما اللغة العربية. وهو زار مكاتب "النهار" قبل أيام، في مناسبة افتتاح الدورة الثالثة للبرنامج الفني المشترك مساء الجمعة 29 أيار 2015، في القاعة الزجاجية لوزارة السياحة في بيروت، ليستمر إلى 20 حزيران.
تحدث ستراسبورغر عن المشروع وفكرته والمشاركين فيه، وغايته: شراكات فنية وثقافية متبادلة، ترسي حيزاً للقاء والتعارف وتنمية الذائقة الثقافية والفنية، وتقنيات التصوير والتوثيق والكتابة الأدبية. من المعروف أن ألمانيا، وخصوصاً العاصمة برلين ومدينة كولونيا، قد تحولت مركزاً أساسياً للثقافة والفنون الشبابية وتبادلها في أوروبا في السنوات الأخيرة. وتحدث ستراسبورغر أيضاً عن بلاده بولونيا، وعاصمتها فرصوفيا، وثقافتها ولغتها، لافتاً إلى أن الثقافة البولونية، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، منشدّة إلى أوروبا، وحديثاً إلى ألمانيا، شأن سواها من بلدان أوروبا الوسطى والشرقية التي خرجت من حقبة التسلط السوفياتي المديدة. هذا من دون أن تتوقف عن التواصل مع الثقافة الروسية وتراثها الفني. فالكاتب البولوني الشاب، إلى تعلمه العربية، يجيد اللغات الألمانية والروسية والانكليزية، لكنه يكتب الرواية بلغته الأم البولونية.
روايته "بائع الحكايات" - وهي "رواية شعرية عبر الثقافات" - كتبها بالبولونية، وصدرت في فرصوفيا العام 2009. وفي العام 2014 أصدرتها بالعربية "دار الآداب" في بيروت، ترجمة جورج سفر يعقوب، وهو باحث وكاتب سوري مقيم في فرصوفيا منذ 30 سنة. تروي "بائع الحكايات" قصة فيزيائي بولوني شاب يسافر إلى المشرق العربي ليعمل مع شركة تنقب عن الغاز. ينسحر الفيزيائي بالناس وثقافتهم المشرقية العربية، ويقرر البقاء حيث يعمل، ويبدأ الغوص في عالم غريب فتّان. هكذا يتحول الفيزيائي "حكواتياً" ينسج قصص حب خيالية، ويدوّن مذكرات رحلته. كما أنه يتحول أحياناً صحافياً معاصراً يكتب التحقيقات الصحافية. وكان ستراسبورغر قد نشر روايته "بائع الحكايات" تحت اسم مستعار، بان سوبارت، قبل أن يتخلى عنه أخيراً للكتابة باسمه الحقيقي، وإدارة مشاريع ثقافية في مجال الذاكرة التاريخية بين بولونيا وألمانيا ولبنان.
برنامج "الفن والأرشيف" أنجزت دوراته الثلاث في رعاية كل من بلدية بيروت، بلدية كولونيا، "أمم للتوثيق والأبحاث"، "مركز التوثيق في مدينة كولونيا"، "مؤسسة الفنون البصرية في كولونيا"، "مؤسسة هنريش بل" للشرق الأوسط، والسفارة الألمانية في بيروت.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم